ليبيا 2021.. حلم الحكومة الموحدة ومخاوف من شبح الرصاص

لم يكن خطر فيروس كورونا فقط كابوس ليبيا في عام 2020 لكن الرصاص كان أشرس جائحة هددت الليبيين، ويستقبل الليبيون العام الجديد بأحلام تشكيل حكومة موحدة وانتخابات جديدة ومخاوف من عودة الحرب مرة أخرى حال فشل المفاوضات السياسية.

مؤتمر برلين

في مطلع عام 2020 كانت معركة طرابلس ما زالت مستمرة بين قوات الجيش الليبي والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق حول تخوم العاصمة الليبية.

وفي يناير الماضي عقدت ألمانيا مؤتمرًا حول ليبيا بمشاركة 11 دولة، اتفقوا خلاله على توحيد المؤسسات الليبية، ووقف التدخلات الخارجية، واحترام حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، ووقف إطلاق النار.

واتفق المشاركون على تشكيل “لجنة عسكرية” مؤلفة من 10 ضباط، خمسة عن كل جانب، تحدد آليات تنفيذ وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى نزع سلاح الميليشيات في ليبيا وتفكيكها وإعادة إطلاق مسار المصالحة.

كما تم الاتفاق على الانتخابات العامة 24 ديسمبر/كانون أول 2021، وإعادة إنتاج النفط ومحاولات توحيد المصرف المركزي وسعر الصرف وإصلاحات أخرى.

لكن بعد أشهر معدودة انشغل العالم بجائحة كورونا وانشغلت جميع الدول في مواجهة كارثة الوباء، واستمر الصراع العسكري في ليبيا ووجدت تركيا في ذلك البلد فرصة لتحقيق طموحها التوسعي.

مبادرة القاهرة

أمام العدوان العسكري التركي علي الأراضي الليبية وتهديد الليبيين باحتلال تركي، اختارت القاهرة السلام ومواجهة أطماع أردوغان التوسعية.

وقرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إعلان مبادرة القاهرة لدعم ليبيا خلال مؤتمر صحفي مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، في القاهرة، وتضمنت المبادرة إعلان وقف إطلاق النار، وإلزام الجهات الأجنبية كافة بإخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية، وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، واستكمال أعمال اللجنة العسكرية 5+5 بجنيف.

كما شملت المبادرة تمثيلا عادلا لأقاليم ليبيا الثلاثة في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، والانطلاق نحو توحيد المؤسسات الليبية بما يمكنها من أداء أدوارها في توزيع الموارد الليبية على المواطنين، واعتماد إعلان دستوري يمثل استحقاقات المرحلة المقبلة سياسيًا وانتخابيًا.

الخط الأحمر

لم تكترث تركيا بمبادرة القاهرة رغم دعم دول العالم لها لكن أنقرة اختارت الرصاص لتحقيق مكاسبها من ثروات ليبيا.

العدوان التركي وإصرار أردوغان على العبث بأمن ليبيا دفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إلقاء تحذير لتركيا قائلا إن “مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية تعتبر بمثابة “خط أحمر لمصر وأمنها القومي”.

ودعا السيسي إلى وقف إطلاق النار في ليبيا عند نقطة الاشتباك الحالية على حدود مدينة سرت (منتصف الساحل الليبي) وقاعدة الجفرة الحصينة.

وأوضح السيسي: “لنتوقف عند الخط الذي وصل إليه طرفا المنطقة الغربية والشرقية ونبدأ وقف إطلاق النار.. خط سرت والجفرة، وهذا خط أحمر بالنسبة لمصر وأمنها القومي”.

تحذير مصر وتأكيدها على التعامل بالقوة أجبر أنقرة على التراجع عن مخططها العسكري.

قبول الهدنة

وفي أجواء من التوتر وزيادة حدة التصريحات بين مصر وتركيا، كان العالم يخشى أن تندلع حرب مباشرة وسط جائحة كورونا.

وأمام الضغط الدولي أعلن الجيش الليبي  وحكومة السراج قبول وقف إطلاق النار.

وأعلن الطرفان وقف القتال خاصة مع انتشار فيروس كورونا، وبالفعل هدأت أصوات البنادق في ليبيا لكن ارتفعت أصوات الليبيين داخل قاعات التفاوض وسط خلافات حول مستقبل البلاد.

مظاهرات ضد السراج

واجه رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج غضبًا شعبيًا بعدما انتهى الصراع العسكري، فخرجت أهالي طرابلس في تظاهرات كبيرة بسبب تردي الخدمات الأساسية وتمادي سيطرة الميليشيات في العاصمة الليبية.

واستخدمت قوات الوفاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين في العاصمة، واتضح أمام العالم ضعف السراج وضرورة عدم استمراره في مستقبل ليبيا.

و أعلن رئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الليبية فايز السراج في هذه الأثناء عن استقالته من منصبه.

مفاوضات الحوار

دخلت ليبيا جولة صراع جديدة لكن دون رائحة البارود، حيث جلست الأطراف المتنازعة جولات مفاوضات عسكرية وسياسية.

وفور بدء مرحلة المفاوضات أعلن الجيش الليبي استئناف إنتاج النفط وتصديره، وذلك بعد اتفاق جنيف العسكري والذي فيه جرى توقيع اتفاق المسار العسكري الليبي 5+5 والذي تضمن خروج مرتزقة تركيا وتجميد اتفاقات التي وقعت بين  أردوغان وفايز السراج فضلا عن  تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها.

كما استضافت تونس جولات الحوار الليبي، لتنتقل مفاوضات المغرب وبالتحديد في مدينتي بوزنيقة وطنجة.

واتفقت الأطراف المتنازعة على ضرورة تشكيل حكومة وطنية موحدة وإعادة هيكلة المجلس الرئاسي لكن ظلت نقطة معايير آليات اختيار السلطة التنفيذية محل خلاف.

ويترقب الليبيون عام 2021 مابين مخاوف من عودة الرصاص كلغة لإنهاء الصراع أو استمرار الصراع داخل قاعات التفاوض أو أن تنفذ الأمم المتحدة وممثلها الجديد في وعودها وتشهد ليبيا انتخابات آخر العام المقبل لتسير ليبيا مثل جميع دول العالم ويحكمها رئيس وحكومة وبرلمان واحد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]