ليبيا.. ما وراء إعلان السراج نيته للاستقالته
كمن يقفز من المركب إذا اقتربت أن تغرق، هكذا رأى البعض خطوة إعلان رئيس حكومة الوفاق في ليبيا نيته الاستقالة وتسليم مسؤولياته إلى السلطة التنفيذية التي ستنبثق عن لجنة الحوار، بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وبإعلان السراج رغبته في الاستقالة يكون قد وضع كرة المسؤولية في ملعب تركيا والجماعات الإرهابية الموالية لها.
وقال السراج، في كلمة متلفزة “بهذه المناسبة، أعلن للجميع رغبتي الصادقة في تسليم مهامي للسلطة التنفيذية القادمة في موعد أقصاه نهاية أكتوبر القادم”.
وفي السياق، قال المحلل السياسي من بنغازي، أحمد المهدوي، إن هناك ضغطا من جماعة “الإخوان المسلمين” على رئيس حكومة الوفاق، الذي ينوي الاستقالة.
وأكد المهدوي، أن السراج تورط في توقيع اتفاقيات غير شرعية مع تركيا ويحاول الخروج من المشهد الليبي دون محاسبة أو بشكل مشرف، لا سيما وأن الاتفاقيات الموقعة مع تركيا لا يجوز توقيعها من قبل السراج.
كما أوضح المهدوي، أن السراج شعر بأنه وضع نفسه في مأزق سياسي يريد الخروج منه حتى لا يتم محاسبته قضائيًا، لكنه واهم فقد تم توقيع الاتفاقيات مع الجانب التركي.
بينما يرى الكاتب والأكاديمي الليبي من لندن، أحمد معيوف، أنه لا يعتقد أن تكون خطوة السراج بمعزل عن تركيا، وقد لا تقبل استقالته وممارسة أعماله من جديد.
وأضاف معيوف، أنه يعتقد أيضا أن المجتمع الدولي قد ضغط للدفع بتشكيل مجلس رئاسي جديد، وهذا لا يختلف عن عام 2017، مشيرا إلى أن القضية الليبية تتلخص في انتشار الأسلحة التي تملكها الميليشيات.
كما أكد معيوف، أنه إذا تم وضع آلية للتخلص من الميليشيات وتوحيد الجيش وقياداته ستنتهي العديد من المشاكل في ليبيا.
جدير بالذكر أن المغرب استضاف محادثات الحوار الليبي- الليبي في مدينة بوزنيقة بين المجلس الأعلى الليبي، ووفد مجلس النواب، حيث توصلت إلى توافق حول المناصب السيادية، على أن يتم استئناف الحوار في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.
كما تجدر الإشارة إلى أن القاهرة استضافت محادثات استمرت لمدة 4 أيام، وتوصلت إلى ضرورة التوصل لآليات لوقف إطلاق النار والدفع بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
