رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بتبنّي الاتحاد الأوروبي، نظام عقوبات جديدا لتعزيز المساءلة والإصلاح في لبنان.
جاء ذلك في بيان مشترك لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت يلين، مؤكدين فيه تزايد معاناة اللبنانيين جراء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.
وأشار البيان إلى أن العقوبات تهدف إلى فرض تغييرات في السلوك، وتعزيز مساءلة الفاعلين والقادة الفاسدين الذين تورطوا في سلوك خبيث، مُرحباً باستخدام الاتحاد الأوروبي لهذه الأداة القوية لتعزيز المساءلة على نطاق عالمي.
مباركة أمريكية
قال يوسف دياب الكاتب والباحث السياسي، إنه من الطبيعي أن تبارك الإدارة الأمريكية الجديدة هذه الخطوات الأوروبية بشأن الساسة اللبنانيين، موضحا أن الأوروبيين اقتنعوا أخيرا بالسياسة الأمريكية للتعامل مع أزمة لبنان.
وأضاف دياب خلال مشاركته في برنامج وراء الحدث” عبر شاشة الغد أن الأوروبيين باتوا على قناعة أن المنظومة السياسية التي تحكم لبنان اليوم غير جديرة بإرساء سياسة النهوض الاقتصادي.
كما أوضح أن السياسة الأمريكية ستدفع باتجاه تعزيز الإجراءات العقابية على السياسيين اللبنانيين الذين يقوضون عملية تشكيل الحكومة، لافتا إلى أن هذه القرارات الأوروبية بداية لمرحلة من التصعيد لتغيير الوضع في لبنان.
ضغوط أمريكية
من جانبه، قال علي ناصر الدين الكاتب والمحلل السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها الضغط على بعض الدول الأوروبية لفرض عقوبات على سياسيين لبنانيين.
وأضاف ناصر الدين أن الأوروبيين حتى اللحظة غير متفقين على أن تكون هناك عقوبات شاملة على القادة اللبنانيين، مشيرا إلى أن واشنطن تمارس ضغوطا على بلدان أوروبية لفرض عقوبات على لبنان.
وتابع: “لا ندري أن تنفذ هذه العقوبات الأوروبية أم لا، لأن هناك محاولات لتشكيل حكومة لبنانية، وأقول إن “حزب الله” لو أراد تشكيل حكومة لفعل”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة، أنه أقر إطارا قانونيا لنظام عقوبات يستهدف أفرادا وكيانات لبنانية.
وأشار الاتحاد في بيان إلى أن الإطار يوفر احتمال فرض عقوبات على المسؤولين عن تقويض الديمقراطية وحكم القانون في لبنان.
وعقب البيان، أعربت باريس عن استعدادها لزيادة “الضغط” على المسؤولين اللبنانيين من أجل تشكيل حكومة جديدة.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنياس فون در مول خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت إن بلادها “مستعدة لزيادة الضغط مع شركائها الأوروبيين والدوليين على المسؤولين السياسيين اللبنانيين لتحقيق ذلك”.
وأشارت المتحدثة إلى أن “تشكيل حكومة على وجه السرعة تعمل بأقصى طاقتها وقادرة على إطلاق الإصلاحات التي يتطلبها الوضع وتشكل شرطا لأي مساعدة بنيوية تبقى الأولوية”.
