فؤاد السنيورة لـ”الغد”: يجب أن نحمي لبنان من خطر إيران
فؤاد السنيورة لـ”الغد”: هناك رغبة في التغيير
دعا رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، فؤاد السنيورة، إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية التي ستنطلق في الداخل يوم 15 مايو أيار الجاري، لحماية لبنان من خطر مشاريع إيران في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال لقاء خاص أجرته مراسلة الغد، في بيروت ليلى خلال مه الحكومة اللبنانية الأسبق، فؤاد السنيورة، والذي أكد أن النظام الانتخابي خلق تشنجات داخلية ولا بد من العودة إلى “اتفاق الطائف” لإنقاذ البلاد من الأزمة الراهنة.
وفي بداية حديثه، قال السنيورة إن المشهد في لبنان تختلط فيه الأمور بين فريق ناقم ورافض وغير مبال، وفريق آخر عازم على التغيير والخروج من هذه الأزمة الصعبة التي يمر بها لبنان.
وأضاف أن الانتخابات التشريعية التي جرت على مستوى الخارج حملت معها مؤشرات تؤكد أن هناك رغبة في التغيير، وعدم مصادرة رأي اللبنانيين من أجل خدمة مصالح غير لبنانية، في إشارة إلى إيران و”حزب الله”.
وأكد السنيورة أن المشاركة في الانتخابات التشريعية ضرورة واجبة، وكذا ضرورة عدم الانصياع وراء دعوات البعض للمقاطعة، مشيرا إلى أن رئيس (تيار المستقبل) سعد الحريري لم يأمر أحدا بمقاطعة الانتخابات.
وأشار السنيورة إلى أن ضرورة عدم الساحة فارغة لكي يملأها الطارئين والمغامرين الذين يصبون في نهاية الأمر لخدمة مخططات وأهداف لا تتناسب لبنان ولا اللبنانيين.
وقال السنيورة إن لبنان به مشكلة وهو إطباق، أو هيمنة “حزب الله” على الدولة اللبنانية بحيث أنه منع الدولة من أن يكون لديها القرار الحر من أجل أن تحقق ما يرغب به اللبنانيون من أجل الخروج من هذه المخاطر التي نعيشها في لبنان.
كما أكد أن تراكم الأزمات تسبب في مزيد من التشنجات، وتوازنات لبنان الخارجية وعلاقة لبنان مع الأشقاء العرب ومع الأصدقاء في العالم، حيث يجب أن كون بلدا عربيا لا إيرانيا ولا دوليا، مشددا على ضرورة عدم الوقوف في مكان غير صحيح.
وتابع السنيورة: “الخروج من الأزمات لا يكون بالشعارات ولا بالكلام المعسول ولا بالوعود البراقة، أعتقد أنه يجب البدء بالعمل وانتهاز الفرص التي تسمح للمؤمنين بسيادة لبنان احترام “اتفاق الطائف” والعمل على تطبيقه بشكل صريح وسليم”.
وجدد السنيورة التأكيد على أن الانتخابات واجب دستوري وعلى كل لبنان أن يعبر عن رأيه، ولا يجب الذهاب للقول بأن الأصوات لن تغير من المشهد هذا غير صحيح بالمرة، قائلا الهزيمة والانتصار في العقل”.
وأكد السنيورة أن عدم المشاركة في الانتخابات يعني استسلام للتهويل والضغوط، لحماية الرسالة اللبنانية، خاصة وأن اللبناني قوي بالقانون وبالحق وبالدستور والأشقاء العرب والأصدقاء، محذرا من زراعة الشك واليأس في نفوس وعقول اللبنانيين.
وأردف: “هناك متغيرات على الساحة اللبنانية، وأعول على حكمة وبصيرة اللبنانيين، وتفهمهم لطبيعة المرحلة المقبلة، وكذلك المخاطر والفرص.. الآن لبنان يمر بمرحلة خطيرة يجب علينا أن ننتهزها وأن نقف من جديد”.
واستكمل: “آن الآن للوقوف بجانب لبنان من خلال الانتماء العربي، والعودة إلى النظام الديمقراطي البرلماني الرامي إلى استقلال القضاء، وإلى إعادة الاعتبار للكفاءة في تحمل المسؤوليات”.
وعن الاستحقاق الرئاسي، يرى السنيورة أن اللبنانيين أمام اختبار أولي وهو الانتخابات التشريعية وثانيا تأليف حكومة، وبعد ذلك التوصل لانتخاب رئيس جمهورية ومن ثم حكومة جديدة، ولكن ذلك يتطلب فهما عميقا لطبيعة الأزمة والمرحلة.
ويتنافس في الانتخابات التشريعية، 103 قوائم انتخابية تضم 718 مرشحاً، موزعين على 15 دائرة انتخابية، من أجل اختيار 128 نائباً في البرلمان. وستنطلق الانتخابات النيابية في الداخل منتصف مايو/ آيار الجاري.
وهذه الانتخابات تأتي بعد انتفاضة شعبية شهدها لبنان عام 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحملتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة.
وينظر كثيرون إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة وأنهكته أزمات متراكمة.