لقاء عباس وجانتس يشعل أزمة داخل حكومة الاحتلال

على مدار ساعتين ونصف الساعة، بحث وزير الجيش الإسرائيلي، بيني جانتس، مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عددا من الملفات في منزل الأول، مساء الثلاثاء. في خطوة أثارت استياء عدد من الفصائل والأوساط الفلسطينية.

ليس هذا هو اللقاء الأول الذي يجمع عباس بجانتس، فسبق أن اجتماعا في أغسطس/أب الماضي، ولفتت إليه بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه جاء رغما عن إرادة رئيس حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، الذي منع عقد أية لقاءات مع رئيس السلطة الفلسطينية.

 

بينيت، اليميني المتشدد الذي خلف نتنياهو في يونيو الماضي رئيسا لحكومة إسرائيل، كانت دوما تصريحاته ضد التفاوض مع الفلسطينيين، وأكد أنه لن يكون هناك أفق لأي عملية سياسية مع الفلسطينيين، لذا لم يلتق أبومازن حتى الآن، في إشارة واضحة للتوجه الحكومي الراهن.

كما لم يدعم بينيت أي تواصل مع الفلسطينيين، وحاول على مدار الأشهر الماضية إحباط أية جهود لإعادة إحياء مسار السلام أو أي تدخل من الإدارة الأمريكية. وبرز ذلك من خلال عرقلة إعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس، بزعم أن هذه الخطوات من شأنها تفكيك الائتلاف الحاكم، الهش في الأساس لتشكله من عدد من التوجهات غير المتجانسة أو المتفقة إلا على الإطاحة بنتنياهو من السلطة، وهو الأمر الذي تم الانتهاء منه.

وأشارت وسائل إعلام عبرية في أغسطس/آب الماضي إلى رفض بينيت عقد جانتس لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية، وهو الأمر الذي وصفه وزير الجيش الإسرائيلي بأنه مخيب للآمال، وشدد وقتها على أنه “أرفع” و”أنسب” مسؤول في الحكومة للتفاوض مع الجانب الفلسطيني، في حين صرح مقربون من بينيت بأن اللقاء كان متفقا عليه، ربما لرفع الحرج عن الرئيس الحكومة.

 

 

جانتس، العسكري الوحيد في الثالوث الإسرائيلي الحاكم (مع رئيس الحكومة بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد) والذي خاض عدة عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وتباهي أنه كان المسؤول عن اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام في 2012 أحمد الجعبري، يبدو أنه السياسي الأبرز على الساحة الإسرائيلية المستعد للتفاوض مع الفلسطينيين.

وأبلغ جانتس الرئيس الفلسطيني بأنه يعتزم مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة في المجالين الاقتصادي والمدني، والتي تم الاتفاق عليه في اجتماعهما في رام الله في أغسطس الماضي.

وأفادت مصادر إسرائيلية بأنه تم تنسيق هذا الاجتماع مع رئيس الوزراء بينيت، الذي أعطى الضوء الأخضر لهذه الخطوة. فيما يحاول جانتس الظهور بشكل أفضل على الساحة السياسية – على حساب أطراف أخرى داخل الحكومة، خاصة أنه من المتوقع أن يتسلم زمام الحكومة بعد عام ونصف بموجب اتفاق تشكيل الائتلاف.

وفي الوقت الذي يبتعد فيه رأس حكومة الاحتلال عن لقاء عباس أو الحديث عن السلام مع الفلسطينيين أو التطرق بأي شكل إلى التعاطي مع الفلسطينيين، يبرز اسم جانتس داخليا وخارجيا، ويظهر اهتماما كبيراً للتفاوض مع عباس والعمل على تعزيز الروابط بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

بدورها، باركت الإدارة الأمريكية هذا اللقاء، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن “سعيدة للغاية” بتلك الاستضافة.

 

 

وأعربت الخارجية الأمريكية عن أملها في أن تؤدي إجراءات بناء الثقة التي تمت مناقشتها إلى تسريع الزخم لزيادة تعزيز الحرية والأمن والازدهار للفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍ سواء في عام 2022.

كما علق وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، على اللقاء ووصفه بأنه “مهم لأمن إسرائيل ومكانتها الدولية”، مضيفا أن التنسيق الأمني ​​والمدني مع السلطة الفلسطينية ضروري لأمن إسرائيل ويقودها وزير الدفاع بشكل مسؤول ومهني.

 

 

الغريب أن لابيد، المحسوب على التيار الليبرالي الإسرائيلي والذي هاجم في السابق نتنياهو لعرقلة السلام مع الفلسطينيين، لم تصدر عنه أية بادرة في هذا الأمر منذ توليه حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة، ما يثير العديد من التساؤلات عن حقيقة مواقفه خلال سنوات تواجده في صفوف المعارضة.

ورغم أنه لم تصدر تصريحات من مقربين لبينيت حول معارضة هذا اللقاء، إلا أن هناك انتقادات داخل الحكومة الإسرائيلية (من معسكر اليمين) لتلك الزيارة، حيث انتقد وزير الإسكان والبناء، زائيف ألكين، اللقاء، قائلا: “دعوة شخص يصر على دفع رواتب قتلة  الإسرائيليين ( قاصداً الأسرى الفلسطينيين والشهداء) هو أمر خاطئ”.

 

 

ويبدو أن حزب المعارضة الرئيسي حاليا الذي بات خارج الائتلاف الحاكم، حزب الليكود برئاسة نتنياهو، لم يضع فرصة لتوجيه انتقادات للحكومة، محاولا إحداث فجوة عبر إثارة اليمينيين بداخلها، حيث اعتبر الليكود أن حكومة بينيت تقدم تنازلات الخطيرة على أمن إسرائيل، مؤكداً أن تلك الحكومة تشكّل خطراً على إسرائيل.

ووصفت أحزاب اليمين الإسرائيلي اللقاء بالمسيء لليهود، بعد أن اعتمد جانتس مجموعة إجراءات، الأربعاء، تهدف لتحسين العلاقات مع الفلسطينيين بعد اللقاء.

وكان جانتس قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع عباس، شهر يوليو، حيث يمكن القول أن جانتس يرى أن نظام عباس، البديل الوحيد لحركة حماس في الضفة الغربية، وأنه إذا كانت السلطة الفلسطينية أقوى، ستكون حماس أضعف، وهو ما يعكس الرؤية الأمنية والتخوفات الإسرائيلية.

وربما هذا من مصدر تحركات جانتس، الذي يبدو أنه يغرد منفرداً عن الحكومة، في تحرك يعتبره البعض يأتي في إطار تقديم نفسه وتثبيت قدماه على الساحة بشكل أكبر، وربما كان يرى نفسه الأجدر بقيادة تلك الحكومة من بينيت الذي نجح بقيادة التحالف مع الأحزاب الإسرائيلية فقط للإطاحة بنتنياهو.

تلك الخلافات داخل الحكومة لن تكون بالهينة، لا سيما في ظل عدم الترابط أو الوقوف على أجندة واحدة لمكونات الائتلاف، وربما يكون فتيل الأزمة الذي قد يفكك هذا الائتلاف هو “المفاوضات مع الفلسطينيين”، ففي الوقت الذي يسعى فيه جانتس لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين، قد تستند إلى دعم أمريكي، يرفض بينيت اليميني المتطرف هذا الأمر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]