في عام 1992 أبصرت “حكومة إقليم كردستان” النور، إثر مجموعة من المتغيرات في العراق.
وبمرور الزمن أضحت هذه الحكومة، نموذجا للتحالف مع الولايات المتحدة بصفتها الداعم الأكبر لها، ولكن لن نكون دقيقين لو ربطنا تاريخ بداية العلاقات بين واشنطن و أكراد العراق، بتأسيس حكومة أربيل، لأن العلاقة بينهما بدأت قبل ذلك عبر تعاون وثيق بين مصطفى بارزاني الزعيم الكردي، وبين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
ومع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أصبح إقليم كردستان الجبهة الشمالية، حيث تم هبوط جنود قوات التحالف قرب أربيل.
أما أبرز أشكال الدعم الأمريكي للإقليم كان في عام 2017، حين كانت واشنطن من الداعمين لاستفتاء انفصال إقليم كردستان عن العراق.
علاقة مد وجزر
وفي السياق، قال الدكتور عصام الفيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، إن العلاقة القائمة بين إقليم كردستان العراق، والحكومة الاتحادية في بغداد علاقة يشوبها الكثير من الـ”مد والجزر”.
وأضاف الفيلي خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن العلاقة بين الإقليم والمركز في المحصلة يجب أن يكون هناك مزيد من الوضوح ومزيد من التفاهم، بالإضافة إلى تطبيق التشريعات الدستورية التي يشكو منها إقليم كردستان العراق دائمًا.
كما أكد الفيلي أن الأكراد يشكون من بعض القوانين، ومن أبرزها قانون “النفط والغاز”، مشددين على ضرورة إعادة تفعيلها.
واستكمل دكتور عصام الفيلي قائلا:”الحكومة العراقية في بغداد اعترضت علي إجراء استفتاء في إقليم كردستان خشية خطر الانقسام، لافتا إلى أن العلاقة بينهما بحاجة إلى مزيد من التفاهم”.
وأكد الفيلي أن إيران وتركيا بانت يتدخلان على خط دعم الحركات الكردية، وهو ما أوصل إقليم كردستان العراق إلى شكل من الصدام سيكون “كردي كردي”.
دعم أمريكي.. ما السبب؟
من جانبه، قال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، إن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في الأكراد وإقليم كردستان العراق أنها منطقة مؤيدة للغرب.
وأكد شينكر أن واشنطن ترى أن الأكراد لديهم قيم عالية بالنسبة للمرأة، وكذلك هم على مسافة من إيران.
وأوضح شينكر أن كل هذه العناصر كانت سببا رئيسيا في إقامة علاقات وثيقة بين البلدين، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا يعارضون الرئيس السابق صدام حسين.
وتابع قائلا: “التعاون العسكري مع إقليم كردستان العراق مهما بالنسبة للولايات المتحدة خاصة وأن المناطق الكردية يسرت على واشنطن مجابهة داعش، وهو يعكس مدى أهمية مع الأكراد”.
تاريخ العلاقة
ومن أربيل، قال هيوا عثمان، الكاتب والباحث السياسي، إن هناك وهم كبير حول العلاقة الوطيدة بين الولايات المتحدة وأكراد العراق.
واستكمل: “بدأت العلاقات بين الطرفين مع الـ”سي اي ايه” عام 1972، وبعد ذلك تخلت واشنطن عنهم، وفي عام 9191 تحول الكرد من جماعة إلى حلفاء وأصدقاء، لكن في كل مرة كانوا يتعرضون لضغوط، ولم تدافع عنهم واشنطن”.
وأكد هيوا عثمان أن الولايات المتحدة تستخدم الأكراد لمعاداة أعدائها في منطقة الشرق الأوسط، ولم تدعم كرد العراق يوما خلال أي استفتاء في البلاد.
وأوضح أن العلاقة الكردية مع واشنطن تمضي في إطار “العراق الجديد”، وأن وضعهم السياسي فهو أيضا متواجد في الدستور العراقي وذلك منذ عام 2003.
