أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن قلق بلاده بشأن الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في إقليم تيجراي الإثيوبي.
جاء ذلك في بيان صدر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس.
وفي إشارة إلى العدد المتزايد من التقارير الموثوقة عن الفظائع وانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، حثت الوزير بلينكن الحكومة الإثيوبية على اتخاذ خطوات فورية وملموسة لحماية المدنيين، بمن فيهم اللاجئون، ومنع المزيد من العنف.
وقال البيان “ضغط الوزير بلينكن من أجل الإنهاء الفوري للأعمال العدائية وانسحاب القوات الخارجية من تيجراي، بما في ذلك قوات الأمن الإقليمية في أمهرة والقوات الإريترية”.
وأضاف البيان، “كما طلب الوزير بلينكن أن تعمل حكومة إثيوبيا مع المجتمع الدولي لتسهيل إجراء تحقيقات مستقلة ودولية وذات مصداقية في انتهاكات حقوق الإنسان المبلغ عنها ومحاسبة المسؤولين عنها”.
جبهات قتال جديدة
قالت الباحثة السياسية، هديل عويس، إن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من تفتت إثيوبيا إذا ما اندلعت حرب أهلية في البلاد، خاصة مع فتح جبهات جديدة للقتال قد تصل إلى العاصمة أديس أبابا.
وأضافت الباحثة السياسية، خلال مشاركتها في برنامج (وراء الحدث) عبر شاشة الغد أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، أكد أن مطالبة رعاياها في إثيوبيا لا يعني أن واشنطن ستدير ظهرها أو لن تهتم لما يجري بإثيوبيا.
كما أكدت أن وزير الخارجية الأمريكي أن أمريكا مهتمة جدا بتهدئة الأوضاع في البلاد، لا سيما وأنها حليف مهم للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الإدارات الأمريكية تستثمر في تكوين شراكة مثمرة مع إثيوبيا.
واستكملت الباحثة قائلة: “الانهيار في إثيوبيا يخيف أمريكا، لا سيما وأن كل استراتيجيتها في كل أفريقيا مهددة، ولكن في الوقت ذاته حكومة آبي أحمد غير آبهة بكل الضغوطات الخارجية وخاصة الأمريكية”.
ترامب السبب
ومن أديس أبابا، قال الكاتب والباحث السياسي، عبد الشكور عبد الصمد، إن هناك أمورا متداخلة تحدث في إثيوبيا، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية غابت عن منطقة القرن الأفريقي رغم استثماراتها هناك.
وأكد الكاتب، أن واشنطن أرادت أن تصحح المشهد في إثيوبيا، الذي تسبب فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، موضحا أنها عندما عادت رأت واقع جديد تماما غير الذي كان عليه قبل 4 سنوات.
وأشار الكاتب إلى أن أمريكا تضغط على الحكومة الإثيوبية، فيما تنظر الأخيرة بأنها ليست محايدة، وأنها تدعم المعارضة في إقليم تيجراي.
وعن فوز آبي أحمد بجائزة نوبل للسلام، يرى الكاتب، أن الحصول على جائزة نوبل للسلام لا يكون مبررا للتنازل عن واجبات رئيس الحكومة السياسية وذلك على حد قوله.
وتابع الكاتب: “هناك أطراف تسعى لعدم التوافق على حل سياسي، مما يجعل القضية مستعصية على الحل”.
