لماذا لا تمنع أوروبا التدخلات التركية في ليبيا بشكل حاسم؟
لا تتوقف ولا تهدأ تركيا عن تسعير نار الحرب في ليبيا، حيث ما زالت تقوم طائراتها وسفنها بنقل أسلحة وإمدادات عسكرية إلى الميليشيات المسلحة هناك.
ومن جانبه قال المحلل السياسي مناف كيلاني، إن عملية إيريني البحرية التي تتولاها أوروبا لم تطبق أو تنفذ حتى الآن على أرض الواقع، مرجعا السبب إلى ضعف الإرادة الأوروبية، بالإضافة إلى أن السياسات الدفاعية والخارجية الأوروبية مرتبطة بحلف شمال الأطلسي، كما تنص عليه المادة 42 من معاهدة لشبونة عام 2007، وهي المؤسسة للاتحاد الأوروبي بالشكل الحالي.
وأشار إلى أن البحرية اليونانية المنوط بها قيادة العملية لا يمكنها عمليا تحمل مسؤولية حفظ الأمن ومراقبة الشواطئ في شرق المتوسط.
وأضاف: “كان في إمكان فرنسا التدخل في الشأن الليبي، لكن هناك معاهدات تربط الدول الأوروبية مثل لشبونة، وهي أعلى من الدساتير الأوروبية برمتها”.
وأوضح، أن الدول الأوروبية ملتزمة بسياسة حلف شمال الأطلسي في المجال الدفاعي والسياسي، وأن دول الاتحاد الأوروبي بعد انتهاء الحرب الباردة في منتصف التسعينيات بدأت في تقليص إمكانياتها الدفاعية، مشيرا إلى أنها لا تكفي الاتحاد الأوروبي لحمايته من أي اعتداء خارجي.
وأشار إلى أن التدخل التركي لم يات دون دراسة، فهو استفاد من الفراغ الذي تمليه الحقيقة الواقعة، والتي تتمثل في ضعف الدول الأوروبية المنخرطة في العملية الليبية، لافتا إلى أن تركيا تستفيد من حليفتها واشنطن وصديقتها روسيا، ومن الضرورة التي يمليها الدور الألماني بأن يكون هناك وقف للعمليات القتالية.
وقال، إن تركيا تسعى لأن يكون لها دور في العملية التفاوضية التالية، التي حتى الان لم تفرض، كما أن تركيا تستفيد من الفراغ الموجود لذلك فهي مستمرة في العملية العسكرية.
