لوبان تتراجع.. وماكرون على «الطريق السريع» للرئاسة الفرنسية
قبل أيام من انطلاق جولة الحسم في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يوم الأحد المقبل 24 ابريل/نيسان، ترشح استطلاعات الرأي في فرنسا، الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، لحسم الجولة لصالحه وبفارق كبير عن مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، التي تراجع رصيدها الشعبي مؤخرا.. ويحتاج كلا المرشحين إلى إقناع 49٪ من الناخبين الذين لم يؤيدوا أياً منهما يوم الأحد الماضى، في الجولة الأولى، و25.1٪ الذين لم يصوتوا على الإطلاق، إذا كانوا يريدون الفوز بالدورة الثانية في 24 أبريل/ نيسان.
لا فرق بين «الطاعون والكوليرا»!
قطاعات كبيرة من الشارع الفرنسي، لا تزال مترددة في التصويت، ويعتقدون أنه لا فرق بين المترشحين (لوبان، وماكرون)، وأن الجولة الثانية من التصويت عبارة عن تعادل، كما يقول الفرنسيون، إما «الطاعون أو الكوليرا»!! بينما يحاول كل من ماكرون ولوبان، «مغازلة اليسار الفرنسي» سعيا للفوز بجزء كبير من 7.7 مليون شخص صوتوا لمرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلينشون.
ماكرون يطلب ودّ اليساريين
- وأشارت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية إلى أن إيمانويل ماكرون على الطريق السريع الرئاسي، وهو يحاول الانعطاف ببراعة إلى اليسار.. وبينما قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يخوض معركة حياته المهنية لإقناع الناخبين اليساريين – وكثير منهم خرجوا إلى الشوارع لمعارضة حكومته على مدى السنوات الخمس الماضية – بالخروج يوم الأحد المقبل ومنحه فترة ولاية ثانية.
تراجع حظوظ «مارين لوبان»
ويبدو ـ بحسب ما كشفت عنه نتائج استطلاعات الراي ـ أن حظوظ «مارين لوبان» بدأت فى التراجع مع التدقيق فى مواقفها من قضايا اجتماعية وسياسية، وأن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عزز تقدمه، مع دخول السباق الرئاسي الفرنسي أسبوعه الأخير، مع توقع فوزه بنسبة 56٪ إلى 44٪. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الجولة الثانية من التدقيق المكثف لسياسات لوبان الاقتصادية والرفاهية والهجرة والسياسات الخارجية والبيئية – إلى جانب الهجمات المتجددة والأكثر حدة من فريق ماكرون – ربما أدت إلى إبطاء زخمها.
- وكان الاقتصاديون قد فندوا عيوب وأخطاء الخطط الاقتصادية «غير المتماسكة» لزعيمة اليمين المتطرف، بما في ذلك تخفيض سن التقاعد إلى 60 عامًا، وحذر الخبير الاقتصادي الفرنسي، جان تيرول، الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2014، من أن تكلفته ستكون 68 مليار يورو أى أكثر من المقدرة وسيساهم فى «إفقار البلد بشكل دائم».
إقناع الناخبين بأن الخيار الآخر سيكون أسوأ بكثير
ومع تشتت الناخبين وعدم حسمهم ، من المحتمل أن يفوز في الانتخابات المرشح الذي يمكنه تجاوز معسكره لإقناع الناخبين بأن الخيار الآخر سيكون أسوأ بكثير..وسعت لوبان ، رغم موقفها المناهض للهجرة والمتشكك في أوروبا ، إلى تلطيف صورتها وصورة حزب التجمع الوطني الذي تنتمي إليه. وقال معارضون، بمن فيهم ماكرون، إن برنامجها مليء بالأكاذيب والوعود الكاذبة – وهو اتهام رفضته لوبان.
- وتشير وسائل الإعلام الفرنسية، إلى تقدم اليمين المتطرف في الأرياف والضواحي، بينما طالب أحد كهنة مدينة ليون «كريستيان دولورم»، أساقفة فرنسا بدعوة الأصوات المسيحية الى عدم اختيار اليمين المتطرف وقد اعتبر جنوح بعض الكاثوليك الى اليمين المتطرف يوازي بخطورته ضمور المسيحية في فرنسا.
توقعات قوز ماكرون بنسبة 56%
وكتبت صحيفة «لي زيكو» تحت عنوان «الرئاسيات في زمن الطاعون والكوليرا»: إن المرشحين سيعملان على إقناع من لا يحبهما بعدم الامتناع عن التصويت وبعدم اللجوء الى الورقة البيضاء..وأشارت الصحيفة إلى استطلاع للرأي لمعهد «اوبينيون واي» يظهر أن الرئيس المنتهية ولايته ماكرون ، يواصل تقدمه وأنه حقق أعلى نتيجة له منذ الدورة الأولى وقد توقعت له الفوز بـ %56 من الأصوات.
