«ست سلال» على طاولة العالم بشأن ليبيا، اليوم الأحد، بحسب تعبير المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، موضحا أن ستة سلال تم وضعها والاتفاق عليها للبحث خلال مؤتمر برلين حول ليبيا: السلة الأولى هي مسألة وقف إطلاق النار.. السلة الثانية هي مسالة تطبيق حظر التسلح وتدفق الأسلحة غير المشروعة إلى ليبيا.. والسلة الرابعة تتعلق بحزمة من الإجراءات الاقتصادية والمالية الضرورية.. والسلة الخامسة هي سلة الترتيبات الأمنية لطرابلس وضواحيها.. والسلة ألأخيرة تتعلق بالقانون الدولي الإنساني وضرورة محاكمة مجرمي الحرب.. وأول مؤشرات «حلحلة» الأزمة الليبية في برلين، هي بدء تطبيق السلة الثالثة، وهي العودة إلى التفاوض الليبي- الليبي حول الحل السياسي، ومن المقرر أن يبدأ بجنيف، فورا بعد اجتماع برلين.
- ترقب دولي حذر بنجاح المؤتمر، في وضع خارطة الطريق والعناصر الضرورية لاستعادة الاستقرار إلى ليبيا، بمشاركة ـ ولأول مرة ـ الدول الإقليمية ذات التأثير، والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، والتي لديها القدرة على تنفيذ رؤيتها في استعادة استقرار ليبيا، وإطلاق حوار سياسي واسع تحت رعاية الأمم المتحدة
اختبار للمجتمع الدولي
مؤتمر برلين يمثل حشدا دوليا، للتعامل مع الأزمة الليية، بعد سنوات شهدت عدم وجود موقف أمريكي أو أوروبي واضح من الحرب الليبية، مما أكسبها طابع المقامرة، بل إن الوضع وصل إلى حد غير مسبوق، واتخذ عضوا الناتو والاتحاد الأوروبي «إيطاليا وفرنسا» موقفين على جانبي الصراع.. وأصبح التساؤل الآن ـ بحسب الباحث الفرنسي، بيار افريل ـ إذا كانت برلين ستنجح حيثما فشلت روسيا وفرنسا وتركيا وإيطاليا والدول العربية والأمم المتحدة ومختلف الهيئات التي حاولت تسوية الصراع الليبي؟ فالهدف من هذا المؤتمر هو التوصل الى وقف إطلاق النار في البلاد دون خروقات ووضع أسس للحوار السياسي الليبي.
- وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت رسميا عن قائمة تضم 11 دولة لحضور مؤتمر برلين، ووجهت الدعوات بشكل رسمي على مستوى رؤساء الدول والحكومات، للولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا، الإمارات، إيطاليا، الكونغو، مصر، الجزائر وتركيا، وأربع منظمات إفليمية ودولية: الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي.
مظلة دولية «مثقوبة» في برلين !
وإذا كان مؤتمر برلين هو بمثابة مظلة دولية لدفع الجهات الفاعلة على المضي قدما في تحقيق الحل السياسي للأزمة الليبية..فإن المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، يخشى أن تكون هذه «المظلة الدولية» مثقوبة بشكل كبير، لأن معظم الدول المدعوة للمؤتمرتدعم أحد المعسكرين. محذرا من أن الفشل في مواجهة هذا التحدي سيضر بالجميع. فليبيا مهددة أكثر من أي وقت مضى بالحرب الأهلية والانقسام.. ويقول «سلامة»، إن هناك بنودا للمؤتمر من المفترض على كافة الأطراف تبنيها وتتعلق بوقف إطلاق النار والعودة إلى التفاوض السياسي وتطبيق أفضل لحظر تصدير الأسلحة. هذا علما بأن هناك العديد من الدول انتهكت هذا الحظر، كتركيا بدعهمها لقوات الوفاق وكذلك الأردن والإمارات لدعم الجيش الوطني بقيادة حفتر.
- وإذا كان المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، لن يجلسا على نفس طاولة المفاوضات، فإن مجموعة كبيرة من الدول الداعمة للملف الليبي عسكريا وسياسيا ستكون حاضرة، وألمانيا ترى أيضا أن هذا المؤتمر سيكون بمثابة اختبار للمجتمع الدولي لحل مشكلة بهذا الحجم في ظل مناخ التوترالإقليمي والدولي، كما أن نجاح المؤتمر سيزيد من المكانة الدولية للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي تتعرض منذ فترة للانتقاد بسبب عدم تفاعلها عن القضايا العالمية.
وستكون مشاركة حفتر من موقع قوة، بحسب صحيفة «دي ولت» الألمانية، لسببين يكمل أحدهما الآخر، أولهما أنه الأقوى على الأرض، ذلك لأن قواته تسيطر على معظم الأراضي الليبية، وثانيهما أنه يستفيد من دعم شركاء أقوياء أيضا، كما أن فرنسا متعاطفة معه لأنه يرحب بشركة النفط الفرنسية توتال، لذا تتوقع الصحيفة الألمانية، أن حفتر في برلين إن لم يشأ التسوية فإن المفاوضات ستكون صعبة للغاية.
الوثائق الختامية لمؤتمر برلين بشأن ليبيا
وحسب مسودة البيان الختامي لمؤتمر برلين، فإن مسارات العمل الستة المقترحة هي وقف إطلاق النار، وتطبيق حظر توريد الأسلحة، واستئناف العملية السياسية، وحصر السلاح في يد الدولة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية واحترام القانون الإنساني. وتنص الوثيقة على إنشاء آلية تحت رعاية الأمم المتحدة، تنقسم إلى قسمين، أولهما يتمثل في لقاءات يعقدها شهريا ممثلون رفيعو المستوى عن الدول القائمة بالوسطة في تسوية الأزمة الليبية مع تقديم تقرير حول نتائج كل لقاء، أما القسم الثاني فسيكون على شكل مجموعات عمل تعقد اجتماعاتها مرتين في الشهر في ليبيا أو تونس.
- ومن المفترض أن يحال البيان الختامي بعد تبنيه في مؤتمر برلين، إلى بساط البحث في مجلس الأمن الدولي..وفيما يلي بعض التفاصيل عن السلال الست:
1 ـ نزع سلاح المجموعات المسلحة في لیبیا .وتسریحھا، وإدماج أفرادھا بین المؤسسات المدنية والعسكرية، بإشراف الأمم المتحدة.
2 ـ وتضمنت المسودة، اتخاذ خطوات موثوقة للبدء في ھدنة بین الأطراف بھدف وقف شامل ودائم لجمیع الأعمال .الإجرامیة، بدءا من اتخاذ التدابیر لبناء الثقة، ومنھا تبادل الأسرى وجثامين القتلى من الطرفين.
3 ـ وسیطالب المؤتمر الدولي، الجیش والشرطة في ليبيا، باتخاذ ترتیبات مؤقتة فعالة، لحماية المناطق السكنية ومنشآت البنیة التحتیة الحیویة، بما في ذلك، المطارات والموانئ والمعابر الحدودية والمنشآت النفطية والاستراتیجیة.
4 ـ وسیطالب المشاركون في المؤتمر، بضرورة انفصال الأطراف في لیبیا عن الجماعات الإرھابیة والمدرجة على قائمة الأمم المتحدة، وأن یتم تطبیق حظر السفر وتجمید الأموال والأصول المالیة على الأفراد والكيانات اللیبیة المرتبطة بداعش وتنظیم القاعدة والمجموعات الإرھابیة الأخرى.
5 ـ دعم جھود الأمم المتحدة، عبر تشكیل لجنة تتكون من 14 ممثلا من مجلس النواب و14 من مجلس الدولة و14 آخرین من بقیة القوى السیاسیة الفاعلة في لیبیا، بما فیھا المحسوبة على النظام .السابق، لبحث تشكیل حكومة والترتیب لانتخابات عامة.
6 ـ والشق العسكري، من خارطة الطریق، أو ما يطلق عليها (السلال الست للحل)، تضمن ترشیح 5 عسكریین من طرف المجلس الرئاسي و5 من طرف القائد العام للجیش الوطني المشیر خلیفة حفتر، لبحث مسألتین: تفكیك المیلیشیات، وتوحید المؤسسة العسكریة.
- من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن اعتقاده بأن الوثائق الختامية لمؤتمر برلين بشأن ليبيا، قد جرى التوافق حولها عمليا..وقال لافروف: لقد دعمنا مبادرة عقد مؤتمر برلين من البداية، فكلما زاد عدد الدول التي تريد مساعدة الليبيين على تهيئة الظروف لحل أزمتهم، كلما كان ذلك أفضل، والشيء الأهم في مرحلة ما بعد مؤتمر برلين، إذا سارت الأمور على النحو المخطط له، ودعم مجلس الأمن في نهاية المطاف مؤتمر برلين، هو ألا تكرر الأطراف الليبية أخطاءها الماضية ولا تبدأ في طرح شروط إضافية، وإلقاء اللوم على بعضها البعض.