ليبيا.. مرتزقة تركيا ورقة ضغط على السلطة الجديدة
رغم مطالبات دولية بخروج جميع المسلحين الأجانب من ليبيا، تعتزم تركيا إرسال دفعة جديدة إلى ليبيا من المرتزقة المنتمين إلى فصائل سورية موالية لها، بحسب ما كشفه تقرير للمرصد السوري.
التقرير تحدث أيضا عن تحضير أنقرة لإرسال المجموعة الجديدة من المرتزقة إلى ليبيا، بالتزامن مع تجميد عودة مجموعة أخرى تتكون من 140 عنصرا.
وكان خروج جميع المسلحين الأجانب من ليبيا أحد أبرز بنود الاتفاق الليبي الليبي في يناير الماضي.
كما شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على ضرورة خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وذلك خلال اتصال مع المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيش.
ونشر المرصد أن عملية تجنيد المرتزقة تتواصل في الشمال السوري بغية إرسالهم إلى ليبيا، مشيرا إلى أن عملية التجنيد تجري في إدلب وريف حلب الشمالي وعفرين عبر سماسرة عليهم إغراء الأشخاص براتب شهري يقدر بنحو 400 دولار فقط بحجة حماية منشآت في ليبيا.
وأكد المرصد تجنيد مجموعة جديدة وإرسال عناصرها إلى تركيا في انتظار نقلهم إلى الأراضي الليبية بينما لا يزال آخرون موجودين في ليبيا ولم يعد أي منهم.
وفي 23 يناير الماضي، انتهت مهلة حددتها لجنة (5+5) لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة، تمهيدا لتنفيذ خريطة طريق، تنتهي بإجراء انتخابات أواخر العام الجاري.
لكن تركيا أعلنت أن قواتها ستبقى في ليبيا ما دام الاتفاق العسكري مع حكومة الوفاق نافذا، وذلك رغم دعوات دولية متكررة لإخراج المسلحين الأجانب من ليبيا، خاصة بعد انتخاب أعضاء السلطة التنفيذية الجديدة، والشخصيات التي استقر عليها الاختيار لإدارة المرحلة الانتقالية.
وفي سياق متصل أكد الباحث في الشئون الاستراتيجية من بنغازي محمد الترهوني، أن تركيا تريد من التواجد العسكري في ليبيا الحصول على أكبر حصة مكاسب لها.
وشدد الترهوني، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، على أن حكومة الوفاق جعلت من تركيا وصية على الأزمة الليبية وإرادة الليبيين في المنطقة الغربية.
وأكمل أن تركيا لا تريد حلا حاسما في ليبيا حتى تستمر في جني المكاسب من الثروة الليبية.
وأوضح أن هناك تحركات مشبوهة تركية ومتطرفين وجماعات إسلامية بالقرب من قاعدة الوطية والحدود الليبية التونسية.
ومن جانبه أكد أستاذ العلوم السياسية من أثينا دكتور عارف العبيد، أن الأزمة الليبية لا يتحكم فيها إرادة الليبيين لكن المجتمع الدولي هو من يملك مصير ليبيا.
وشدد العبيد، خلال تصريحات له مع برنامج حصة مغاربية، على ضرورة وحدة الليبيين لإخراج الأتراك، مطالبا الدول العربية بتدخل عربي حاسم لإنهاء المخطط التركي.
وأكمل أنه يجب أن لا تنتظر الدول العربية دورا أوروبيا أو غربيا دون تدخل واضح منهم.
وأشار إلى أن تركيا تدخل ليبيا ليس لحماية الليبيين لكن من أجل مصالحها ومكاسبها وبسط نفوذها.
