لماذا تعد إيطاليا من أكثر الدول النشطة زلزاليا؟
تعد إيطاليا واحدة من أكثر الدول النشطة زلزاليا في أوروبا، فلديها تاريخ طويل مع الزلازل، ويرجع ذلك لاصطدام الصفائح التكتونية الأوراسية الأفريقية عند سلسلة جبال ابيناين، التي تمتد على طول إيطاليا.
ولقي 247 مصرعهم أمس، الأربعاء، بعدما ضرب زلزال، بلغت شدته 6.2 درجة على مقياس ريختر، منطقة جبلية في وسط إيطاليا، وأسفر عن تدمير بعض القرى، وترك الكثير من الضحايا محاصرين تحت الأنقاض، وأغلبهم المتوفين في قرية بيسكارا ديل ترونتو، فضلا عن وجود عدد أكبر من المفقودين، وتتواصل جهود فرق الإنقاذ والدفاع المدني لانتشال المصابين والعالقين تحت الأنقاض، في القرى الجبلية التي ضربها الزلزال.
وفي عام 2009 ضربت هزة أرضية قوية تعد من أكثر الهزات دموية وسط إيطاليا، موقعة أكثر من 300 ضحية وآلاف النازحين، وكانت أكويلا المنطقة الرئيسة في إقليم جبال الأبروز هي الأكثر تعرضا للدمار، وتسبب هذا الزلزال في وقوع خسائر بمليارات اليوروهات، كما ألحق أذى كبيرا بالاقتصاد الإيطالي.
ويقول الدكتور كارمين جلاسو، الخبير الجيولوجي والمحاضر في هندسة الزلازل في كلية لندن الجامعية، إن «أوروبا لديها تاريخ طويل مع الزلازل المدمرة»، مضيفا «على الرغم من وقوع العديد من الزلازل على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، إلا أن الأكثر تدميرا في التاريخ وقعت في دول البحر الأبيض المتوسط، خاصة في اليونان، إيطاليا، البرتغال، وتركيا»، لافتا إلى أنه «خلال الـ2000 سنة الماضية تم توثيق أكثر من 400 زلزلا مدمرا في إيطاليا».
وصرح الدكتور جنيفر ستون، عالم رصد الزلازل في مركز الدولي لرصد الزلازل، بأن «إيطاليا معرضة للزلازل لسببين، موقعها ومناظرها الطبيعية».
وأضاف «إيطاليا تقع على اثنين من الصفائح التكتونية واسعة النطاق – أوراسيا وأفريقيا – التي عادة ما تصطدم، حيث تقع على فالق متحرك، يؤدي إلى وقوع زلزال كل 10 أعوام تقريبا تراوح درجاته بين 6 و6.5 على مقياس ريختر، وبحد أقسى إلى 7 درجات، وكانت آخر تلك الهزات الأرضية التي وصلت إلى 7 درجات في عام 1980 في نابولي، وأدت إلى مقتل 3 آلاف شخص».
وعرفت إيطاليا الزلازل المدمرة عبر التاريخ، التي أودت بحياة أعداد كبيرة من الناس وسببت أضرارا ضخمة في الممتلكات، وكان من أهمها وأكثرها تدمير على الإطلاق:
أبريل 2009: ضرب منطقة أجيلا، تسبب في مصرع 300 شخص، كان بقوة 6.3 ريختر.
نوفمبر 1980: ضرب مناطق كامبانيا/ باسيليكاتا، تسبب في وفيات تراوحت ما بين 2.400 – 4.900 شخص، كان بقوة 6.9 ريختر.
مايو 1976:ضرب منطقة فرويلي، تراوحت حالات الوفاة ما بين 900-980 شخص، وكان بقوة 6.5 ريختر.
يناير 1968: ضرب منطقة صقلية، تراوحت حالات الوفاة ما بين 230-400 حالة، وكان بقوة 5.5 ريختر.
يوليو 1930: ضرب منطقة ايربينيا، تسبب في وفاة 1400 شخص، وكان بقوة 6.6 ريختر.
يناير 1915: ضرب منطقة لاكويلا، وتسبب في وفيات تراوحت ما بين 29.000-32.000 شخص، كان بقوة 6.7 ريختر.
ديسمبر 1908: ضرب منطقة مضيق ميسينا، تراوحت حالات الوفاة ما بين 75.000-200.000 حالة، كان بقوة 7.1 ريختر.
سبتمبر 1905: ضرب منطقة كالابريا، تراوحت حالات الوفاة ما بين 500- 2500 حالة ، كان بقوة 7.2 ريختر.
