لماذا يثير نزوح الفلسطينيين في حرب غزة قلق الأمم المتحدة والدول العربية؟

تثير خطط إسرائيل لاقتحام مدينة تؤوي أكثر من نصف سكان غزة مخاوف دولية من احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية المتردية أصلا ودفع الفلسطينيين إلى الفرار عبر الحدود إلى مصر.

وبدأ القصف الجوي الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية يستهدف رفح التي تقع على الحدود المصرية مباشرة، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين بسبب العنف شمالا، وهم محاصرون في ظروف يائسة.

وتستعد قوات الاحتلال لهجوم بري على المدينة الجنوبية.

نازحون فلسطينيون من خان يونس إلى رفح- رويترز
نازحون فلسطينيون من خان يونس إلى رفح جنوبي قطاع غزة- رويترز

ماذا وراء المخاوف؟

لطالما شعر الفلسطينيون بذكريات النكبة تطاردهم وتحيطهم بأشباح طرد 700 ألف من منازلهم مع إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

فقد طُرد أو فر كثيرون منهم إلى الدول العربية المجاورة، بما في ذلك الأردن وسوريا ولبنان، وما زال كثيرون منهم أو من نسلهم يعيشون في مخيمات اللاجئين في هذه الدول وبعضهم ذهب إلى غزة.

وشهدت الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قصفا إسرائيليا لم يسبق له مثيل وهجوما بريا في غزة، مما أدى إلى تدمير المناطق الحضرية في جميع أنحاء القطاع.

ويقول فلسطينيون ومسؤولو الأمم المتحدة إنه لم تعد هناك أي مناطق آمنة داخل غزة يمكن اتخاذها مأوى.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن نحو 1.5 مليون شخص يتكدسون في رفح، أي 6 أمثال العدد الذي كان يقطن المدينة قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

فلسطينيون نازحون في مخيم للاجئين برفح جنوب قطاع غزة - رويترز.
فلسطينيون نازحون في مخيم للاجئين برفح جنوب قطاع غزة – رويترز.

ماذا حدث خلال الحرب؟

قبل شن إسرائيل هجومها البري على غزة، طلبت في البداية من الفلسطينيين في شمال غزة الانتقال إلى ما قالت إنها مناطق آمنة في الجنوب، ومع توسع الهجوم، طلبت منهم إسرائيل التوجه جنوبا نحو رفح.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 85% من 2.3 مليون نسمة يقطنون قطاع غزة، الذي يعد واحدا من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم، نزحوا بالفعل من منازلهم وهم الآن مكدسون في منطقة أصغر مساحة بالقرب من الحدود.

ماذا حدث في السابق على حدود غزة؟

لم تقع حرب بهذه الضراوة في غزة من قبل، وفي الصراعات والاشتباكات مع إسرائيل في السنوات القليلة الماضية، لم يحدث فرار جماعي من غزة عبر الحدود.

وفي أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في عام 2005، اخترق الفلسطينيون السياج وتسلقه بعضهم مستخدمين الحبال.

وفي أحد الأماكن، نفذ فلسطينيون عملية ارتطام بحاجز خرساني لإحداث فجوة.

واخترقت حماس الحدود مرة أخرى عام 2008 متحدية الحصار الذي فرضته إسرائيل.

الفلسطينيون النازحون بسبب القصف الإسرائيلي لقطاع غزة أقاموا مخيمًا في رفح - AP
الفلسطينيون النازحون بسبب القصف الإسرائيلي لقطاع غزة أقاموا مخيمًا في رفح – AP

هل يمكن حدوث نزوح كبير في هذا الصراع؟

يقول كثير من الفلسطينيين داخل غزة إنهم لن يغادروا حتى لو أُتيحت لهم الفرصة لأنهم يخشون أن يؤدي ذلك إلى نزوح دائم آخر في تكرار لما حدث في عام 1948.

وتعارض مصر ودول عربية أخرى بشدة أي محاولة لدفع الفلسطينيين عبر الحدود.

وتفوق نطاق هذا الصراع على أزمات وانتفاضات غزة الأخرى في العقود الماضية، وتتفاقم الكارثة الإنسانية للفلسطينيين يوما بعد آخر.

ماذا تقول الدول العربية والأمم المتحدة؟

منذ الأيام الأولى للصراع، قالت الحكومات العربية، لا سيما مصر والأردن، جارتا إسرائيل، إنه يتعين ألا يُطرد الفلسطينيون من الأراضي التي يريدون إقامة دولتهم عليها في المستقبل، والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتخشى هذه الدول، مثل الفلسطينيين، أن تؤدي أي حركة جماعية عبر الحدود إلى تقويض احتمالات التوصل إلى «حل الدولتين» وترك الدول العربية تتعامل مع العواقب.

ومع تفاقم الأزمة الإنسانية، عبر كبار مسؤولي الأمم المتحدة عن المخاوف نفسها بشأن حدوث نزوح جماعي.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إسرائيل يجب ألا تقدم على عملية في رفح دون خطة لضمان سلامة النازحين.

وعبر حلفاء آخرون لإسرائيل عن قلقهم من احتمال شن هجوم على رفح.

وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، يوم الخميس الماضي، إن فكرة انتقال الناس في غزة إلى مكان آمن محض «وهم»، وحذر من احتمال تدفق الفلسطينيين إلى مصر إذا شنت إسرائيل عملية عسكرية في رفح.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا - رويترز
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يترأس اجتماعا أمنيا – رويترز.

ماذا قالت الحكومة الإسرائيلية وساستها؟

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رفح «آخر معقل» لحماس ويوجد بها 4 كتائب من المسلحين.

وأضاف أن إسرائيل لن تحقق هدف القضاء على الحركة ما دامت لا تزال هناك.

وقالت إسرائيل إن جيشها يعد خطة لإجلاء المدنيين من رفح إلى مناطق أخرى من قطاع غزة.

وزعم يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، أمس الجمعة، أن إسرائيل لا خطط لديها لترحيل الفلسطينيين من غزة.

لكن تعليقات بعض الساسة الإسرائيليين أثارت مخاوف الفلسطينيين والعربية من نكبة جديدة.

ودعا وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، يوم 31 ديسمبر/ كانون الأول، السكان الفلسطينيين في غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر.

وقال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير إن الحرب قدمت «فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة».

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول، إن الهجوم الإسرائيلي «مجهود ممنهج لإفراغ قطاع غزة من سكانه».

التداعيات المحتملة بموجب القانون الدولي

قال أندريه نولكامبر، أستاذ القانون الدولي في جامعة أمستردام، إنه إذا اضطرت أعداد كبيرة من سكان غزة إلى الفرار من رفح وعبور الحدود بسبب الهجوم الإسرائيلي فقد يشكل هذا انتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

وأضاف أنه إذا كان فرار سكان غزة عبر الحدود نتيجة شعورهم بأن لا خيار أمامهم بسبب التهديد بشن حملة عسكرية كبيرة، فعندئذ «سيكون من الصعب جدا جدا فيما يبدو تسويغ ذلك في ظل القانون الإنساني الدولي».

وتزعم إسرائيل أنه يتعين عليها القضاء على حماس وإن عملياتها العسكرية يسوغها مبدأ الدفاع عن النفس، كما زعمت إنها تبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين وتجنب القتل غير الضروري ومراعاة القانون الدولي في كل الأحوال.

____________________

شاهد | البث المباشر لقناة الغد

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]