لهذه الأسباب.. الليبيون يطالبون بتحقيق دولي في كارثة العاصفة

حالة من الغضب الشديد تسود بين المواطنين الليبيين، تجاه ما حدث من كارثة إنسانية، راح ضحيتها الآلاف، بسبب العاصفة دانيال، التي ضربت العديد من المناطق والمدن الشرقية.

فبالرغم من أن العاصفة دانيال كارثة طبيعية لا دخل للإنسان بها، إلا أنها كشفت عن تقصير من جانب بعض المسؤولين الليبيين، وربما كان هذا التقصير سببا وراء إزهاق الأرواح، لا سيما بعد انهيار سدين في مدينة درنة، التي كانت أكثر المدن الليبية تأثرا بما حدث، إذ اختفى ربع المدينة في ضخم ما شهدته، وفق ما أكده وزير الطيران المدني الليبي، وعضو لجنة الطوارئ، هشام شكيوات.

التحقيق مطلب شعبي

فبينما تعمل فرق الإنقاذ حتى الآن بحثا عن ضحايا جدد من الذين فُقدوا خلال العاصفة دانيال والفيضانات، وخصوصا في مدينة درنة المنكوبة، تعالت أصوات الليبيين بالدعوة إلى فتح تحقيق عاجل لمحاسبة كل من يثبت تقصيره في مسألة انهيار السدين، مما أدى إلى وقوع الكارثة بهذا الشكل.

ووصل الأمر إلى قيام بعض المواطنين بإطلاق عريضة عبر منصات التواصل الاجتماعي للمطالبة بفتح تحقيق دولي، معللين ذلك بانعدام الثقة في مسؤوليهم الذين كانوا سببا في غرق أهاليهم، لا سيما وأن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة أكدت أن تفادي سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا كان أمرا ممكنا، لو أن أنظمة التحذير المبكر وإدارة الطوارئ كانت تعمل بشكل صحيح في البلد الذي مزقته الحرب.

وفي تصريحات لـ«الغد»، كشف المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شوبار، عن رسالتهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لإظهار الحقيقة في مسألة كارثة درنة.

وأضاف: «نعلم جيدا أن حجم الاختلاسات التي كانت تتعلق بإعمار بنغازي ودرنة وصيانة سدي درنة الآن تكشفت، واليوم ليبيا أحوج ما تكون لإظهار الحقيقة، فهناك رسائل وُجهت إلينا من أهالي مدينة درنة مفادها أنهم متخوفون من مسألة إخلاء المدينة، ونحن بمبادرة القوى الوطنية الليبية ضد إخلاء مدينة درنة».

وتابع: «هناك مخاوف من مسألة الإخلاء والهدف منها تهجير أهالي درنة بعد أن تعرضت إلى نكبات عديدة وإلى حروب وإلى دمار، آخرها كارثة العاصفة والفيضانات»

مطالبات رسمية بالتحقيق

وعلى إثر الغضب الشعبي، والمطالبات المتكررة بفتح تحقيق في ما حدث، طاب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، النائب العام بفتح تحقيق شامل في الكارثة، ومحاسبة كل من نجم عن خطئه انهيار سدي درنة.

وطالب مجلس النواب الليبي أيضا النائب العام بالتحقيق في أسباب حدوث هذه الكارثة، والكشف عما إذا كان هناك قصور أو تقصير من أي جهة كانت.

وسريعا، أعلن وزير الداخلية في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، فتحَ تحقيق بشأن أسباب انهيار سدي مدينة درنة.

أما رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، فأعلن أن وزارة التخطيط عند مراجعتها الأوراق الخاصة بعقود صيانة سدي مدينة درنة، اكتشفت أن العقود لم تُستكمل، رغم تخصيص عشرات الملايين لها، مؤكدا أن الأمر قيد التحقيق من قبل النائب العام.

اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي - أرشيفية
اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي – أرشيفية

وثائق مسربة

من جهته، أعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، عن بعض الوثائق المسربة، التي ربما تثبت أن هناك تقصيرا في مسألة انهيار السدين.

وخلال مداخلة هاتفية مع «الغد»، قال المسماري إن التحقيق في انهيار سدي درنة أصبح مطلبا شعبيا، وخصوصا بعد تسريب بعض الوثائق التي تقول إن هناك مبالغ خُصصت لصيانة هذين السدين، إذ إنه في عام 2007، تم تخصيص 37 مليون دينار، ثم في عام 2022، كان المبلغ المخصص 2.5 مليون يورو.

النائب العام الليبي - المصدر: وكالة الأنباء الليبية
النائب العام الليبي – المصدر: وكالة الأنباء الليبية

النائب العام يعلن فتح التحقيق

من جهته، أعلن النائب العام الليبي، الصديق الصور، يوم الجمعة الماضي، فتح تحقيق لمعرفة أسباب انهيار سدي درنة، مؤكدا أن السلطات المتعاقبة ستتم محاسبتها أمام القضاء الليبي، إزاء هذه الكارثة.

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن النائب العام أعلن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، أن مكتبه باشر استدعاء إدارة السدود والهيئة المختصة عن صيانة السدود ووزارة الموارد المائية، منوها بأن 26 عضوا من النيابة العامة توجهوا إلى المناطق المتضررة لتفقد الجثث والمنشآت والمباني.

هل تفتح الأمم المتحدة تحقيقا في الكارثة؟

وحول فتح تحقيق في انهيار السدود في درنة، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن «هذا الأمر يتعلق بالسلطات على الأرض، نحن بحاجة لأن نعلم بشكل واضح لماذا حدثت هذه الكارثة».

وأضاف في تصريحات لـ«الغد»: «قد نجري تحقيقا في المستقبل، والأمم المتحدة لا تجري تحقيقات إلا إذا طلب مجلس الأمن فعل ذلك، نحن نحاول أن نتأكد من أن السلطات على الأرض هي التي ستقوم بهذه التحقيقات وهذا أمر مهم للغاية».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]