زيارة هي الأولى لمسؤول تركي رفيع المستوى إلى موسكو منذ توتر العلاقات بين البلدين عقب إسقاط أنقرة لمقاتلة روسية، قالت إنها اخترقت مجالها الجوي قرب الحدود السورية، حيث توجه، اليوم الأربعاء، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، الموال للأكراد، صلاح الدين دميرطاش، على رأس وفد من حزبه، إلى روسيا، من المقرر أن يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
الزيارة التي لم يتم التنسيق لها مسبقا مع الحكومة التركية قد تثير النقد في الأوساط الموالية لحزب الحرية والعدالة الحاكم، إلا أن نظمي جور قال، وفق صحيفة “middleeasteye”: “نحن نحترم آراء الدولة، ولكننا كأي حزب سياسي لدينا الحق في إقامة اتصالات مع كل الدول، ولدينا بالفعل علاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”، متسائلا: “لماذا لا يكون لدينا كذلك علاقات مع روسيا والصين وإيران؟”.
وقال جور، إن الزيارة تهدف إلى تحسين صورة تركيا في المشهد الدولي بعد ما واجهته من أزمات وخلافات مع معظم جيرانها، مؤكدا أن الوفد لديه أجندة خاصة في روسيا تتركز على مناقشة قضايا الشرق الأوسط والحلول المحتملة في سوريا، ودور الأكراد في مستقبل العملية الديمقراطية هناك”.
واستبعد أن تناقش الزيارة الملف سيء السمعة لحقوق الإنسان في أنقرة، مؤكدا أن الزيارة ستسهم في إزالة الأزمة بين البلدين وآثارها على السياحة والاقتصاد وقطاعات أخرى تأثرت بشكل مفزع.
ووفق سبوتنك، فإن ديمرطاش أعرب عن رغبته لمساعدة الشعب الكردي من رجال الأعمال والطلاب الذين يعانون من توتر العلاقات، وقال إن سياسة حزب الحرية والعدالة قادت إلى أزمة مهدده مع روسيا، معربا عن رغبته كذلك في إنشاء مكتب تمثيلي لحزبه في موسكو.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية، عن محللين، أن روسيا في حاجة إلي فتح محادثات مع المعارضة التركية، مشيرة إلى أن العلاقات المتوترة بين موسكو وأنقرة لا يجب أن تؤثر علي الروابط التاريخية بين الشعبين التركي والروسي بغض النظر عن من يمتلك السلطو الحاكمة في الوقت الحالي.
وأشار بوريس دولجوف، خبير الشؤون الإسلامية والعربية في موسكو، إلى أن الاتصالات بين وزير الخارجية الروسي والمعارضة هي خطوة نحو الطريق الصحيح، مؤكدا أن توتر العلاقات مع تركيا لن يسير في أي اتجاه آخر على الأقل طالما ظلت الحكومة الحالية هي الحاكمة، مؤكدا أن اللقاء بين لافروف وديمرطاش “فعل معتاد دوليا، فنحن نرغب في محادثات مع قوي المعارضة التي ترغب في السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية”.
من جانبه، قال المعارض التركي من حزب الشعب الجمهوري تحسين ترهان، أن البرلمان التركي علي استعداد للتعاون مع روسيا في القضايا الاقتصادية، حيث عرض رجال الأعمال والمعارضة السياسية في تركيا فرص عديدة للحوار بعد تراجع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ومن المقرر أن تبدأ روسيا في تطبيق الإجراءات التي اتخذتها بشأن منع أنشطة الشركات التركية في روسيا، ومنع استقبال موظفين بداية من أول يناير/ كانون الثاني المقبل.
