مأزق دولة الاحتلال.. «نتنياهو» خسر و«غانتس» لم يفز!
رغم أن ذاكرة فلسطين، تسجل «لا فرق بين اليمين الإسرائيلي المتطرف، أو اليمين الجديد، أو الوسط، أو اليسار، أو الأحزاب الدينية» ومنطلقاتها الإيديولوجية واحدة، وهي في مجملها تتبنى الصهيونية كأيديولوجيا سياسية، تجعل الصراع ينحصر بينها على كيفية الوصول إلى السلطة والسيطرة على مواقع اتخاذ القرار أكثر من أي شيء آخر، وذلك ضمن الإطار العام المتفق عليه لمصلحة «دولة الاحتلال». وهذا ما عبر عنه رئيس الأركان السابق، رفائيل ايتان، بقوله: «إن الفارق بين الأحزاب اليوم في إسرائيل أصبح شبه منعدم.. والخلاف بينها يدور فقط في القضايا الهامشية» ولهذا السبب أصبحت الانقسامات الحزبية عملية شبه بديهية ولا تشكل خرقاً للنواميس الحزبية أو الأيديولوجية».
رغم هذه الحقائق، تبقى نتائج الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، مقياسا فقط للتطورات والأحداث المرتقبة، وما يصاحبها من مآزق داخلية للإدارة الإسرائيلية.. والنتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي نظمت يوم أمس الثلاثاء، أظهرت تقاربا كبيرا في عدد الأصوات التي حصل عليها كل من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وتحالف أزرق أبيض بزعامة بيني غانتس.. والمشهد العام عبرت عنه صحيفة «جيروز اليم بوست» العبرية، بأن سيناريو شهر نيسان/أبريل الماضي، يعاد في إسرائيل، في إشارة إلى نتائج انتخابات التاسع من شهر أبريل/نيسان الماضي، واعتبرت الصحيفة «اليمينية»، أن هذه النتائج تبقي إسرائيل في مأزق سياسي، وأشارت الصحيفة إلى حصول حزب «إسرائيل بيتنا»بزعامة أفيغدور ليبرمان، وحسب استطلاعات الرأي، على حوالي 10 مقاعد مما يضعه في موقع الحكم في هذه الانتخابات.
- وحسب استطلاع لرأي الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع، أجرته أمس القناة الـ12 للتلفزيون الإسرائيلي، فإن تحالف «أزرق أبيض» بقيادة رئيس الأركان الأسبق، بيني غانتس، سيحصل على 33 مقعدا من أصل الـ 120 في الكنيست، مقابل 31 لحزب «الليكود»، الذي يقوده نتنياهو، وحصلت أحزاب اليمين (بدون حزب ليبرمان) على 58 مقعدا، وأحزاب الوسط والعرب على 54 مقعدا.. أي أن «نتنياهو» خسر الأغلبية، وأن «غانتس» لم يفز فوزا صريحا !!
الخيارات معقدة في ظل لعبة التحالفات
مجمل المؤشرات تؤكد أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد فشل مرة أخرى في الحصول على الأغلبية داخل الكنيستت الإسرائيلي، لكنه سيبقى في السباق، والنتيجة عبرت عنها بارتياح صحيفة «هاآرتس» العبرية، ذات النبرة المعادية لبنيامين نتنياهو، وتستعجل انتهاء فترة رئاستة للحكومة، وهي فترة امتدت لعشر سنوات.. وكتبت الصحيفة «إنها ربما نهاية ولايته»، وتأمل الصحيفة أن تتراجع إسرائيل عن السقوط في هوة قومية ودينية.. بينما ترى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن الناخبين واجهوا للمرة الثانية خلال 5 أشهر اختيارين إما لتجديد ثقتهم في «ببنيامين نتنياهو»، أو وضع حد لمسيرته السياسية، ومن الواضح أن الخيارات معقدة في ظل لعبة التحالفات في الكنيست الإسرائيلي، والتي تفتح المجال لعدة احتمالات فوفقًا لاستطلاعات الرأي فإن حزب الليكود اليميني لرئيس الوزراء بن يامين نتانياهو، وحزب الأزرق الأبيض الوسطي لـ «بيني غانتز» هما حزبان يتواجدان على نفس الخط، وفي حين لن يصل تحالف الأحزاب اليمينية و اليمينية المتطرفة ، وفقًا لجميع التوقعات، إلى حد 61 مقعدًا في البرلمان من أجل تشكيل الحكومة بعد الانتخابات .
.
نتنياهو، انتهى بلا رجعة.. البيت أو السجن
ومن جانبه يؤكد المرشح عن القائمة العربية المشتركة، الدكتور أحمد الطيبي ،أإن عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتهى بلا رجعة..وقال «الطيبي»، في تصريحات بعد فرز العينات الأولية، لانتخابات الكنيست الإسرائيلي: إن نتنياهو رسب في الانتخابات، ومصيره الآن إما البيت أو السجن، وبذلك نقول صفقة القرن انتهت..ويشير مراقبون إلى أن نتانياهو قد تعرض لصفعة سياسية قوية من المرجح أن تطيح به وتنهي مسيرته السياسية وربما يجد نفسه وراء القضبان في حال أدين بتهم الفساد التي تلاحقه أمام القضاء الإسرائيلي.
العرب (بيضة القبان)
الدوائر السياسية في تل أبيب، بدأت طرح التساؤلات، حول إمكانية تشكيل حكومة ائتلاف وطني يغيب عنها نتنياهو؟ وهناك من يرى أن الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي والمنافس الأول لنتانياهو في هذه الانتخابات «بيني غانتس» ليس وحده من يطالب بحكومة ائتلاف وطني، وقد تكون هي الحل البديل للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه إسرائيل.. وفي هذه الحالة وبحسب تعبير عدد من المحللين السياسيين الإسرائيليين، فإن العرب (بيضة القبان)، أي من يحدد (كفة الميزان)، خاصة وأن التقديرات تشير إلى فوز القائمة العربية المشتركة بالمرتبة الثالثة.