الصين.. لماذا لم تدين غزو روسيا لأوكرانيا؟
تشير تداعيات الحرب في أوكرانيا والإجراءات السياسية المتبادلة بين بكين وواشنطن إلى صيف سياسي ساخن بالنسبة للعلاقات الأمريكية الصينية بل وربما يكون قابلا للاشتعال، فرغم كل الاضطرابات الاقتصادية التي سببتها الحرب تجنبت الصين أي خطوة تصعيدية بل وامتثلت لنظام العقوبات الذي تقوده مجموعة السبع.
الهدوء الحذر
ولكن يبقى التخوف أنه مع الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب واستراتيجية الإدارة الأمريكية للصين ، يمكن أن ينهار هذا الهدوء الحذر بين بكين وواشنطن.
وفي المقابل، تتعرض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لضغوط متزايدة من الحزبين للانتقال إلى استراتيجية احتواء أكثر شمولاً بشأن الصين، وهنا يترقب العالم كيف سيكون رد الفعل الصيني.
وبدأت ملامح استراتيجية بايدن تتضح في بعض المجالات الرئيسية أبرزها الجانب التجاري حيث من المقرر مراجعة التعريفات الجمركية، مما قد يجبر مكتب الممثل التجاري الأمريكي على الإعلان عن تحقيق جديد في الانتهاكات التجارية المزعومة للصين.
كما يسمح التحقيق للبيت الأبيض بإعادة ضبط التعريفات، مما قد يؤدي إلى إعفاء المزيد من المنتجات من الرسوم مع زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأكثر حساسية.
ويرى مراقبون ان الولايات المتحدة على وشك مواجهة الاختبار الكبير بمواجهة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وهنا ياتي التساؤل الأهم.. هل ستتخذ الإدارة الأمريكية المزيد من الإجراءات العقابية ضد الصين؟ أم أنها ستختار ضبط النفس في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية؟
موقف بكين من أوكرانيا
وفي السياق، قال إلهام لي، الكاتب والباحث الصيني، إن الصين تتعاون مع روسيا وفقا للمحورية الوطنية ومبادئ الأمم المتحدة، مؤكدا أن بكين لم تعبر بشكل مباشر عن أي دعم للغزو الروسي على أوكرانيا.
وأضاف، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن هناك سياسة أمريكية عدوانية تجاه الحكومة الصينية، موضحا أن موقف بكين من الأزمة الأوكرانية محايد تمامًا وذلك على حد قوله.
وأوضح أن الصين تتعاون اقتصاديا مع الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك وروسيا، ولكن هناك فرقا في العلاقات مع أوروبا بسبب الخلافات مع فرنسا وألمانيا”.
اللعب على الجانبين
من جانبه، قال جوزيف بوسكو مدير إدارة الصين في وزارة الدفاع الأمريكية سابقا، إن الصين رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية غاضبة من هذه الخطوة الصينية.
وأضاف أن الصين تزعم أنها تتخذ موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، لكن الرئيس الروسي ونظيره الصيني أعلنوا في وقت سابق عن شراكة بين البلدين وهو ما أعطى رسالة للغرب بخطورة الموقف.
وأوضح أن لعب الصين على الجانبين فإن ذلك لن يتم فهمه جيدا من الجانب الأمريكي، وقد يتم فرض عقوبات على الصين بسبب دعمها لروسيا.
موقف محايد
فيما تقول لارا رجا الذيب، الباحثة المتخصصة في الشئون الاستراتيجية، إن الصين لا تزال تناور الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أن موقفها محايد نسبيا لكنه داعم لروسيا.
وأضافت أن استراتيجة الإدارة الأمريكية تجاه الصين محدد بأمرين هما موقف الصين من روسيا، والثاني هو الموقف الأوروبي من الصين، وكذلك قدرة وشانطن على منع أوروبا من التعامل مع الصين.
كما أوضحت أن الولايات المتحدة الأرميكية تدرك أن العلاقات مع الصين غير مستقرة وتشوبها بعض التهديدات.
وتابعت: “الصين تعوّل على مشروع الحزام والطريق، وبالتالي فهي تعمل على التوازن في العلاقات مع الغرب وتوطيد الشراكة مع الدول الأوروبية، ولكن يجب تحديد أولوياتها ومصالحها”.
