إنقاذ عشرات الأطفال قبالة الساحل الليبي للبحر المتوسط وسط مطالب إيطالية بإعادة النظر في اتفاقيات الهجرة.
أعلنت منظمة “يونيسيف” التابعة للأمم المتحدة أن السلطات الليبية أنقذت 125 طفلا غير مصحوبين بذويهم كانوا متجهين بقارب إلى أوروبا قبالة الساحل الليبي للبحر المتوسط.
ولفتت المنظمة الأممية إلى أن الأطفال نقلوا إلى مراكز احتجاز مزدحمة في ليبيا في ظل ظروف بالغة الصعوبة ونقص الخدمات.
وأشارت اليونيسيف إلى أن هؤلاء الأطفال فروا من الحرب والفقر عبر الطريق البحري المحفوف بالمخاطر إلى أوروبا.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 350 شخصا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، غرقوا أو فُقدوا في البحر المتوسط منذ شهر يناير الماضي، في وقت دعت فيه إيطاليا ودول أوروبية إلى إعادة النظر في اتفاقيات الهجرة المبرمة مع ليبيا، والعمل على تجاوز مفهوم مراكز الاحتجاز.
وطالبت المنظمة السلطات الليبية بإخراج الأطفال من مراكز الاحتجاز، لأنهم يعانون أوضاعا بالغة الصعوبة.
هذا وأكدت منظمة دولية أنه برغم انتشار فيروس كورونا إلا أن معدل الهجرة غير الشرعية ارتفع مع بداية هذا العام.
وقال أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي الليبي، يوسف الفارسي، إن الهجرة غير الشرعية مشكلة تؤرق ليبيا ودول الجوار على ساحل المتوسط، مؤكداً أن دول المتوسط تعاني من تحديات كبيرة خاصة من ملف الهجرة غير الشرعية وما يسبب من مشكلة أمنية، وهي المشكلة التي تهدد ليبيا بشكل أساسي باعتبارها دولة عبور ومصدر واستقبال.
وأوضح الفارسي، خلال لقاء على شاشة الغد، أن ليبيا باتت نتيجة الظروف السيئة والفراغ السياسي والتحديات الأمنية التي تواجهها أصبحت تتلاقى بها 3 مسارات الهجرة (الاستقبال والعبور والمصدر)، مؤكداً أن تلك المرحلة تعتبر تحدياً ليبيًا، خاصة أن السلطات عاجزة عن مكافحة هذا الملف، إذ تتاجر بها ميليشيات وتتربح به لما يدره من أرباح كبيرة والاتجار بالبشر.
فيما قالت الكاتبة والباحثة المختصة في ئؤون الهجرة، إيمانويلا تشيس، إن هناك العديد من الاتفاقيات المبرمة مع ليبيا لمواجهة تلك الظاهرة، إلا أنها لم توقفها في منطقة المتوسط.
وأشارت إلى أن ليبيا هي المسار الأكثر جذباً للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا، ووفقا لليونيسيف فإن في ليبيا يوجد قرابة 50 ألف مهاجر من الأطفال وسط مخاطر متعددة، من الاتجار في الأعضاء وغيرها من الظواهر السلبية التي قد تظهر نتيجة الهجرة غير الشرعية.
وتابعت أنه لا يوجد أي نظام يمكنه منع تلك الظاهرة طالما هناك إتجار في البشر وهناك مهربين.