معارك شرسة دارت رحاها خلال الأشهر القليلة الماضية، بين الحكومة الفلبينية وعناصر من تنظيم «داعش» الإرهابي، خلفت المئات من الجثث في مدينة ماراوي التي تحصن فيها التنظيم، ويرغب في جعلها ولاية خاصة به بعيدا عن سلطة الدولة.
تحرير المدينة أعقبه عودة مئات الألاف من سكان المدينة الذين غادروها أثناء قتال استمر 150 يوما ليبدأوا عملية ضخمة لرفع دمار الحرب، وذلك في ظل حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة في الفلبين.
وذكرت حكومة الفلبين، أن العمليات العسكرية تكلفت ما يقارب من خمسة مليارات بيزو (97 مليون دولار)، وتفيد تقديرات الحكومة بأن تكلفة إعادة البناء قد تزيد على عشرة أمثال هذا المبلغ.
وقد استمر القتال لنحو خمسة أشهر تقريبا، وأسفر عن مصرع أكثر من ألف شخص، من بينهم 163 فردا من القوات الحكومية، فضلا عن جرح أكثر من 1700 شخص آخرين، وتشرد 400 ألف آخرين.
بدأت القصة بهجوم مفاجئ من قبل عناصر التنظيم على مدينة ماراوي جنوب الفلبين، وقاموا بما يشبه الاحتلال لها، ونقل التنظيم «خلافته» المزعومة إلى الشرق الآسيوي، بعد هزيمته في العراق وسوريا، ودارت اشتباكات بين الطرفين استمرت لأسابيع.
وعلى الرغم من تواجد التنظيم في الفلبين إلا أنه لم يحاول عمل هالة إعلامية مصاحبة له كما هو معتاد من قبل التنظيم في المناطق الأخرى خصوصا في سوريا و العراق.
ويعد تنظيم «داعش» في الفلبين من أقوي أفرع التنظيم المنتشرة في قارة آسيا، حيث يعود تاريخ «داعش» في الفلبين، منذ جماعة أبو سياف، والتي أعلنت مبايعتها رسميا للبغدادي في 2015، عقب انشقاقها عن جبهة تحرير موروفي عام 1991، وخاضت حربا ضد الحكومة الفلبينة رغبة في الحصول على حكم ذاتي لها.
وتشير تقارير إلي أن هذه الجماعة أسسها عبد الرزاق أبو بكر جنجلاني، والذي كان يتلقى تعليمه في ليبيا، قبل أن يعود إلى بلاده ليؤسس هذه الجماعة حتى مقتله في اشتباك مع قوات الأمن الفلبينية عام 1998، ليتولى التنظيم خلفه شقيقه الأصغر قذافي جنجلاني، الذي قتل بدوره عام 2007.
وأفادت أنباء أن عناصر تنظيم «داعش»، يعتمدون على الخطف والابتزاز للحصول على الفدية، رغبة في التغلغل في جنوب الفلبين وإعلان استقلاله، خاصة مع تمكنه من ضم معظم المجموعات المقاتلة تحت لوائه، وهو ما ينذر بحرب قوية وشرسة بينه وبين الحكومة الفلبينية خلال الفترات القادمة.
وفشل تنظيم «داعش» وهزيمته في الفلبين، كان وراءها العديد من الأسباب التي أنهت حصار التنظيم لمدينة ماراوي، وفشلهم في تكوين إمارة على أرضها، حتى أعلنت حكومة الفلبين رسميا تحرير المدينة، وهو ما جاء على لسان الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، عن تحرير ماراوي من قبضة عناصر «داعش».
كان من الأسباب التي أدت إلى فشل داعش في الفلبين، حملات الاعتقال الواسعة التي قامت بها قوات الأمن الفلبينية تمكنت خلالها من إلقاء القبض على عدد من قيادات التنظيم هناك كان من بينهم، محمد نعيم ماوتي، والذي يعرف باسم «أبو حديد»، بحسب ما ذكر جيلبر جاباي، المتحدث باسم سلطة تنفيذ الأحكام العرفية في منطقة مينداناو، عند نقطة تفتيش في مدينة كاجايان دي.
وذكرت السلطات الفلبينية، أن ماوتي هو الشقيق الأصغر لعبدالله وعمر ماوتي اللذين يقودان أكثر من 200 مسلح محصنين في أربع مناطق بمدينة مراوي 800 كم جنوبي مانيلا.
كذلك مقتل ثلاثة من أهم القيادات في التنظيم في معركة ماراوي وهم إسنيلون هابيلون، أمير تنظيم «داعش» في جنوب شرقي آسيا، عمر الخيام ماوتي، أحد قادة تنظيم «داعش» في جنوب شرق آسيا، والذي خطط مع أخيه وهابيلون لحصار مدينة ماراوي في 23 مايو/ أيار 2017، محمود أحمد، وهو ماليزي لعب دورا حيويا في تمويل حصار ماراوي جنوب الفلبين. وتشير تقارير أنه خلف إسنيلون هابيلون في قيادة المعركة بعد مقتل هابيلون، لكنه قتل بعد أيام من إعلان من مقتل هابيلون.
