لماذا قررت فرنسا سحب قواتها من مالي؟

فتح التوتر الأخير في العلاقات بين مالي وفرنسا، الباب على مصراعيه أمام روسيا لتوسيع نفوذها في إفريقيا على حساب النفوذ الفرنسي، كما جعل الدول الإفريقية تعول على روسيا لتكون بديلا عن حلفائها الغربيين التقليديين.
وعملت روسيا خلال الأعوام الماضية على تعزيز علاقاتها مع عدد من الدول الإفريقية، خصوصا التي تعاني صراعاتٍ داخلية، وتعيش خيبة أمل من القوى الأوروبية.
وأحدث هذه الحلقات هو العلاقات الروسية مع مالي التي بدأت خطوات الخروج من العباءة الفرنسية بإلغاء الاتفاقيات العسكرية المشتركة واستعجال سحب القوات الفرنسية من مالي بالإضافة إلى الانسحاب من مجموعة دول الساحل والصحراء ومن القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب.
واعتمدت العلاقات المالية الروسية على عدد من الأسس، أبرزها التزويد بالأسلحة، ونشر المدربين العسكريين، والمقاتلين المتعاقدين، إضافة إلى الدعم الاقتصادي.
ومثَّل إعلان فرنسا في، فبراير الماضي، الانسحاب العسكري الكامل من مالي دفعة قوية للتعاون بين موسكو وباماكو، إذ أعلنت حكومة مالي في إبريل الماضي، تسلُّمها مروحيتين وجهاز رادار ومعدات عسكرية أخرى من روسيا، لتنضم إلى 4 مروحيات أخرى وأسلحة سبق أن وفرتها موسكو.
وعقب أقل من أسبوع على إعلان مالي الانسحاب من مجموعة دول الساحل الخمس، زار وزير الخارجية المالي عبدالله ديوب موسكو حيث التقى نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي أكد استعداد بلاده لتوفير دعم لباماكو لزيادة القدرات القتالية خصوصا في تدريب العسكريين وعناصر الشرطة.
وتوجه مالي نحو روسيا، يلقي بظلاله على مستقبل الوجود الفرنسي في هذه الدولة، وفي منطقة الساحل الإفريقي التي لطالما كانت منطقة نفوذ خالصة لباريس.
المستعمرات السابقة
وفي السياق، قال الدكتور محمد الصوفي، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية في مالي، إن المراقبين يعتقدون أن المقاربات الفرنسية في التعاطي مع مستعمراتها السابقة كمالي وتشاد ودولا أخرى مضى عليها وقت دون أن تتجدد على نحو يرضي النخبة الإفريقية التي تحكم تلك الدول.
وأضاف الصوفي خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن الحملات العسكرية الفرنسية خاصة التي كانت في مالي والدول المجاورة لها في مكافحة الإرهاب لم تحقق نتائج ملموسة على الأرض.
كما أوضح الصوفي أن الحضور الروسي كان محاولة من روسيا لملء الفراغ الاستراتيجي الذي أحدثه الخلل في طبيعة العلاقة بين فرنسا ومستعمراتها السابقة.
فشل في مكافحة الإرهاب
وقال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن فرنسا فشلت في حل معضلة مكافحة الإرهاب في مالي، وحتى في منطقة الصحراء.
وأكد الفاتحي أن فرنسا حاولت أن تؤمن نفوذها الاقتصادي المتواجد بمالي، على حساب المناطق الهامشية أو الحدودية، وهو ما أدى لتراجع مستوى المعيشة، ما جعل المجتمعات تقترب فكريا مع ما تدعوه إليه المواجهات المسلحة.
وأشار الفاتحي إلى أن باريس سبق لها أن عجزت في تحشيد الدعم الدولي من أجل تقوية استراتيجيتها العسكرية لتقدم مستوى لائق في مكافحة الإرهاب.

 

انسحاب فرنسا

من جانبه، قال محمد تورشين، الباحث في الشئون الإفريقية، إن هناك عدة أسباب وراء انسحاب فرنسا من مالي.
وأضاف أن الشعب في مالي يرى أن القوات الفرنسية فشلت في مواجهة الإرهابيين، وفشلت أيضا في بسط الأمن في المنطقة، كما أنها متهمة بعدم تجديد مشاريع اقتصادية في البلاد.
كما أوضح أن فرنسا أمام تحدي كبير جدا إن لم تغير من مقارباتها وخططها العسكرية والأمنية، لا سيما وأن الأفارقة يبحثون عن شراكات استراتيجية بعيدة عن التبعية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]