ليلة الحسم.. إسرائيل بين تشكيل حكومة طوارئ أو انتخابات رابعة
قد تكون هذه الليلة حاسمة ومهمة، وستحدد بشكل أكبر مسار الوضع السياسي في إسرائيل، وذلك حال انتهاء المهلة القانونية التي منحها رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين، لرئيس حزب كاحول لافان ” أزرق- أبيض” بيني جانتس لتشكيل حكومة جديدة.
ويري مختصون بالشأن الإسرائيلي، في أحاديث لموقع قناة” الغد”، أن الصراع سينشط على أوجه بين حزبي الليكود وكاحول لافان “أزرق- أبيض”، خاصة أن خيار الذهاب لانتخابات رابعة قائم حال تعثر تشكيل حكومة وحدة أو طوارئ في إسرائيل.
ابتزاز جانتس
وقال الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، إن جانتس لا يزال لديه بعض الوقت حتى الليلة والمفاوضات قائمة، موضحا أن هناك جهودا تُبذل حتى اللحظة الأخيرة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، لكن من الواضح أن نتنياهو يريد مسألة التمديد حتى يبتز جانتس بها.
ولفت منصور إلى أن نتنياهو لا يريد انتخابات رابعة، رغم أن استطلاعات الرأي أظهرت أن كتلة اليمين ستتمكن من الحصول على 62 مقعدًا لو جرت جولة جديدة، وتشكيل ائتلاف حكومي دون الحاجة إلى انضمام قائمة “كاحول لافان”، التي تحل في المرتبة الثانية متمثلة بحزب “حوسين ليسرائيل” (مناعة لإسرائيل) الذي يخوض الانتخابات المقبلة بالشراكة مع حزب العمل، ولا أحد يضمن أن يبقى الوضع كما هو، ويمكن أن يعاد تحالف أزرق أبيض بصيغة أخرى.
نتنياهو يتلاعب بالوقت
من جهته قال المختص بالشأن الإسرائيلي محمد مصلح، إن الحديث عن تشكيل حكومة طوارئ للكيان الإسرائيلي واقتراب انتهاء منتصف الليلة المدة الممنوحة لجانتس لتشكيل حكومة إسرائيلية، فإننا نجد أن بنيامين نتنياهو يتلاعب بالوقت، وذلك بعد أن قضى على المعارضة وشق صفوفها.
وأوضح مصلح أن نتنياهو الآن لا يحتاج لأن يتساوى في الوزارات مع ” أزرق – أبيض” ، لأنه يستطيع أن يغري حزب العمل الذى تجاوز مرحلة العودة للوراء ووقع في مصيدة نتنياهو، لذلك يمكن القول إن ثلاث مقاعد تمنح نتنياهو طوق النجاة، ومن ثم فكل الاحتمالات مفتوحة إما أن ينتقل التكليف إلى نتنياهو لتشكيل حكومة وإما الذهاب لانتخابات رابعة حال فشل تشكيل حكومة الطوارئ الإسرائيلية.
انتهاء المهلة
وتنتهي عند منتصف الليل المهلة الزمنية القانونية التي منحها رئيس الاحتلال الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين، لرئيس حزب كاحول لافان ” أزرق- أبيض” بيني جانتس لتشكيل حكومة جديدة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية “مكان”، أنه حال عدم الإعلان عن تشكيل حكومة إسرائيلية سيضطر جانتس إلى إعادة كتاب التكليف إلى رفلين.
ورفض رفلين أمس كليا منح جانتس مهلة زمنية إضافية تصل إلى أربعة عشر يوما لإتمام هذه المهمة.
وكتب جانتس لريفلين في طلب التمديد أمس، أنه تم إجراء اتصالات مكثفة لتأليف الحكومة، مضيفا أن التوصل إلى اتفاق أصبح في متناول اليد.
توصية للكنيست
وكان رفلين قد أوضح أنه يفضل تشكيل حكومة وحدة حتى هذا الموعد، وإذا تعذر ذلك الأمر وعدم تغير صورة الأوضاع على الساحة الحزبية، فإنه سيسند الأمر إلى الكنيست لبلورة توصية حول شخصية برلمانية أخرى تحظى بتأييد 61 عضوا لتكلف بهذه المهمة.
ودعا رؤساء أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف مثل “الليكود وشاس وياهدوت هتوراة ويامينا وغيشر”، ريفلين إلى تفويض نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة.
وبحسب بيان صدر عن هذه الأحزاب، فإن 59 من النواب يوصون بنقل التفويض إلى نتنياهو مثلما حصل بعد انتخابات سبتمبر أيلول السابقة, حينما تم تكليف رئيس كاحول لفان بيني جانتس بتشكيل الحكومة حيث أوصى على ذلك 54 نائبًا فقط.
وهدد حزب أزرق – أبيض، أنه في حال لم يتم التوصل لاتفاق مبكر من هذا اليوم، فقد يلجأ لتمرير قوانين في الكنيست ضد نتنياهو لمنعه من تشكيل أي حكومة لوجود لوائح اتهام ضده.
ودعا موشيه يعلون عضو الكنيست الإسرائيلي المنشق عن حزب أزرق – أبيض بعد خلافات مع جانتس، إلى العودة للوحدة بينهما مجددًا، مشيرًا إلى أن هناك فرصة لذلك الآن لمواجهة نتنياهو وإسقاطه.
