ليبيا.. كيف ستؤثر استقالة المبعوث الأممي على المشهد السياسي؟
بشكل مفاجئ، أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، الاستقالة من منصبه بعد أقل من عام من تعيينه وغداة إغلاق باب الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا المقررة في 24 ديسمبر.
وأوضحت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن كوبيش لم يقدم أي سبب رسمي في الوقت الحالي لهذه الاستقالة المفاجئة، بينما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قَبل آسفا الاستقالة، موضحا أن كوبيش لن يترك منصبه على الفور، حرصا منه على عدم اختلال المهمة الدولية في ليبيا بأي شكل.
وبينما تضيف استقالة كوبيش مزيدا من الضبابية على المشهد الليبي، قالت المفوضية العليا للانتخابات إن العدد النهائي للمرشحين للانتخابات الرئاسية بلغ 98 مرشحاً بينهم امرأتان.
وقال دبلوماسيون إن يان كوبيش كان متحفظا على نقل منصبه فيما لم يعلق مكتب الأمم المتحدة الإعلامي على الأمر.
في هذا السياق، قال رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية، جمال الفلاح، إن هناك تباين في الآراء في مسألة استقالة كوبيش، إذ هناك من عزا تلك الاستقالة إلى وجود ضغوط دولية على المبعوث الأممي – خاصة من الدول المنخرطة في الصراع الليبي، رابطين هذا باستقالة المبعوث السابق، غسان سلامة، جراء ضغوط دولية.
وأضاف الفلاح، خلال لقاء على شاشة الغد، أن هناك من يضع سيناريوهات مخيفة تتعلق بالانتخابات المزمعة في ديسمبر، حيث لا يريد كوبيش أن يكون جزءا من هذا السيناريو، مرجحاً هذا السيناريو.
ورأى أن المبعوث الأممي لم يكن لديه تأثيرات واضحة أو إنجازات حقيقية في مهمته إلى ليبيا، وأنه فشل في مهمته وكان يصدر إحاطات عن الأوضاع في ليبيا والتقى بالأطراف السياسية دون أي نتائج.
وأعرب الفلاح عن اعتقاده بأن هناك تبعات لتلك الاستقالة على المشهد الليبي، لكنها لن تؤثر بشكل كبير رغم أنه يقلق من السيناريو المقبل.
فيما أوضح المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شبار، أن استقالة المبعوث الأممي تأتي جراء الخلافات التي يتصدر المشهد السياسي الليبي حول مسألة الوصول إلى قوانين انتخابية توافقيه للمضي قدما في تنفيذ مخرجات منتدى الحوار السياسي.
وأضاف أن المهم حاليا هو الوصول إلى توافق بشأن قوانين الانتخابات، في ظل حجم الخلاف والتحشيد العسكري.
