لماذا شنت أمريكا الحرب على بريطانيا؟

حرب شهيرة دارت رحاها أوائل العقد الثاني من القرن التاسع عشر، ففي مثل هذا اليوم الأول من يونيو/ حزيران عام 1812، طلب الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون موافقة الكونجرس على شن حرب ضد المملكة المتحدة، التي كانت وقتها إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، إلا أن السبب الرئيسي لها هو أن العالم لم يكن وقتها «قرية صغيرة» بعد.

تحولت أمريكا، التي سُميت ببلاد ما وراء البحار في القرنين السادس والسابع عشر إلى دولة موحدة بعد حروب عدة قبيل الحرب الأهلية، التي وقعت خلال ستينيات القرن التاسع عشر، التي انضوت بعدها جميع الولايات تحت النظام الفيدرالي المستمر حتى الآن.

بعد ذروة انتصارات الجيش الإنجليزي على الفرنسيين والسكان الأصليين «الهنود الحمر»، وفرض ضرائب هائلة على السكان ما أشعل أعمال شغب واسعة، أعلنت 13 ولاية أمريكية الاستقلال عن التاج البريطاني في 4 يوليو/ تموز عام 1776، وتشكيل حكومة اتحادية، ولم تكن «بريطانيا العظمى» قد هزمت بعد أمام «الثوار».

دامت الحرب الثورية تلك 8 سنوات، بين بريطانيا والأمريكيين داخل تلك الولايات وأولها ماساشوستس، وعُرفت بحرب الاستقلال، بين عامي 1775 و1783، وانتهت باعتراف المملكة المتحدة باستقلال تلك الولايات.

الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون
الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون

انغمست بريطانيا العظمى بعدها في صراعات أوروبية مع فرنسا، التي كان نابليون بونابرت يقودها، فاندلعت حرب الموانئ بينهما، حاصر الطرفان بعضهما البعض بحرا، وادعى كل منهما الانتصار، وفي أوائل القرن التاسع عشر كانت أمريكا لا تزال مقسمة إلى ولايات حصلت على الاستقلال مقابل ولايات خاضعة لسيطرة التاج البريطاني «بريطانيا العظمى»، وفرنسا، والمكسيك، وروسيا، وإسبانيا، إلا أن أكثرية الأراضي التي أصبحت تشكل فيما بعد الولايات المتحدة الأمريكية كانت بريطانية، وهو ما زاد الأمور تعقيدا.

كانت تلك الموانئ التي يحاصرها الطرفان في أنحاء العالم، لم تكن فقط مراسي أراضيهما، بل كانت أراضي المستعمرات ومن بينها الولايات المتحدة، فالتجارة الأمريكية بالكامل كانت مع بريطانيا وفرنسا حتى عام 1805، وبعدها كانت تلك السفن المتضرر الأول من الحرب الأوروبية.

أصدر بونابرت مرسوما بمصادرة جميع السفن الإنجليزية أو تلك التي تطيع أوامر الحكومة البريطانية، بينما أصدرت الأخيرة قرارات جائرة أخرى بمصادرة السفن وتجنيد البحارة لصالح جيشها قسريا، بينما دُمرت التجارة والسفن التجارية على الساحل الشرقي لأمريكا، اتخذت بريطانيا كذلك قرارا كان بمثابة «القّشة» الأخيرة.

نفذت الحكومة البريطانية قرارا بإيقاف السفن المحايدة في أعالي البحار، وجندت جميع الشبان والصبية بريطانيي المولد، فاحتجت أمريكا لأن غالبية المواطنين الأمريكيين بريطانيو المولد، ولم تستجب بريطانيا لاعتراض أمريكا فقرر الرئيس الرابع جيمس ماديسون في أواخر عام 1811 تجهيز السفن البحرية وتحويل الأسطول التجاري إلى حربي إيذانا بشن الحرب على بريطانيا العظمى وقوانينها الجائرة.

البريطانيون يحرقون الكابيتول
البريطانيون يحرقون الكابيتول

بدأت الحرب فعليا في 18 يونيو/ حزيران 1812، على الرغم من أن الحكومة البريطانية قررت قبل هذا التاريخ بيومين اثنين فقط إلغاء تلك القوانين التي أثارت حفيظة الأمريكيين خشية الدخول في صراع آخر يضعف قوتها أمام فرنسا، إلا أن العالم وقتها لم يكن قد امتلك وسائل إتصالات أو إعلام أو بريد سريعة لنقل الأخبار.

بعد عامين تقريبا من الحرب التي شنها الأمريكيون على مستعمرات بريطانيا العظمى، وتمكنوا من الاستيلاء على عدد منها مثل يورك «تورنتو»، كانت بريطانيا قد هُزمت كذلك في معركة نيويورك، إلا أنها تمكنت في ذات الوقت من الاستيلاء على العاصمة واشنطن، بعد حريق هائل في مبنى الكابيتول «الكونجرس» والبيت الأبيض مقر الرئاسة.

في 14 ديسمبر/ كانون الأول 1814، وضعت الحرب أوزارها بمعاهدة سلم بين الطرفين في بلجيكا سُميت بمعاهدة جنت، ولم تؤت نتائج للطرفين فقد وُقعت بينهما لوقف نزيف الدماء والأموال أيضا بعدما تكبد الشعبان ضرائب قاسية لتمويلها، وبموجب الاتفاق عاد كل طرف إلى حدود ما قبل الحرب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]