لماذا تعثرت المساعي الفرنسية والإيطالية لوقف إطلاق النار في طرابلس

لم تأتِ المساعي الفرنسية والإيطالية لوقف إطلاق النار في طرابلس بنتائج ملحوظة حتى الآن، بالرغم من الزيارات المتبادلة لطرفي المعركة في روما وباريس، خلال الأيام الماضية، ما طرح العديد من التساؤلات حول قدرة الغرب على حل الأزمة، ووقف إطلاق النار في العاصمة. 

ففي يوم 7 مايو/ أيار الجاري استقبل رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، ثم التقى الأخير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، ولمناقشة وقف إطلاق النار، وتطورات الأوضاع في العاصمة، لكن اللقاءات لم تسفر عن نتائج إيجابية، لاشتراط السراج الموافقة بعد تنفيذ شرطين، وهما مغادرة قوات الجيش الوطني الليبي من المواقع التي سيطر عليها في معركة طرابلس وطرح ممثل آخر غير المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي في المفاوضات السياسية، لذلك لم تنجح فرنسا في إقناع السراج وقتها بحل الأزمة.

ولم تكتفِ إيطاليا بإجراء المباحثات مع السراج لكن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أيضا، استقبل المشير خليفة حفتر بالرغم من معارضة روما الشرسة لموقف الجيش من معركة طرابلس.

 وفي 16 مايو/ أيار الجاري التقى حفتر مع كونتي في روما ثم سافر إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ماكرون المعروف بدعمه للجيش الليبي وسط توقعاته بنجاح باريس في إقناع حفتر بوقف إطلاق النار.

لكن جاء اللقاء عكس التوقعات حيث أفادت وكالة رويترز نقلا عن مسئول في الرئاسة الفرنسية ، أن المشير خليفة حفتر أكد لماكرون أن شروط وقف إطلاق النار لا تتوفر بعد وأن عائدات النفط لا يستفيد بها الجيش و الشعب الليبي لكنه أكد أنه على استعداد للقبول الحوار السياسي وليس وقف إطلاق النار.

وأصدرت الرئاسة الفرنسية بيانا رسميا أكدت فيه أن ماكرون ذكر حفتر بالاتفاقات التي أبرمت في باريس وروما وأبو ظبي والتي تقضي بتشكيل حكومة وطنية و إجراء الانتخابات كما يطالب الشعب الليبي، لتنتهي الزيارات دون الإعلان عن اتفاق واضح لوقف إطلاق النار في طرابلس.

السراج في الجزائر

بالتزامن مع زيارات حفتر إلى باريس وروما مازالت زيارات رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في الخارج مستمرة وذلك للحصول على دعم دولي لإدانة تحركات الجيش الليبي في طرابلس وتوحيد المجتمع الدولي في صفه، حيث زار السراج أمس تونس والتقى الرئيس التونسي الباجي السبسي الذي أكد أن تونس ترى أن الأزمة الليبية حلها سياسي وليس عسكري، ثم اتجه السراج اليوم الخميس إلى الجزائر حيث يلتقي عددا من المسئولين الجزائريين.

إلى أين تصل المعركة

وسط المساعي الدولية لوقف إطلاق النار واحتدام المعركة عسكريا ودبلوماسيا يتساءل الكثير إلى أين تصل معركة طرابلس، هذا التساؤل طرحته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية النافذة في الولايات المتحدة والتي نشرت تحليلا حول الأوضاع الراهنة في ليبيا بعد أن ظهر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حيث تساءلت عن الخطة التي سوف يستكمل بها حفتر حربه ضد الميلشيات الإرهابية المتحصنة في طرابلس وفي مصراتة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، راقب الجيش الوطني السلوك غير المشرف للجماعات الإرهابية والميليشيات التابعة لها، وهو سلوك يصيب من يراقبه بالاشمئزاز، حيث قامت الجماعات الإرهابية بمحاولة السيطرة على مؤسسات الدولة في طرابلس.

وكشف مراسل الواشنطن بوست لأول مرة على استعداد ميليشيات متحصنة داخل مصراتة، بالإضافة إلى ميلشيات الزنتان. كما أعرب قادة في الجيش الليبي الموجودين في الغرب عن استعدادهم للانضمام لقيادة حفتر الشرعية للجيش الوطني الليبي.

لكن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أشارت إلى إنه على عكس هذه التوقعات السابقة من أن هجوم حفتر على طرابلس قد وحد الفصائل المتناحرة في غرب ليبيا وأدى إلى أكبر حشد للقوات منذ عام 2011. ربما تدافع بعض الميليشيات المعنية عن إقطاعيات اكتسبتها، لكن معظم هذه القوات استجابت  للنداءات الجماعية بحمل الأسلحة رداً على التهديد الوجودي لها، وهو ما دفع الواشنطن بوست للتساؤل عن خطة حفتر في الفترة القادمة.

حفتر والحل السياسي

من جهته، أكد الباحث في العلاقات الدولية من باريس ناصر زهير،  أن “حفتر يريد وضع ملائم لوقف إطلاق النار وهو تحجيم للميليشيات المتهمة بأنها إرهابية وعودة ميليشيات مصراتة إلى مواقعها”.

وأضاف زهير ، أن “حفتر لم يرفض الحل السياسي في لقائه مع ماكرون لكنه أكد أنه من الصعب طرحه في تلك الأجواء”.

وأكمل زهير، أن “فرنسا رغم دعمها للجيش الوطني الليبي إلا أنها تعترف بحكومة الوفاق، لكنها تدرك أن السراج لا يسيطر على وزرائه ولديها مخاوف من انتماءات الميليشيات التي تحارب تحت لوائه”.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]