أكد المرصد السوري توقف حركة إعادة أنقرة المسلحين الموالين لها من ليبيا منذ نحو شهرين، رغم أن الأخيرين يتحايلون للعودة بشكل فردي، لافتا إلى أن عدد الموجودين حاليا في ليبيا يقدر بنحو 6600 عنصر.
فيما كشف تقرير لمنظمتين حقوقيتين، عن تعرض مقاتلين سوريين لـ”الاستغلال” من أطراف دفعت بهم للقتال في ليبيا وأذربيجان، خصوصاً عبر سرقة الأموال التي وعدوا بها قبل السفر، وكذلك حرمان عائلاتهم من تعويضات في حال إصابتهم أو مقتلهم.
في هذا السياق يرى من بنغازي فرج علي زيدان الباحث المختص بالشئون الإستراتيجية أن المسألة تتجاوز إراد هؤلاء المرتزقة الذين زج بهم في ساحات القتال سواء في ليبيا أو في غيرها من الأقطاب، مؤكدا أنها تتعلق بإرداة المشغِّل الذي ربما يريد استخدامهم في جبهات أخرى.
وأكد زيدان لحصة مغاربية، أن مسألة بقاء المرتزقة حتى الآن ترتبط بالتوجه أو السياسات التركية التي تسعى إلى البقاء في ليبيا بشكل طويل الأمد.
وأوضح أن المرتزقة يدركون أن أنقرة أصبحت هي التي تقود المعارك ضد القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الميليشيات المسلحة في طرابلس متصارعة لا تستطيع إدارة القتال، ومن ثم أصبحت كل المسائل اللوجيستية والخطط العسكرية لهذه الميليشيات المسلحة تدار من غرف العمليات التركية في غرب البلاد.
وذكر أن تركيا تنظر إلى الأهمية الإستراتيجية للجغرافيا الليبية، موضحا أن ليبيا ليست محطة في ذاتها، وإنما بحكم موقعها تمثل عمقا إستراتيجياء للفضاء العربي، سواء المغاربي أو شرقًا باتجاه مصر، أو منطقة الساحل الأفريقي، التي تمثل منطقة تنافس جيوسياسي محموم بين عدة لاعبين أكبر حتى من أنقرة، مثل روسيا والولايات المتحدة أو عدة دول أووربية أخرى.
وأكد زيدان أن تداعيات استمرار بقاء المقاتلين الأجانب في ليبيا تمثل تحديا كبيرا على الصُّعد السياسية والأمنية، مشيرا إلى أن وجودهم يعد عقبة كبيرة أمام خارطة الطريق التي تنص على ضرورة إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، ومدى تناسب الأجواء الأمنية التي تضمن أمن المواطن الليبي للخروج مع أسرته للإدلاء بآرائهم في الانتخابات، لافتا إلى أن تركيا ترفض العمليات الانتخابية ويضعون العقبات أمامها، وتسعى لإفشال خارطة الطريق.
وشحنت تركيا آلاف المرتزقة والمسلحين الأجانب إلى ليبيا لتأجيج الصراع فيها، ثم وعدتهم بعودة لم تحصل لمعظمهم حتى اليوم، ليستمر وجودهم يشكل ألغاما في بلد ينشد السلام.