لماذا يبدو كوكب الزهرة متوهجا كالجحيم؟ علماء يجيبون
ربما بدا كوكب الزهرة قديما شبيها بالأرض أكثر مما كان نتصور. إلا أن بحثا جديدا يقترح أن «الكوكب الجار» للأرض ربما بدا ذات مرة في الماضب أقرب لكوكبنا وأقل شبهاً بالمناظر الجهنمية التي نعرفها الآن.
على الرغم من أن كوكب الزهرة أقرب من الناحية الفنية إلى شمسنا من الأرض، إلا أنه ربما كان يومًا ما في المنطقة الصالحة للسكن من مجرتنا، بالنسبة إلى قربه من الشمس – حيث يمكن أن تتواجد المياه على سطحه – عندما كانت شمسنا أكثر قتامة.
على هذا النحو، قد يكون لدى كوكب الزهرة قديما محيطات تمتد عبر سطحه. لكن قربه من الشمس أدى في النهاية إلى تبخر تلك المياه.
علاوة على ذلك، يفترض هذا البحث الجديد أن البراكين الضخمة على سطح الكوكب ربما ساعدت في تناثر النفايات البركانية في كوكب الزهرة القديم الذي كان أكثر خضرة.
هذه الانفجارات البركانية المستمرة، والتي تُرى بشكل كبير في بركان «مات مونس» الواقع في كوكب الزهرة، وهو بركان ضخم تتدفق منه الحمم البركانية بشكل مستمر منذ عدة قرون، ربما ساعدت في تشكيل كوكب الزهرة الدفيئ الذي نعرفه اليوم.
لكن، لم يكن الأمر كذلك دائمًا، كما يشير البحث. فربما كان كوكب الزهرة في يوم من الأيام عالمًا معتدلًا ورطبًا، إلى حد ما مثل عالمنا. من المحتمل أن يكون هذا الزهرة القديم مهيئًا لتنمو الحياة الفضائية عليه وتزدهر.
يعتمد البحث نفسه على «المقاطعات النارية الكبيرة» الموجودة على كوكب الأرض، والتي اكتشف العلماء منذ فترة طويلة سجلًا لها على الأرض. هذه المقاطعات هي في الأساس نتاج فترات من النشاط البركاني واسع النطاق، والذي من الممكن أن يستمر لعشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف من السنين. ويُعتقد أن كوكب الزهرة القديم مر بفترات نشطة بركانيا، حيث ترسبت أطنان من الصخور البركانية وتدفقات الحمم البركانية على الكوكب.
خلال هذه الفترات، يمكن أن تترسب مئات الآلاف من الأميال المكعبة من الصخور البركانية على السطح.
تقول ناسا إن تلك الترسبات الصخرية المنصهرة كافية لدفن ولاية بحجم تكساس بأكملها على عمق نصف ميل. اليوم، يتميز كوكب الزهرة بدرجات حرارة تبلغ حوالي 864 درجة فهرنهايت في المتوسط ، ويعتقد العلماء أن تدفقات الحمم البركانية المستمرة التي نراها الآن تمزق الزهرة القديم، وتحوله باستمرار، إلى الوضع الذي هو عليه الآن.
يقول العلماء إنهم ليسوا متأكدين مما تسبب في هذه الفترات الطويلة من البراكين في كوكب الزهرة القديم. ومع ذلك، فإن الأمل هو أن دراسة المقاطعات النارية الكبيرة على الأرض ستوفر بعض الوحي وتعطي بعض التصورات.
وتخطط وكالة ناسا لمزيد من الأبحاث حول كوكب الزهرة في السنوات القادمة.