مأزق إسرائيل.. تصدّع الداخل و«تفكك» معادلة الأمن

بات واضحا أن فلسطين المحتلة دخلت مرحلة جديدة في تاريخ الصراع مع دولة الاحتلال «إسرائيل»، وأن الوضع لن يعود إلى ما كان عليه سابقا بعد انتهاء الموجهات الحالية، بحسب تقديرات صحيفة «الغارديان» البريطانية، وأن إسرائيل تواجه أكثر من مأزق، والأخطر هو تصدّع الداخل.

ويرى المحلل السياسي البريطاني، جوناثان فريدلاند، أنّ الوضع قد يكون الأسوأ، مع اندلاع عنف طائفي في المدن المختلطة في إسرائيل، ووضع المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل ضد بعضهم البعض في الشوارع حيث عاشوا جنباً إلى جنب على مدى عقود.

ويقول «جوناثان»، إن هذا العنف مقلق، الجار ضد جاره. الأمر يتعلق بمواجهات دموية بين الطرفين داخل المدن الإسرائيلية، وإحراق ما لا يقل عن خمسة معابد يهودية في مدينة اللد.

وتواجه إسرائيل خطر اندلاع حرب أهلية  في الداخل بين السكان اليهود والفلسطينيين.

مأزق تصدع الداخل

ويؤكد محللون وخبراء في لندن، أن إسرائيل تواجه أسئلة وجودية مع انتفاضة المواطنين العرب، في سخنين وحيفا، والنّاصرة، ورهط، والطيرة، والطيبة، وأم الفحم، ودير الأسد، والبعنة، وطمرة، وعرعرة النقب، وباقة الغربية، ومجد الكروم، ويافا، وكفر قرع، وقلنسوة، وعرعرة، والمشهد، وبلدات أخرى، احتجاجًا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيليّ في مدينة القدس المحتلّة، وفي قطاع غزة المُحاصَر، وشهدت المظاهرات مواجهات مع الشرطة، وخلال المظاهرات، رُفعَت الأعلام الفلسطينية، وهتف مشاركون بشعارات مندّدة باستمرار العدوان الإسرائيليّ، فيما حمل مشاركون لافتات كُتِبت عليها شعارات مندّدة بالاحتلال وجرائمه.

مفاجأة «صادمة» للإسرائيليين

وبقول المحلل السياسي البريطاني، ديفيد غاردنر، إنّ تصاعد العنف الطائفي بين العرب واليهود في سلسلة من المدن المختلطة في جميع أنحاء إسرائيل كان بمثابة مفاجأة «صادمة» للعديد من الإسرائيليين، رغم أنّ نتنياهو نفسه أطلق العديد من الشرارات التي أشعلت المواجهات الحالية عبر اتباعه لتكتيكات تساعده على البقاء في السلطة، وأن تمرير ما يسمى بقانون الدولة القومية من خلال الكنيست في يوليو/تموز 2018، واحتضان نتنياهو الانتهازي للجماعات العنصرية المعادية للعرب مثل بن غفير، أقنع العديد من المواطنين العرب  داخل إسرائيل، بضرورة الكفاح من أجل حقوق متساوية مع اليهود الإسرائيليين.

تفكك معادلة الأمن

ويجسد الصحفي الإسرائيلي، سافي هندلر، مآزق إسرائيل، و«تفكك» معادلة الأمن والاستقرار..بقوله: «حماس ألحقت بإسرائيل الهزيمة الأكبر في تاريخ المواجهة بينهما، إسرائيل لم تُمْنَ بهذه الهزيمة بسبب عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس بل بنجاح الحركة في «لسع» الوعي الإسرائيلي، لقد حولت حماس إسرائيل في نظر قاطنيها إلى مكان غير آمن، عنيف، متفكك، وهذه ضربة قوية لإسرائيل،  في الوقت الذي تباهي المستويات الإسرائيلية بعدد عمليات الاغتيال وضرب مخازن السلاح التابع لحركة حماس».

وتهكم الصحفي الإسرائيلي، من إجراء إسرائيل ، قبل أيام من المواجهات الحالية ،  أكبر مناورة عسكرية في تاريخها لمدة شهر تشمل التصدي لاخطار من الشمال والجنوب والجبهة الداخلية (انقاذ واطفاء حرائق واخلاء طبي وتموين وفتح ملاجىء ونقل قوات) !!

الصواريخ الفلسطينية قلبت المعادلة

ويرى خبراء ومحللون، أن صواريخ الفصائل الفلسطينية قلبت المعادلة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرضت «واقعا صادما» داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وطرحت تساؤلات: مَنْ كان يتخيل يوما أن تكون أجواء تل أبيب والقدس وباقي المدن الفلسطينية المحتلة مسرحا سهلا لهذه الصواريخ الفلسطينية، تسرح وتمرح فيها في الوقت الذي يختاره المقاومون.

ومن كان يتخيل يوما، بحسب الكاتب والمحلل السياسي الأردني، أسامة الرنتيسي،  أن ينام أكثر من 70 % من الاسرائيليين في الملاجىء بفضل هذه الصواريخ.

ومن كان يتخيل يوما أن تكون حركة الطيران الاسرائيلي ومطاراتها في بن غوريون (اللد سابقا) ورامون بالقرب من ميناء (إيلات )، ساعة توقيت عملها مرتبطة بحركة الصواريخ الفلسطينية التي عطلت الطيران الاسرائيلي.

ومن كان يتخيل يوما أن يحتوي قطاع غزة المحاصر منذ سنوات كل هذه الترسانة من الصواريخ.. ومهما كان مصدرها وطرق وصولها إلى القطاع، فإن العبقرية الفلسطينية التي قامت بتحديث هذه الصواريخ، وإخفائها، وتنظيم إطلاقها، ترفع لها القبعات.

لا طمأنينة  تحت «القبة الحديدية»

ويؤكد الباحث الروسي ، انطون لافروف، أنه لا طمأنينة في إسرائيل تحت «القبة الحديدية»، وصد موجة هجمات صاروخية جديدة.. وقال «لافروف»: لقد وجد الفلسطينيون نقطة ضعف في نظام الدفاع الصاروخي. لقد نجحوا في اختراق دفاعات القبة الحديدية ببساطة عن طريق تحميلها بكثير من الأهداف غير المكلفة. ورغم كل مزايا القبة الإسرائيلية، فهي مثل أي نظام دفاع جوي ودفاع صاروخي، أداؤه الناري ومخزونه من الذخيرة، الجاهز للانطلاق الفوري، محدود.

ويؤكد خبراءعسكريون في لندن، أن هناك تخوفا أن يؤثر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على ميزان القوى في المنطقة ككل.

 ليس أمام إسرائيل سوى التهدئة

وأن تطورات الوضع أصبحت رهن إحتمالين لا ثالث لهما: إما تتراجع إسرائيل حداً للخسائر أو تندفع عسكرياً، ولكن الباب مفتوح للتراجع ووقف إطلاق النار، لأن التهديد بعمليات عسكرية شاملة، فقد مفعوله وبالتالي يصبح خيار المضي بها لزوم ما لا يلزم لا بل يلقي اعباء على القيادة الاسرائيلية من دون طائل، ويصبح الخيار العسكري مؤشرا لمخاطر وأخطار من نوع مختلف، في ظل حتمية توسع النزاع وترابط الساحات، من دون إغفال حقيقة أن محادثات فيينا مستمرة وإيقاعها إيجابي حتى الآن. بالتالي لا تبدو اللحظة الأمريكية مؤاتية لسلوك مغامر من هذا النوع، ناهيك عن مناخ التعاطف الدولي والعربي والإسلامي مع الفلسطينيين. يكفي أن نشاهد أعلام فلسطين ترتفع في شوارع باريس ولندن وشيكاغو واسطنبول وعشرات المدن الأوروبية

 نفاد بنك الأهداف

ومع تواصل المواجهات في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية لليوم السابع على التوالي، وسط تعثر المساعي الدولية لوقف إطلاق النار..كشفت القناة «13»، الإسرائيلية بأن وزراء في «الكابينت» يرون أنه يجب إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة بدعوى «نفاد بنك الأهداف»..وذكرت القناة أنه على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غانتس مهتمان بمواصلة العملية، يعتقد وزراء الحكومة أنه يجب وضع حد لها لأن بنك الأهداف قد نفد.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]