رغم أن الدعاية الغربية تصور إفريقيا على أنها بؤرة للإرهاب و الجريمة و الأوبئة و الفوضى فقط، إلا أن نظرة السياسة الغربية للقارة السوداء يبدو أنها تتغير الآن.
التزام واشنطن تجاه إفريقيا
فالرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن التزام واشنطن تجاه إفريقيا، مؤكدا أن الاستثمار والتعاون هما أولوية عالمية مشتركة، وذلك في بيان للبيت الأبيض حول القمة الأمريكية الإفريقية في ديسمبر المقبل.
وجاءت جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لجنوب إفريقيا ورواندا والكونغو لإطلاق استراتيجية بلاده لـ”إفريقيا جنوب الصحراء، بهدف تعميق التعاون الثنائي بشأن القضايا العالمية .
فالخارجية الأمريكية قالت إن بلينكن يركز على مكافحة الفساد، ودعم التجارة والاستثمار، ومعالجة أزمة المناخ، ودعم الجهود الإقليمية الأفريقية لتعزيز السلام.
لكن أمريكا ليست وحدها ، ففرنسا أيضا كانت هناك، بجولة لرئيسها إيمانويل ماكرون نهاية يوليو في الكاميرون وبنين وغينيا بيساو، ركزت على أزمة الغذاء العالمية والقضايا الأمنية، وتأكيد الالتزام بتجديد العلاقة مع إفريقيا.
ويبدو أن التنافس مع المعسكر الشرقي المتمثل في روسيا والصين، هو الذي دفع الغرب إلى النظر لإفريقيا الآن على أنها فرصة، حيث إن ذروة التغير في الموقف الغربي جاءت بعد جولة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الإفريقية الشهر الماضي.
وهي الجولة التي هدفت إلى تقديم روسيا كصديق لإفريقيا على عكس القوى الغربية التي وصفها لافروف بالمتعجرفة الاستعمارية، وهدفت أيضا إلى محاولة تشكيل عالم متعدد الأقطاب.
والصين أيضا لها استراتيجية خاصة في إفريقيا، سلاحها الاستثمارات المباشرة التي وصلت إلى ملياري دولار، بعد تدشين 25 منطقة للتعاون التجاري في 16 دولة أفريقية، و بعد وعود بشراكة عسكرية مع دول إفريقية.
تسهيلات صينية للإفريقيين
من جانبه، قال الدكتور جون جانج، أستاذ الاقتصاد و العلاقات الدولية في جامعة الأعمال الدولية، إن الصين تهتم بالاستثمار في إفريقيا، موضحا أن بكين لا تضع شروطا سياسية لقادة الدول في إفريقيا.
تحركات روسيا في إفريقيا