أثار إعلان تركيا، الجمعة، استلام الشحنة الأولى من منظومة صواريخ إس 400 الروسية قلق المجتمع الدولي والولايات المتحدة.
لم يأت القلق الدولي من حيازة تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية من فراغ، لكن التأثير السلبي لهذه الصفقة على واشنطن وحلف الناتو دفعهما لتحذير أنقرة من تلك الصفقة.
ما هي منظومة إس 400 الروسية؟
صممت منظومة “إس 400” المضادة للطيران في الجيش الروسي عام 2007 بهدف اعتراض وإسقاط أي تهديد جوي، سواء كان صاروخا أو طائرة، ويصل مداها إلى 400 كلم ويمكن نشرها خلال 5 دقائق.
سبقت بكين تركيا في شراء تلك المنظومة عام 2014، وبدأت عمليات التسليم رسميا في أبريل/ نيسان 2018 وجرت أولى التجارب الصينية لهذه المنظومة نهاية يونيو/ حزيران 2019.
كما اشترت الهند 5 منظومات “إس-400” بقيمة 5,2 مليارات دولار على أن يبدأ تسليمها نهاية 2020.
ويخشى الغربيون منظومة الصواريخ، لأنها أحدث المنظومات المضادة للطيران في العالم وكلفتها أقل من منظومة “باتريوت” الأمريكية.
لكن ما يثير استياء واشنطن هو أن أنقرة تشتري مثل هذه الأسلحة المتطورة من روسيا، حيث تستخدم موسكو تلك المنظومة كورقة سياسية استغلالا لتوتر العلاقات بين أنقرة وحلفائها في الأطلسي.
وسط المخاوف الغربية والأمريكية، أعلنت موسكو أن منظومة “إس-500” ستدخل الخدمة خلال العام 2020. وتؤكد روسيا أن صواريخها قادرة حتى على إصابة أقمار صناعية.
انتصار روسي
أكد المحلل السياسي من موسكو ، الدكتور أديب السيد، أن “شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية يعد انتصارا أدبيا لروسيا”.
وأكمل السيد، أن “روسيا نجحت في تحقيق هدفها وهو إحداث شرخ في جدار الناتو وطالما سعت روسيا لتحقيق هذا الهدف طيلة السنوات الماضية”.
وأضاف، أن “تركيا تعتقد أنها انتصرت لسيادتها وذلك بعد تجاهل تحذيرات الولايات المتحدة، لذلك نتوقع خضوع تركيا لعقوبات خاصة أنها أنقرة عضو في حلف الناتو”.
وأكمل، أن “إقبال تركيا على شراء المنظومة الروسية سوف يفتح شهية دول أخرى في حلف الناتو على شراء تلك المنظومة مثل اليونان”.
