لماذا يصر أردوغان على الفوز في انتخابات اسطنبول؟

ما زالت المعركة على أشدها في تركيا بين المعارضة وحزب العدالة والتنمية الحاكم، من أجل الفوز في الانتخابات البلدية بمدينة اسطنبول، وذلك بعد إعادة فرز الأصوات.. ويبقى السؤال: لماذا يصر الحزب الحاكم على الفوز في اسطنبول؟ وماذا تمثل المدينة من أهمية لأردوغان؟

حزب المعارضة يعلن تقدمه مجددا

السبت، قال حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، إن مرشحه لمنصب رئيس بلدية اسطنبول لا يزال متقدما بفارق ضئيل على مرشح حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك بعد إعادة فرز نصف صناديق الاقتراع.

وتعرض حزب العدالة، الذي تضرر نتيجة التباطؤ الاقتصادي، لصدمة كبيرة جراء خسارته المحتملة في اسطنبول، المركز التجاري للبلاد، والعاصمة أنقرة، وذلك في الانتخابات البلدية، التي أجريت يوم الأحد الماضي، وطعن الحزب في نتائج المدينتين.

وهيمن حزب العدالة والتنمية والأحزاب الإسلامية التي سبقته على أكبر مدينتين تركيتين لمدة 25 عاما.

وقال حزب الشعب الجمهوري المعارض، إن مرشحه أكرم إمام أوغلو حصل على 17919 صوتا بعد فرز 49% تقريبا من صناديق الاقتراع، ولا يزال الهامش ضئيلا للغاية في انتخابات حصل فيه كل مرشح على نحو 4 ملايين صوت.

لكن رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، مرشح حزب العدالة والتنمية، قال للصحفيين يوم الجمعة، إن الهامش بينه وبين إمام أوغلو يتقلص، مضيفا أن النتيجة التي ستعلنها الهيئة العليا للانتخابات ستكون مختلفة بمجرد استكمال إعادة الفرز.

من جهته، قال فايق أوزتراك، المتحدث باسم حزب الشعب، إن الحزب واثق من أن النتائج الأولية، التي تظهر انتصار إمام أوغلو، لن تتغير.

وقال حزب العدالة والتنمية، إنه يوجد أكثر من 300 ألف صوت باطل في اسطنبول، ونحو 110 آلاف صوت في أنقرة.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر جليك، السبت، إن الحزب سيحترم النتيجة النهائية للهيئة العليا للانتخابات، التي تفصل في الطعون.

25 عاما من الاحتضان

بعد 25 عاما من الاحتضان، تقول اسطنبول “لا” للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي كانت سبب شهرته وصعود نجمه سياسيا، وأقر أردوغان نفسه سابقا بخسارة حزبه، في عدد من البلديات المهمة في الانتخابات المحلية، التي جرت الأحد الماضي، منها أنقرة واسطنبول وأزمير.

في الـ27 من مارس 1994 فاز أردوغان الشاب بانتخابات بلدية اسطنبول عن حزب “الرفاه” ليغير وجه المدينة، وعمل فورا على تطوير البنية التحتية للمدينة، التي اختفت ملامحها -آنذاك- تحت أطنان القمامة المنتشرة في كل أركانها، ووفر المياه الصالحة، وطور أنظمة النقل الجماعي، وأصبحت اسطنبول في عهده معلما سياحيا كبيرا، ليشق طريقه لرئاسة الوزراء بعد 4 أشهر قضاها في السجن وحظر من ممارسة السياسة.

أما في 31 من مارس 2019، أي بعد ربع قرن يخسر حزب أردوغان انتخابات بلدية اسطنبول بعد أزمات اقتصادية أطاحت بالليرة وأفقدتها أكثر من 30% من قيمتها أمام الدولار وارتفاع البطالة والتضخم.

وفي وقت تواجه فيه تركيا أول انكماش اقتصادي منذ 10 سنوات، وتضخما قياسيا وبطالة متزايدة، تشكل هذه الانتخابات اختبارا لأردوغان بعد فوزه في كل الانتخابات منذ وصول حزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002.

وفي وقت أكد أردوغان، أن “بقاء الأمة” على المحك، داعيا إلى “دفن أعدائها في صناديق الاقتراع”، دعت المعارضة من جهتها إلى اغتنام هذه الانتخابات الأخيرة قبل استحقاق 2023 لمعاقبة السلطة على سياستها الاقتصادية.

وفي مؤشر إلى أهمية هذه الانتخابات المحلية بالنسبة إليه، شارك أردوغان (65 عاما) بشكل نشط في الحملة فعقد أكثر من مئة مهرجان انتخابي خلال 50 يوما، وألقى ما لا يقل عن 14 خطابا الجمعة والسبت في اسطنبول.

ويتم التركيز بصورة خاصة على ثلاثين بلدية كبرى في مدن تشكل الرئة الاقتصادية للبلاد، حيث تجري معارك حامية لا سيما في بورصة (شمال غرب) وأنطاليا (جنوب)، لكن الانتباه يبقى مركزا  بصورة خاصة على العاصمة أنقرة واسطنبول القلب الاقتصادي والديموغرافي لتركيا.

الاقتصاد انتهى

وعمد أردوغان إلى إرسال رئيس وزرائه السابق بن علي يلديريم إلى اسطنبول، سعيا لتفادي هزيمة مذلة في هذه المدينة التي نشأ فيها وكان رئيس بلديتها بين 1994 و1998.

ووجه الوضع الاقتصادي خيار العديد من الناخبين، مع بلوغ التضخم نسبة 20% أضرّت بشدّة بالقدرة الشرائية للأتراك، وإدراكا منه للمشكلة، طلب أردوغان من بلديتي اسطنبول وأنقرة فتح محال للخضر والفاكهة بأسعار مخفضة، لكن بدل أن يتناول الصعوبات الاقتصادية، التي ينسبها إلى “عملية من الغرب”، ركز أردوغان حملته على المسائل الأمنية، محذرا من خطر إرهابي يحاصر البلاد ومن قوى معادية تهددها.

وأعلن خلال تجمع انتخابي قبل يوم واحد من الانتخابات في اسطنبول، أن التصويت الأحد لن يكون على “سعر الباذنجان أو الطماطم أو الفلفل، إنها انتخابات من أجل بقاء البلاد”.

معارض مغمور إلى الواجهة

وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1994، يقترب سياسي من حزب ذي مرجعية غير إسلامية، أكرم إمام أوغلو، من انتزاع رئاسة بلدية إسطنبول، ولهذا الفوز أهمية سياسية كبيرة، فإسطنبول أكبر مدن تركيا، ورئاسة بلديتها كانت قد مهدت الطريق لأردوغان للوصول إلى سدة الحكم، فهل يسير رئيس البلدية “الجديد” على خطى “القديم”؟

لم يكن أكرم إمام أوغلو، البالغ من العمر 49 عاما، وجها معروفا على الساحة السياسية التركية قبل إعلان ترشحه للانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد في 31 مارس/ آذار 2019.

وشكلت هزيمة يلديريم، الذي كان آخر من تولى رئاسة الحكومة قبل إلغاء المنصب، ضربة موجعة للحزب الحاكم، بسبب قامته السياسية وبسبب إلقاء أردوغان بكل وزنه السياسي لدعم يلديريم، الذي كان معظم المراقبين يرجحون فوزه.

وكان فوز يلديريم يعتبر مضمونا، لدرجة أن ملصقات كبيرة تحمل صورتي الرئيس ورئيس الوزراء السابق وعبارة “شكرا إسطنبول” قد انتشرت في المدينة، لكنها أزيلت عندما ظهر أن السباق سيكون محتدما بين الحزب الحاكم والمعارضة.

الحديث المباشر مع الناس

كان إمام أوغلو يعلم منذ انطلاق السباق الانتخابي أنه ليس صاحب الحظ الأوفر للفوز برئاسة بلدية أغنى مدن البلاد، ولكنه اعتبر ذلك “أفضلية” لصالحه.

إذ بدأ باستخدام كل الوسائل المتاحة لتقريب الفارق مع يلديريم. فكان إمام أوغلو، كثيرا ما يظهر وهو يناقش القضايا المحلية مع الناخبين، ويأخذ معهم صور السيلفي، مستغلا وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الناس.

بينما كان أردوغان هو الحاضر الأبرز في التجمعات الانتخابية ليلديريم، إلى درجة أنه ألقى 14 خطابا خلال اليومين اللذين سبقا التصويت.

“وسائل الإعلام، وخاصة تلك الحكومية، غير حيادية على الإطلاق، ولكننا نملك على الأقل وسائل التواصل الاجتماعي، وهو مجال غير مطروق حاليا” على حد قول إمام أوغلو الذي اعتبر “في الوقت الحاضر، إن أهم أسلحتي هي وسيلة دعائية عمرها ألف عام، وهي الأحاديث المتناقلة بين الناس”.

وفي حين ركزت حملة يلديريم على تاريخه السياسي الطويل، وإنجازاته في مناصبه الكثيرة التي شغلها، ركز إمام أوغلو على سجله كسياسي أهل للثقة، فبعد تخرجه من جامعة اسطنبول حيث درس إدارة الأعمال، عمل في شركة مقاولات تملكها عائلته، قبل أن يتولى رئاسة بلدية بيليكدوزو، المنطقة التي تسكنها غالبية من أبناء الطبقة الوسطى بضواحي الجانب الأوروبي لاسطنبول، كمرشح لحزب الشعب الجمهوري.

وبنى إمام أوغلو حملته على سمعته كمسؤول مستعد للعمل عبر الحواجز السياسية، متبنيا رسالة وحدة تحت شعار “إسطنبول مدينتكم”.

ولفت أنظار الناخبين عند زيارته لبازار اسطنبول الكبير، أحد أهم المعالم السياحية في المدينة، عندما عانق رجلا مسنا من أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم رفض أن يصافحه. وبدا التصرف اللطيف لإمام أوغلو تجاه أحد أنصار خصومه في مجتمع مستقطب سياسيا، على طرف نقيض للخطاب الحاد والقاسي للرئيس أردوغان.

وفي خطاب انتصاره أعلن إمام أوغلو أنه سيكون رئيس بلدية للمدينة بسكانها جميعهم، من صوت لصالحه ومن صوت ضده.

الفوز باسطنبول الفوز بتركيا

ومن المفارقة أن آخر من صعد من بلدية إسطنبول ليصبح زعيما على المستوى الوطني هو أردوغان، الذي قال إن “الفوز باسطنبول هو الفوز بتركيا”.

لا يخفى على أحد أن أردوغان يطمح لفترة رئاسية جديدة في 2023، ولكن من غير المعروف بعد أن كان فوز إمام أوغلو باسطنبول سيقود لـ”فوز بتركيا”.

ولكن يبدو أن إمام أوغلو يشكل تهديدا لأردوغان، إلى درجة أن وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية الحاكم قد اتهمته في اليوم التالي لإعلان فوزه بقيادة “انقلاب انتخابي”.

تدخل أمريكي وأوروبي

وفي سياق متصل، انتقد أردوغان ما وصفه بالتدخل الأمريكي والأوروبي في الشأن الداخلي التركي بحجة الانتخابات المحلية في تركيا، وذلك تعليقا على تصريحات غربية حول الانتخابات المحلية التي جرت الأحد الماضي.

وقال الرئيس التركي، إن الولايات المتحدة وأوروبا تحاولان التدخل في شؤون تركيا الداخلية، وعليهما الوقوف عند حدهما.

دعوى مرفوضة لإلغاء انتخابات اسطنبول

رفضت اللجنة العليا للانتخابات فى تركيا، الجمعة، دعوى تقدم بها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، لإلغاء نتائج الانتخابات البلدية فى اسطنبول، مشيرا إلى أن تسجيلات الناخبين غير القانونية ستؤثر على نتائجها النهائية.

وانتقد مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، دعوات حزب العدالة المتكررة إلى إعادة فرز الأصوات، بحسب صحيفة “زمان” التركية.

إلى أي مدى سنعيد الفرز؟

ونقلت الصحيفة عن أوغلو قوله، “إلى أي مدى سنعيد الفرز؟ تجري إعادة الفرز في بعض المناطق الآن، لكن هل من المنطقي أن تستمر إعادة الفرز إلى أن أخسر أو يفوز الحزب الحاكم؟”.

وأضاف أوغلو، أنه لا يزال متقدما على منافسه بعد إعادة فرز الأصوات الباطلة في نحو نصف دوائر المدينة التي طعن حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس أردوغان في نتائجها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]