ليبيا.. تزايد الضغوط على حكومة الدبيبة لتسليم السلطة
طرحت التطورات الأخيرة في الساحة الليبية، خصوصاً الأمنية منها، تساؤلات وتكهنات بشأن مصير الانقسام السياسي بين حكومتي الدبيبة وباشاغا وسط مخاوف من اتساع دائرة العنف.
فبحسب مراقبين فإن التطورات الأخيرة وضعت حكومة الدبيبة في مأزق حاد حيث بدأت تواجه ما يشبه حالة من العزلة السياسية والاجتماعية، بعد أن تواترت الدعوات لرحيلها في المنطقة الغربية.
وتزامن ذلك مع عقد ملتقى في مدينة الزاوية، شارك فيه عدد كبير من وزراء حكومة باشاغا المكلفة من البرلمان والتي حظيت بدعم المشاركين في الفعالية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي السابق باسم المجلس الأعلى للدولة الليبية، السنوسي إسماعيل، إن حكومة عبدالحميد الدبيبة، علاوة على سحب الثقة منها وانتهاء ولايتها، بدأت تفقد شعبيتها في المنطقة الغربية وسط دعوات تطالبها بالرحيل، بالإضافة إلى الأزمة الأمنية ونقص الخدمات والفساد بالإضافة إلى انسداد الأفق السياسي.
وتابع أن حكومة الدبيبة ساهمت في إفشال إجراء الانتخابات في ديسمبر الماضي، كما وعدت بإجراءها في يونيو الماضي وهو ما لم يحدث، مؤكداً أنه أصبحا لزاما على تلك الحكومة أن تستجيب لكل هذا الزخم السياسي والاجتماعي وأن تتخلى عن السلطة، مثل حكومة فايز السراج الذي سلم السلطة بهدوء دون عبث كما تفعل حكومة الدبيبة.
ولفت إلى أن هناك ضغط على حكومة الدبيبة لتسليم السلطة لحكومة فتحي باشاغا التي تحظي بدعم البرلمان.
ورأى أن باشاغا لا يعتمد على أي ميليشيات إنما على الشرعية التي منحها له البرلمان، والشعبية الكبيرة التي تنتظر ما الذي سيفعله باشاغا لانقاذ الأوضاع المتردية
فيما قال الكاتب والباحث السياسي، كامل المرعاش، إن العاصمة طرابلس تعيش على “صفيح ساخن” منذ 6 أسابيع بسبب الميليشيات التي أغدق عليها الدبيبة الكثير من المال لضمان ولائها له وليستمر في السلطة، وعندما انقطع عنها المال عزفت عنه ولم يبق الداعم له منها إلا القليل.
وأشار إلى أن حكومة الدبيبة تعيش أيامها الأخيرة، إذ فقد الدبيبة السيطرة في مدينته الأصلية “مصراته”، وباتت أغلبية ميليشيات مصراته تدعم حاليا فتحي باشاغا.
ورأى أن الباب بات مفتوحاً أمام باشاغا الآن، ولا يحتاج منه الأمر إلا القليل من الشجاعة للدخول والسيطرة على طرابلس وانهاء عهد حكومة الفساد، إلا أنه ربما يخشى من بعض التهديدات الخفية من الغرب، ومنها التهديدات التي أتت من السفير الأمريكي والسفيرة البريطانية بأنهم لن يسمحوا له بالدخول إلى طرابلس أو الاعتراف بحكومته، مشددا على أن هاتان السفاراتان لا تسعيان إلى الحسم في ليبيا وإنما تراهنان على استمرار حالة عدم الاستقرار لتبرير استمرار الهيمنة الغربية على الشأن الليبي.
