ليبيا.. حلم أول رئيس منتخب مازال معلقاً
تستقبل ليبيا عاما جديدا دون رئيس منتخب وذلك بعد اقتراح المفوضية العليا للانتخابات الليبية على مجلس النواب تأجيل الانتخابات إلى 24 كانون الثاني/يناير بدلاً من موعدها الأساسي المقرر 24 ديسمبر 2021.
وكانت المفوضية، أعلنت في بيان صحفي، أنها تقترح وبالتنسيق مع مجلس النواب تأجيل يوم الاقتراع (الجولة الأولى) إلى 24 من شهر يناير 2022، على أن يتولى مجلس النواب، اتخاذ الإجراءات بإزالة ’القوة القاهرة’ التي تواجه استكمال العملية الانتخابية”.
سلطة كل بداية عام
ينتظر الليبيون سلطة حاكمة جديدة بداية عام 2022 مثلما جاءت لهم سلطة جديدة في بدايات عام 2021، حيث تم انتخاب أعضاء ملتقى الحوار السياسي السلطة التنفيذية الجديدة في فبراير الماضي، قائمة محمد يونس المنفي، رئيسًا للمجلس الرئاسي الليبي، وعبد الحميد محمد الدبيبة رئيسًا للحكومة، وأعلن أنها سلطة مؤقتة حتى إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر.
وأدت حكومة الدبيبة اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الليبي في مارس الماضي، ولم تنعم ليبيا بالاستقرار السياسي بعد حالة الجدل والانقسام بعد مناقشة البرلمان الليبي قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأنقسمت القوى السياسية في ليبيا تجاه قانون الانتخابات الرئاسية، حيث شنت جماعة الإخوان ورئيس المجلس الأعلى للدولة الإخواني المستشار، خالد المشري، حملة رفض للقانون خاصة فيما يتعلق بالمادة 12 من شروط الترشح، والتي نصت على وجوب تقديم المرشح للانتخابات الرئاسية، ما يفيد تركه للعمل الحكومي والعسكري قبل موعد الانتخابات بـ 3 أشهر، لتخرج المفوضية مُعلنة البدء في إجراء الانتخابات، وفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية 7 نوفمبر كأولى خطوات العملية الانتخابية.
جدل المرشحين
استمرت حالة الجدل لكن هذه المرة بعدما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ليظهر للمرة الأولى سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، ليقدم أوراقه للترشح للانتخابات الليبية.
وفي 22 نوفمبر الماضي، أغلقت المفوضية العليا للانتخابات باب الترشح للانتخابات الرئاسية، مُعلنة استبعاد 25 مرشحًا من أصل 98 مرشحًا قدموا أوراق ترشحهم، ليكون أبرز المستبعدين من القوائم الأولية سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معم القذافي، إلا أن القضاء الليبي؛ أمر بإدراجه في القوائم النهائية للمرشحين عقب فحص الطعون المقدمة.
عاما جديدا
وتنتظر ليبيا خلال العام المقبل رئيسا منتخبا حيث ينافس على منصب الرئيس وفقا للقوائم الأولية 73 مرشحًا؛ أبرزهم قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي ورئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.
ولم تعلن المفوضية، القوائم النهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية حتى قبيل أيام قليلة من موعدها الذي كان مقرر 24 ديسمبر.
وهو ما حال دون إجراؤها في الموعد المقرر، ليختتم الشعب الليبي، عامهم العاشر وسط ترقب وآمال انتخاب رئيسا ليبي قادر على إنهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ سقوط العقيد معمر القذافي.
أزمات أمنية
ويتخوف الليبيون من عودة الصدامات المسلحة العام المقبل بسبب الانتخابات الليبية، وهو ما ظهر جليا خلال الفترة الماضية حيث سُجلت حوادث أمنية في بعض المراكز الانتخابية غرب ليبيا، إلى جانب محاصرة مسلحين مقر محكمة سبها جنوب البلاد لأيام، قبل السماح لها بالعمل مجددا لتقبل طعن سيف الإسلام القذافي بشأن قرار مفوضية الانتخابات استبعاده، وتعيده إلى السباق الرئاسي.
كما شهدت العاصمة طرابلس تحركات عسكرية من التشكيلات المسلحة وحصارها لمقر رئاسة الوزراء، بالإضافة إلى تهديدات من قبل قيادات الميليشيات المسلحة باستخدام السلاح حال فوز مرشحين بعينهم برئاسة ليبيا.
المخاوف الأمنية دفعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى الإعراب،عن قلقها من هذه التحركات، ودعت جميع الجهات الفاعلة الليبية إلى “ممارسة ضبط النفس في هذه المرحلة الدقيقة، والعمل معاً لتهيئة مناخ أمني وسياسي يحافظ على تقدم ليبيا ويمكّن من إجراء انتخابات سلمية وعملية انتقال ناجحة”.
حلم توحيد الجيش
وشهد عام 2021 محاولات من قبل اللجنة العسكرية المشتركة 5+ 5 للوصول إلى اتفاق مشترك لطرد المرتزقة والقوات الأجنية والتركية من الأراضي الليبية.
واختُتم العام باجتماع لأول مرة عقده القائد العام المكلف للجيش الليبي، عبدالرزاق الناظوري، مع رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد في سرت.
وناقش الاجتماع كيفية إيجاد ضوابط لدمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الموحد وفقا لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جنيف في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وقال القائد العام المكلف للجيش الليبي، عبدالرزاق الناظوري، عقب انتهاء الاجتماع، إن الطرفين اتفقا على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخل أطراف أجنبية.
ومن المقرر أن يشهد عام 2022 اجتماعات مشابهة للجنة العسكرية لمناقشة سبل توحيد الجيش الليبي وسط تحديات أمنية من الميليشيات المسلحة التي تقف أمام جهود بناء جيش نظامي ليبي,
