تتوجه أنظار المعنيين بالشأن الليبي جميعها إلى العاصمة الألمانية، حيث يعقد مؤتمر برلين الثاني الخاص بليبيا على المستوى الوزاري وبمشاركة حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة.
ويبحث المؤتمر بالأساس تقييم العملية الانتقالية في ليبيا ومدى الالتزام بمخرجات المؤتمر الأول الذي عقد في يناير من العام الماضي.
كما يهدف إلى وضع أسس المرحلة المقبلة، وخاصة فيما يتعلق بإخراج القوات الأجنبية وتهيئة الأجواء لإتمام المصالحة الوطنية والانتخابات.
وكشفت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، عن طرح حكومة الوحدة مبادرة بعنوان “استقرار ليبيا” أمام المشاركين في مؤتمر برلين تتضمن رؤية ليبية وطنية وأجندة زمنية محددة للمصالحة وإجراء الانتخابات.
وكان المجلس الوزاري الأوروبي قد استبق اجتماعات برلين بتعديل نظام عقوباته الخاص بليبيا ليقرر فرض عقوبات على معرقلي المسار الانتقالي، ويفتح هذا التعديل الجديد الباب أمام الأوروبيين لفرض عقوبات مستقبلية على شخصيات وهيئات ليبية متهمة بانتهاج سياسات من شأنها عرقلة خطوة إجراء انتخابات عامة محدد موعدها.
وللمرة الأولى تشارك حكومة الوحدة الوطنية في مؤتمر برلين، الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية.
وقبل يوم من انعقاد مؤتمر برلين، أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) أن الطريق الساحلي سوف يعاد فتحه خلال أيام قليلة عقب انتهاء أعمال الصيانة اللازمة.
وأكدت اللجنة على حاجة الطريق للإصلاحات العاجلة عبر شركة مختصة.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، حسين مفتاح، إن مؤتمر برلين الثاني يأتي في توقيت دقيق للغاية، خاصة لما تشهده ليبيا حاليا من أحداث جارية وما ينتظره الليبيون من استحقاق رئيسي وهو الانتخابات للوصول إلى حالة الاستقرار، وفقا لخارطة الطريق التي جاءت عبر مؤتمر برلين الأول قبل عام ونصف.
وأضاف مفتاح، خلال لقاء على شاشة الغد، أن هناك الكثير من الأحداث التي وقعت منذ مؤتمر “برلين-1” والتي تجعل للمؤتمر الثاني أهمية قصوى إذا ما تم استثمار الفرصة، حيث توقفت خلال تلك الفترة العمليات القتالية، وتمكن الليبيون من الالتقاء وفقا للمسارات التي تم إقرارها.
ولفت إلى أنه في حالة فشل مؤتمر “برلين -2″، رغم التحشيد الدولي، فإن الحالة ستمثل انتكاسة وقد تعود ليبيا إلى الصراع من جديد، وقد يتجاوز الصراع السياسي ويصل للصدام العسكري من جديد.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي السابق باسم المجلس الأعلى للدولة بليبيا، السنوسي إسماعيل، إن مشاركة حكومة ليبية موحدة في مؤتمر “برلين-2” يشير إلى أن ليبيا أصبحت دولة طبيعية مشاركة عبر حكومة واحدة، مؤكداً أن هذا التمثيل الموحد هو الأفضل للبلاد من حيث تمثيل الليبيين بطريقة أفضل دون أن يكون هناك تدخل دولي في أعمال الحكومة.
فيما أوضح الكاتب والمحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، أن “برلين-1” فشل لولا التدخل الأمريكي الذي أعاد له بعض النشاط، والذي أنشأ ملتقى الحوار ونتج عنه الحكومة الجديدة، والتي اعتبرها حكومة وصاية، وأن رئيس الوزراء، عبد الحميد الدبيبة، حوّلها إلى حكومة عشائرية بامتياز.
ورأى أن مؤتمر “برلين-2” جاء على أنقاض فشل المؤتمر الأولى، وجاء ليعيد الأوروبيين إلى الملف الليبي بعد أن اختطفه الأمريكيون، وكذلك لإنقاذ ما يسمى بحكومة الوحدة الليبية.
ولفت المرعاش إلى أن مؤتمر “برلين-2” أمامه تحديات كثيرة، منوها أن هناك تسريبات بأن الدبيبة يريد طرح مبادرة كُتبت في تركيا خلال المؤتمر، وهي تستثني التواجد العسكري التركي والمرتزقة السوريين باعتبار أن هناك اتفاق موقع مع حكومة الوفاق، وهو ما سيُعد نسفا لمؤتمر برلين الثاني.
وأكد أنه بدون إخراج المرتزقة من ليبيا وتفكيك الميليشيات لن يتم تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا وتؤدي لاستقرار البلاد.
