ليبيا.. معركة «تكسير عظام» تحتدم في انتخابات الرئاسة
يبدو أن انتخابات الرئاسة الليبية ستكون «محتدمة للغاية»، حيث تشهد مرشحين من العيار الثقيل، في مقدمتهم قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، مع بوادر عن اعتزام رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة الترشح هو الآخر.
ويواصل المرشحون للرئاسة الليبية التقدم بأوراق ترشحهم للمفوضية العليا للانتخابات، وقد تقدم، الخميس، وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.
20 مرشحا
أكد مراسل الغد من بنغازي، الخميس، ارتفاع عدد المرشحين لانتخابات الرئاسية الليبية إلى 20 مرشحا، وذلك بعد تقديم عبد الحكيم كشيم أوراق ترشحه لمفوضية الانتخابات اليوم.
وأوضح مراسلنا، أن اليوم شهد ترشح 7 مرشحين، أبرزهم وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، ووزير التعليم عثمان عبد الجليل، ورجل الأعمال إسماعيل شتيوي، وهناك شخصيات أخرى تقدمت بأوراق ترشحها.
كما أكد مراسلنا، أن المفوضية العليا للانتخابات أحالت 10 مترشحين إلى جهات الاختصاص للبت في مطابقة أوراق ترشحهم للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وأعلنت مفوضية الانتخابات تزايد أعداد المتقدمين للترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن مقرات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات استقبلت، أمس الأربعاء، متقدمين جددا للترشح للانتخابات الرئاسية، حيث تقدم للترشح بمكتب الإدارة الانتخابية طرابلس كل من: المرشح محمد أحمد الشريف، والمرشح محمد على المهدي، والمرشح أحمد امعتيق، والمرشح على زيدان، فيما تقدم للترشح بمقر مكتب الإدارة الانتخابية بنغازي المرشح العارف النايض.
وفي كلمة بثها التلفزيون، أعلن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، الثلاثاء، عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا، المقررة الشهر المقبل.
وقال حفتر، في كلمة بثتها شاشات التلفزيون، “أعلن ترشحي للانتخابات الرئاسية، ليس طلبا للسلطة، أو بحثا عن مكان، بل لقيادة شعبنا في مرحلة مصيرية”.
ودعا حفتر الليبيين للمساعدة في العمل على بناء ليبيا المزدهرة المستقرة، ووعد بالعمل على الحفاظ على وحدة ليبيا واستقلالها واستقرارها، مؤكدا أنه لديه أفكارا لا تنضب لتحسين حياة الليبيين.
وكان رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، مؤكدا أنها المخرج الوحيد لمنع التدخل الأجنبي، وتوحيد المؤسسات والمصالحة الوطنية.
آليات التدقيق
والتقى رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح، الخميس، مع رئيس مصلحة الأحوال المدنية محمد بالتمر، بحضور عضو مجلس المفوضية، عبد الحكيم الشعاب، وذلك بديوان المجلس.
وبحث اللقاء آليات التدقيق في بيانات سجل الناخبين عقب استكمال توزيع البطاقات الانتخابية على المواطنين، ومطابقتها مع بيانات مصلحة الأحوال المدنية لضمان دقة وسلامة سجل الناخبين النهائي.
وأكد بالتمر على ترحيب مصلحة الأحوال المدنية، بالتعاون مع المفوضية، لتذليل الصعوبات أمام جهازها التنفيذي ودعمهم بالمعلومات بما يضفي على العملية الانتخابية أعلى درجات المصداقية.
هل يشعل الدبيبة المعركة؟
أفاد مراسل الغد من بنغازي، عبد العزيز الفاخري، الخميس، بأن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة تصريف الأعمال، وصل إلى مقر هيئة مكافحة الفساد بالعاصمة طرابلس، وذلك لملء استمارة إقرار الذمة المالية.
وأضاف مراسلنا، خلال النشرة الإخبارية على شاشة الغد، أن هذه الخطوة ربما تعني إمكانية تقديم أوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في الـ24 من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
كما أوضح مراسل الغد، أن الدبيبة ذكر في وقت سابق أن قوانين الانتخابات معيبة، مؤكدا أنه يجب ضرورة السماح للكل الليبي بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
واستقبل رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، نعمان الشيخ، بمكتبه الخميس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وتناول اللقاء مناقشة ومتابعة بعض الملفات والقضايا، وكذلك تم عرض العراقيل التي تواجه عمل الهيئة.
من جانبه، أعرب رئيس الحكومة، دعمه للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مشددا على ضرورة تذليل الصعاب من أجل أن تقوم الهيئة بعملها على أكمل وجه، وبحسب الإمكانيات المتاحة.
وفي الختام، قام الدبيبة، بملء وتقديم إقرار الذمة المالية الخاص به ولأفراد أسرته.
تأييد أمريكي
من جانبه، أكد السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن العملية السياسية في ليبيا تشهد تقدما، مؤكدا تأييد واشنطن لإجراء الانتخابات دون أي إقصاء.
قال نورلاند، في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية (وال)، الخميس، إن موقف بلاده هو العمل على ضمان سلامة العملية الانتخابية بالشكل الذي يدفعها للسير قدمًا وبأن يكون هناك موقف واضح بشأن أولئك الذين يثيرون العنف أو يمنعون الناس من التصويت بأنهم سيدفعون الثمن، مشددا على أن نزاهة العملية الانتخابية ستضمن للناس أن تكون هناك نتائج طيبة لليبيا.
وحول تأمين العملية الانتخابية، قال نورلاند، إن من المهام الرئيسة لحكومة الوحدة الوطنية هي تمهيد الطريق لإجراء انتخابات ناجحة، وإن على الحكومة الليبية ووزارة الداخلية مسؤولية كبيرة في تأمين الانتخابات، ولذلك عندما نسمع بمراكز انتخابية قد تم قفلها فإننا نتوقع من الحكومة أن تقوم بشيء حيال ذلك.
وأكد نورلاند على الدور الهام لحكومة الوحدة الوطنية ووزارة الداخلية في تأمين الانتخابات وتمكين الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع ونزاهة الانتخابات، مشيرا إلى أن المراقبين الدوليين سيلعبون دورا مهما جدا فيها.
ولفت إلى أن هناك مؤشرات على أن ألفين أو ثلاثة آلاف من المراقبين الليبيين على الأقل سيكون لهم دور مهم، إضافة إلى مراقبين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي و”مركز كارتر” في الولايات المتحدة، وكلهم أعربوا عن رغبتهم في إرسال مراقبين للانتخابات في ليبيا.
التأمين السيبراني
وأعرب السفير الأمريكي عن اهتمام بلاده بدعم جهود التأمين السيبراني للانتخابات، لأن هناك من يحاول استغلال الفضاء الإعلامي، وإنه من واجب المواطنين الليبيين التحلي بالمسؤولية في معالجة المعلومات التي يتلقونها، وعدم السماح بأن يتم استغلالهم من هؤلاء.
واختتم السفير الأمريكي مقابلته مع (وال) بالتأكيد على أن العملية السياسية التي تجري في ليبيا حاليا والاستعدادات للانتخابات لا تتعلق بالمجموعة الدولية ولا بالدبلوماسيين، بل تهم الشعب الليبي الذي ستتيح له الفرصة للتعبير عن رأيه، معربا عن الأمل في أن تجرى العملية الانتخابية ويقوم خلالها الليبيون بالاستماع إلى كل المرشحين، وباتخاذ قراراتهم بانتخاب من يريدون، واستبعاد من لا يريدونه، وعدم السماح بأن يتم استغلالهم من قبل أولئك الذين يحاولون تخريب العملية الانتخابية.
دعم أممي
وصباح أمس الأربعاء، التقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، لبحث آخر المستجدات السياسية في ليبيا.
واستعرض اللقاء نتائج مؤتمر باريس حول ليبيا، وسبل إرساء أرضية تعاون مشتركة تجاه الملف الليبي، مع المجتمع الدولي، كما ناقش اللقاء، العقبات التي تواجه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، والعمل على بناء الثقة بين جميع الأطراف، قبل انعقاد اجتماع مجلس الأمن القادم حول ليبيا.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي، حرصه الكامل على جمع الفرقاء الليبيين ورأب الصدع، والاستعداد لإجراء الانتخابات والقبول بنتائجها، ومواصلة العمل في مشروع المصالحة الوطنية.
ومن جهته، أكد المبعوث الأممي، أن وجود المنفي بصفته قائداً أعلى للجيش الليبي، مع عضوي اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، كان رسالة قوية للمجتمع الدولي، بجدية العمل خلال الفترة الماضية، وبأن ليبيا قادرة على تجاوز محنتها، والوصول بها إلى بر الأمان.