لم يتركوا الجنين ببطن أمه.. الاحتلال يغتال رضيعة ووالدتها الحامل
لم يتوقف مسلسل الجرائم الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، فقد عملت سلطات الاحتلال، على تنفيذ أبشع جرائمها بحق الأطفال والنساء والرجال، وكان آخرها اليوم.
قتلت قوات الاحتلال بدم بارد المواطنة فلسطين صالح أحمد أبو عرار 37 عاما، وطفلتها الرضيعة صبا 14 شهرًا.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الأم الحامل (فلسطين) ورضيعتها استشهدا جراء استهداف الطائرات الحربية لمنزلهما مساء السبت، شرق مدينة غزة.
و لا يكاد أي قصف إسرائيلي على قطاع غزة، يخلو من استهداف للأطفال والنساء، الذين يذهبون ضحية العدوان الغاشم، فلم ترحم صواريخ الإف 16 الإسرائيلية براءة الطفولة الفلسطينية، أو دموع الأمهات الثكلى، الذين يودعون كل يوم فلذات أكبادهم شهداء.
ويقول الشاب محمد أبو عرار ابن عم فلسطين إن العائلة لم تصدق إلى الآن بشاعة الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال بحق الأطفال والنساء والأجنة في بطون أمهاتهم.
وتابع، وعلامات الحزن تكسو ملامح وجهه، بأي ذنب قُتلت فسطين ورضيعتها وحتى الجنين الذي في بطن امه!
وأشار إلى أن الأم الشهيدة كانت تجهز بيتها لكي تستقبل شهر رمضان المبارك، وتحلم أن تستقبل عيد الفطر بملابس جديدة لطفلتها، إلا أن صواريخ الاحتلال دمرت كل شيء، وحولت الفرحة باستقبال الشهر الفضيل إلى حالة حزن وبكاء وعويل.
وأوضح أن العائلة كانت آمنة مطمئنة وتعيش بهدوء وسلام في منزلها قبل أن تحوله الطائرات الإسرائيلية إلى دمار، وبحر من دماء الأبرياء من الأطفال والنساء.
وتساءل بغضب، أي جريمة هذه التي تحدث أمام مرأى ومسمع العالم أجمع؟ وكيف يصمت المجتمع الدولي على جرائم حرب يحاسب عليها القانون؟
فاشية متوحشة وجريمة بشعة
قال أمين سر هيئة العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة محمود الزق، إن ما ارتكبه إسرائيل بحق عائلة أبو غرار تمثل فاشية متوحشة، وجريمة مروعة يندى لها جبين الإنسانية ومجزرة بشعة ما كانت لتحدث لولا الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال، بالإضافة لحالة الصمت الدولي المطبق أمام هذه الجرائم المروعة.
ودعا الزق محكمة الجنايات الدولية وجميع المؤسسات الحقوقية ودول الاتحاد الأوروبي بالتحرك الجاد للجم العدوان الإسرائيلي وتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية.
ولن تكون عائلة أبو “عرار” آخر العائلات التي ترتكب بحقها قوات الاحتلال الإسرائيلي، جريمة مروعة وبشعة بكل المقايس، وما مثلته هذه الجريمة النكراء من انتهاك فاضح لكل القوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وقد عمدت قوات الاحتلال تنفيذ جرائم مروعة بحق العائلات الفلسطينية، وإبادة وقتل جميع أفرادها كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014.
مئات الأطفال الشهداء
وقال مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، إن عدد الشهداء منذ إعلان ترامب القدس عاصمة دولة الاحتلال، في السادس من شهر كانون الأول عام 2017، بلغ نحو 416 شهيداً في مختلف أنحاء الوطن، بينهم 91 طفلاً و12 سيدة.
بينما قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، في بيان صحفي، إن قوات الاحتلال، قتلت 11 طفلا في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ بداية العام الجاري، وذلك في انتهاك واضح من قبل الاحتلال للحقوق الأساسية للأطفال الفلسطينيين كالحق بالحياة والتعليم والحرية والعيش بأمان.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن استشهاد 5 فلسطينيين خلال جولة التصعيد التي اندلعت اليوم السبت منهم الشاب عماد محمد نصير (22 عامًا) ببلدة بيت حانون شمالي القطاع، والرضعية صبا محمود أبو عرار (14 شهرًا) ووالدتها فلسطين صالح أبو عرار (37 عامًا) جراء استهداف إسرائيلي منزلهما شرقي مدينة غزة، فيما أصيب نحو 40 آخرين بجروح مختلفة.