لقاء الأربعاء.. هل يكشف السيسي كواليس اتفاقية «تيران وصنافير» مع السعودية؟

دائما ما يمثل غياب المعلومات عن الرأي العام المشكلة الكبرى، ويجد الجدل بيئة خصبة لينمو ويستفحل، وبالتالي تسنح الفرصة للمتربصين لسكب المزيد من «الوقود» فوق «الحطب»، ويقع الكثيرون من حسني النية فريسة للجهل وغياب الشفافية.

جزيرتا تيران وصنافير، اللتان ظهرتا فجأة على السطح في مصر مؤخرا، بعد توقيع عدة اتفاقيات بين الجانبين المصري والسعودي، خلال زيارة الملك سلمان بن العزيز للقاهرة، التي انتهت الإثنين الماضي، إحداها تنص على إعادة تبعية الجزيرتين للمملكة، ربما لم يسمع الكثير عنهما من الأساس.

وفي خطوة -ربما لحسم الجدل وكشف المعلومات- أعلن المكتب الإعلامي للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأحد، أن الرئيس سيلتقي عددا من ممثلي فئات المجتمع المصري، اليوم الأربعاء، في إطار لقاءاته الدورية مع جميع أطياف الشعب المصري، لإطلاعهم على مستجدات الوضع السياسي الداخلي والخارجي.

ويتوقع عدد من المصادر، أن سيناقش الرئيس، خلال اللقاء، عددًا من القضايا الملحة وتتصدرها قضية سد النهضة الإثيوبي، ومستقبل الاستثمار في مصر والأزمة القتصادية، إضافة إلى أزمة الجزيرتين، وقضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني.

وذكرت مصادر رئاسية، الإثنين، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيلتقي مجموعة من ممثلي الكتل البرلمانية بمجلس النواب المصري، وممثلين عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورؤساء النقابات المهنية، ونقابات العمال والفلاحين، كما يشتمل الحضور عددا من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين.

وأكدت مصادر الرئاسة، أن هذه اللقاءات ستتكرر خلال الفترة المقبلة مع مجموعات مختلفة من شرائح وفئات المجتمع المصري لاستعراض العديد من القضايا الوطنية.

وقالت مصادر رئاسية السيسي سيلتقي اليوم، الأربعاء، 107 شخصيات من ممثلي فئات المجتمع المصرى، وأن جميع رؤساء الهيئات البرلمانية يأتون في مقدمة الدعوة، منهم أشرف رشاد عثمان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، والمستشار بهاء أبو شقة رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، واللواء علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، وأحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، كما تم دعوة سعيد حساسين بصفته رئيس الهيئة البرلمانية لحزب السلام الديمقراطى.

كما تم دعوة رؤساء التحرير الصحف القومية والخاصة، منهم  رؤساء تحرير الوطن والمصري اليوم، وعبدالحليم قنديل رئيس تحرير صوت الأمة، وعدد من الكتاب والمثقفين، مثل وحيد حامد، بالإضافة لدعوة محمد فايق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ومايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة.

وأضافت المصادر أنه تم إبلاغ القنوات الفضائية الخاصة باختيار شخصيتين من كل قناة بناء على ترشيح القناة لحضور الحوار.

وكشفت المصادر، أنه تم دعوة رؤساء النقابات العمالية، بالإضافة إلى دعوة رؤساء النقابات المهنية، من بينهم الدكتور حسين خيري نقيب الأدباء والمعروف بتوجهه المُعارض للنظام السياسي، وسامح عاشور نقيب المحامين، ويحيي قلاش نقيب الصحفيين.

وقال الكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدأ، إنّ لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من ممثلي فئات المُجتمع المصري يوم الأربعاء المقبل، سيحسم قضية جزيرتي تيران وصنافير، لأنّه من المؤكد أنْ يكونَ هناك سؤالٌ بشأن هذه القضية، وسيكون رد الرئيس حاسما.

وأضاف لبيب، خلال لقائه ببرنامج «الصفحة الأولى»، المذاع على قناة «الغد» الإخبارية، مع الإعلامي ياسر رشدي، أنّ مجلس الوزراء تعامل مع قضية الجزيرتين بالمعلومات الكافية، مردفا أنّ ملف قضية الجزيرتين سينتهي بعد فترة، لأنّه يُوجد «تسخين» على مواقع التواصل الاجتماعي على هذه القضية دون توافر معلومات حقيقية.

وأردف لبيب أنّ دولة مصر تعد صمام الأمان للملكة العربية السعودية، موضحا أنّ كل ما يَهم إسرائيل في هذه القضية مَصلحتها الشخصية، وتوفير ممر آمن لميناء إيلات.

جزيرتا «تيران وصنافير» هما جزيرتان تقعان عند مدخل خليج العقبة بين الجهة المصرية والسعودية، وهي جزر في الأساس غير مأهولة، وتصنع الجزر 3 ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وأقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة (عمقه 290 مترا) واسمه ممر «إنتربرايز».

والثاني أيضا بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكن أقرب إلى الجزيرة، وهو ممر جرافتون، وعمقه (73 مترا فقط)، في حين يقع الثالث بين جزيرتي تيران وصنافير، وعمقه 16 مترا فقط، لهذا فالجزيرتان لهما أهمية استراتيجية، لأنه يمكنهما غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة.

وتقع جزيرة تيران في مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، 6 كم من ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحة الجزيرة 80 كم،² وهي إلى جانب جزيرة صنافير المجاورة لها، تمتاز بالجزر والشعاب المرجانية العائمة، ومقصد لمحبي رياضات الغوص لصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية ولها برامج سياحية باليخوت مع شرم الشيخ.

وبالرغم من وقوعها في مدخل مضيق تيران، إلا أن خطوط الملاحة البحرية تمر من غربها من أمام شرم الشيخ، حيث أن تشكيل قاع البحر إلى شرقها وجزيرة صنافير القريبة يجعل الملاحة مستحيلة، وكانت نقطه للتجارة بين الهند وشرق آسيا وكان بها محطة بيزنطية لجبي الجمارك للبضائع.

وكانت إسرائيل احتلتها عام 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثين، ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد، الجزيرة وجارتها جزيرة صنافير تحت الإدارة المصرية، وتحت سيطرة القوات الدولية المتعددة الجنسيات، وتطالب السعودية باسترجاعها كونها تقع في مياهها الإقليمية.

والجزيرتان هي جزء من «المنطقة ج» محددة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بحيث لا تتواجد فيها سوى الشرطة المدنية، كما إنها تعتبر مكانا لتواجد القوات الدولية لحفظ السلام، ولكن هذا لا يعني أن مصر لا تمارس سيادتها على الجزيرة، فهي تفعل ذلك دون أن تخل بالتزماتها، وقد سبق في عام 2003 أن قدمت إسرائيل طلباً رسميا لمصر لتفكيك أجهزة لمراقبة الملاحة قامت بتركيبها في المنطقة وقوبل طلبها بالرفض.

وفي الواقع، فإن الجزر تابعة للسيادة المصرية وليست محتلة من إسرائي، لكنهما جزء من المنطقة ج، التي تتواجد فيها القوات الدولية، وفي الواقع فالنزاع بين مصر والسعودية على الجزر لم يتم إنهاؤه بشكل رسمي، فكلا البلدين يدعي السيادة على الجزر، ولحين توقيع اتفاقية لتحديد الحدود البحرية بين البلدين في خليج العقبة والبحر الأحمر، فإن الوضع يبقي علي حاله.

تسلسل زمني

1906

 توقيع معاهدة تحديد الحدود الشرقية لمصر بين مصر والدولة العثمانية، تم في المعاهدة تحديد الحدود بخط يبدأ من ساحل البحر المتوسط إلى نقطة على خليج العقبة تقع شرق طابا وغرب إيلات الحالية.

15 مايو 1948

 اندلاع حرب فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل

 24  فبراير1949

مصر توقع هدنة رودس مع إسرائيل، خط الهدنةيتضمن نفس خطوط  معاهدة 1906، فيماعدا قطاع غزة.

 10  مارس 1949

إسرائيل تستغل أنها وقعت هدنة مع مصر، وأن القوات الأردنية، التي لم توقع معها بعد لم تدخل النقب، فتقوم بعملية عسكرية واسعة لغزو النقب وأم الرشراش، فتقوم باحتلال أم الرشراش على ساحل خليج العقبة، مخترقة بذلك الهدنة المعلنة من الأمم المتحدة، ومؤثرة بالتالي على المفاوضات الجارية مع الأردن.

 3  أبريل 1949

الأردن يوقع الهدنة مع إسرائيل في رودس، الاتفاق يجعل أم الرشراش وكامل صحراء النقب تابعة للجانب الإسرائيلي.

1950

مصر والسعودية يتفقان على احتلال مصر لجزر تيران وصنافير، رغم تنازعهما عليها (نتيجة ضعف البحرية السعودية آنذاك)، تقوم الدولتان بإعلام بريطانيا (30 يناير) ثم الولايات المتحدة (28 فبراير) بأنهما وبصفتهما الدولتان اللتان تسيطران على  جانبي مدخل الخليج فقد اتفقتا على تواجد القوات المصرية في جزيرتي تيران وصنافير (دون أن يخل ذلك بأي مطالبات لأي منهما في الجزيرتين).

1951

مصر تعلن أن أي سفن تريد التحرك عبر مضيق تيران يجب أن تخطر السلطات المصرية، وتؤكد منع السفن الإسرائيلية.

25 يونيو 1952

إسرائيل  تبدأ تحويل منطقة أم الرشراش إلى ميناء باسم إيلات.

1954

مصر تشدد تعليمات المرور في الخليج.

1954

مصر  تبعث للأمم المتحدة بما يفيد أن جزيرتي تيران وصنافير  مصريتان وليستا سعوديتان وكانتا في الجانب المصري عند توقيع اتفاقية ،1906 وأنه من الثابت  من الوثائق أنه كان هناك قوات مصرية فيها في الحرب العالمية الثانية.

10 يوليو 1955

ديفيد بن جوريون يعلن أن ميناء إيلات تم تنفيذه تقريبا وأن الملاحة الإسرائيلية باتجاه المحيط الهندي ستتم قريبا وأن الجيش الغسرائيلي سيفرض ذلك عند الحاجة ويكرر بن جوريون تهديده هذا في 25 سبتمبر.

مصر ترد علي هذا في 5 سبتمبر باعتبار أن السلطة الوحيدة لمنح تراخيص المرور في الخليج ستكون مكتب مقاطعة إسرائيل وبأن التصريح لأي سفينة  يحتاج لاعلام هذه السلطات قبل 3 أيام كاملة.

29 أكتوبر 1956

بدء العدوان الثلاثي، القوات الإسرائيلية تهاجم سيناء وقطاع غزة.

1 نوفمبر 1956

بريطانيا وفرنسا يدخلان المعركة بقصف جوي علي المطارات المصرية يتركز في منطقة القناة.

3 نوفمبر 1956

بن جوريون يعلن أن المضائق تحت سيطرة إسرائيل وستكون مفتوحة من اليوم لكل سفن العالم.

23 ديسمبر 1956

انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من منطقة القنال والأراضي المصرية عموما.

مارس 1957

إسرائيل تنسحب من سيناء وقطاع غزة بعد اشتراط وجود قوات دولية في شرم الشيخ ومضائق تيران لضمان حرية الملاحة، ستتواجد قوات دولية في سيناء وقطاع غزة لعشرة سنوات تالية.

1957

السعودية ترسل للبعثات الدبلوماسية في جدة ثم للأمم المتحدة مايفيد أنها تعتبر جزيرتي تيران وصنافير أراض سعودية.

1958

اتفاقية البحار تعزز الموقف القانوني لحق إسرائيل في الملاحة.

19 مايو 1967

القوات الدولية تغادر سيناء وقطاع غزة بعد أن طلب عبد الناصر منها إنهاء مهمتها ومغادرة الأاراضي المصرية.

22-23 مايو 1967

مصر تعلن رسميا اعادة إغلاق مضيق تيران للمرة الأولي منذ 11 عاما أمام الملاحة الإسرائيلية، وإسرائيل ترد باعتبار ذلك عملا من أعمال الحرب من الجانب المصري، وأنها ستتدخل لفرض حرية الملاحة بالقوة.

5- 10 يونيو 1967

القوات الإسرائيلية تحتل سيناء وقطاع غزة وتسيطر علي مضائق تيران بالتزامن مع احتلالها للضفة الغربية وهضبة الجولان.

26 مارس 1979 

مصر توقع معاهدة السلام مع إسرائيل وتقر بحق اسرائيل في الملاحة عبر مضيق تيران ، المعاهدة تتضمن وجود قوات دولية  في منطقة شرم الشيخ والمضائق لضمان حرية الملاحة.

25 أبريل 1982

مصر تستعيد سيناء، خلاف بين مصر واسرائيل علي طابا مما يستدعي تحكيما بينهما.

1983

إعلان راس محمد وجزيرتي تيران وصنافير محمية طبيعية.

نوفمبر 1988

محكمة العدل الدولية تصدر حكمها لصالح مصر في قضية طابا.

مارس 1989

مصر تسترد طابا.

1989

 السعودية تنشر إصدارا تظهر فيه الجزيرتان ضمن الأراضي السعودية.

يناير 1990

قرار جمهوري بتحديد خطوط الأساس، التي تحسب منها المياه الإقليمية المصرية بأحداثيات واضحة للمرة الأولى، كان هذا قد تم من قبل عام 1951 وتم تعديله عام 1958 ولكن بدون احداثيات واضحة.

خط الأساس يمر غرب جزيرتي تيران وصنافير، ولكن هذا لا يمنع اعتبار الجزر واقعة في البحر الإقليمي المصري مع ضمان حرية الملاحة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]