تطرح قضية العلاقات الإسرائيلية الإقليمية الآن وبقوة على الساحة السياسية في إسرائيل، خاصة في ظل تصاعد الغضب الفلسطيني من ممارسات الاحتلال، فضلا عن وجود الكثير من المشاكل سواء الاقليمية أو الدولية والتي باتت تؤثر على إسرائيل وسياستها بوضوح وقوة الآن.
وتعترف الكثير من التقارير سواء الصحفية أو الرسمية السياسية بتؤثر العلاقات الإسرائيلية الآن في محيطها الإقليمي خاصة عقب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة رسمية لإسرائيل، وهو الإعلان الذي تتواصل ردود الفعل عليه على الصعيد العربي منذ الإعلان عنه حتى الان.
غير أن المتابع للساحة الإسرائيلية سيكتشف وبسهولة أن إسرائيل تولي أهمية لهذا التعاون الإقليمي، بل وتخصص له وزارة كاملة يقودها وزير من أهم الوزراء بالحكومة الان، وهو تساحي هنجبي، وبالتالي نحن أمام مشهد عام من المفترض الآن متابعته في إسرائيل، حيث تحرص إسرائيل على تصدير فكرة استمرار منظومة التعاون الإقليمي ، بل إن هناك مشروعات مهمة يتم القيام بها ومتابعتها بحسب هذه الوزارة الآن، وهو ما ترفضه الكثير من القوى السياسية الفلسطينية أو العربية صراحة.
وبات من الواضح أن هناك حالة من الفرض الفلسطيني لهذا التعاون خاصة مع سياسات الاحتلال المستمرة أو حتى مع القرارات الأخيرة للرئيس دونالد ترامب.
فضلا عن التفاعل ودعم الدعوات التي تكلفها بين الحين والآخر منظمة ال(BDS)، وهي المنظمة التي تدعو لمقاطعة إسرائيل بسبب سياساتها. وتركز منظمة الـ(BDS) وبقوة على إفشال أي محاولة للتواصل الإقليمي أو التعاون بين إسرائيل والدول المحيطة بها ، وهو ما بات واضحا من خلال التعاطي الجيوسياسي لهذه المنظمة.
غير أن إسرائيل ورغم ذلك تمضي أو تحاول السير في كريق هذا التعاون، والأهم من هذا أن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنجبي بسع وخلال الفترة الحالية إلى التأكيد على أن إسرئيل تسير وبثبات في مجال دعم العلاقات الثنائية مع مختلف الدول وعلى رأسها مصر والاردن .
وعرض هنجبي أخيرا صورته عير منطقة الحدود الأردنية الإسرائيلية عقب زيارته لها من أجل إقامة مشروع مشترك ، وهو مشروع إقامة جسر فوق نهر الأردن، وهو الجسر الذي سيسهم في إقامة منطقة صناعية مشتركة للدولتين الأردن وإسرائيل ويدعمها سواء على الصعيد الاقتصادي أو اللوجيستي. وتعول إسرائيل كثيرا على هذا المشروع من أجل الارتقاء بمنظومة العلاقات الثنائية مع الاردن.
ويزعم هنجبي أن هناك عددا كبيرا من الوزارات الأردنية التي تتعاون وتشارك وزارة التعاون الإقليمي في هذا المشروع وهي وزارات المواصلات والداخلية والدفاع والمالية والبيئة والاقتصاد بالاضافة إلى وزارة التعاون الاقليمي، الأمر الذي على أن الحديث لا يتعلق فقط بتعاون بسيط بين وزارة التعاون الإقليمي من جهة والأردن من جهة أخرى، ولكن الحديث الآن يتعلق بوجود منظومة قوية للعلاقات الان بين الطرفين من الممكن رعايتها، بحسب زعمه.
بالإضافة إلى إقامة عدد من المشروعات الأخرى مع بعض من الدول الأفريقية أيضا، ولعل هذا ما يفسر حرص هنجبي على الاجتماع وبصورة متواصلة مع عدد من كبار المسؤولين السودانيين وتحديدا جنوب السودان، الأمر الذي يحرص عليه هنجبي ويحرص أيضا على عرضه سواء عبر منصات الفيس بوك أو وسائل الاعلام الإسرائيلية المختلفة والمتعددة.
عموما فإن هذه المنظومة “التعاون الإقليمي” والتي تراهن عليها إسرائيل باتت واحدة من أهم الملفات المطروحة على مسار العلاقات الثنائية بين إسرائيل والدول العربية، وهي المنظومة التي تتأثر بالسياسات الإسرائيلية فضلا عن استمرار الاحتلال، الأمر الذي يكون له مردود سياسي مختلف على مسار العلاقات بين إسرائيل والدول المجاورة.
