استقبل لبنان حوالي 30 ألف نازح فلسطيني قادما من سوريا منذ بداية الحرب هناك، وانخفض العدد قليلا مع هروب أعداد منهم في قوارب الموت إلى أوروبا، وعودة البعض الآخر إلى سوريا.
ويعاني من تبقى منهم أوضاعا مأساوية على كافة الأصعدة، وفقا لما رصدته مراسلة الغد، إذ يتوزعون على جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية بشكل اضطراري.
من بين هؤلاء النازحين من يعيش داخل مخيم “شاتيلا”، حيث يقيم بسام وعائلته منذ 8 سنوات منزل متواضع، ولم يكن يعلم أن نار الحرب التي هرب منها في سوريا ستكون اشدّ عليه وعلى أكثر من 150 عائلة أخرى تسكن المخيم، جميعهم يعاني من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة.
وأكد بسام المصري، وهو فلسطيني من مخيم اليرموك، لـمراسلة الغد، أن الوضع مأساوي للغاية، إذ لا يوجد أي عمل وكل ما يجدونه هو الجوع والبطالة، ويعاني أحد أبنائه من مرض السكري ما يضيف عبءً مالياً على الأسرة.
واضطر بسام تحت ضغط هذه الظروف إلى تقليل وجبات الطعام كي يستطيع جمع أموال علاج ابنه، مناشداً دول العالم بالنظر لوضع اللاجئين الفلسطينيين ولمأساتهم.
ولا يسمح للفلسطينيين النازحين من سوريا بالعمل في لبنان، ولذلك يعتمدون على ما تقدمه لهم وكالة غوث وتشغيل الفلسطينين (الأونروا) من مساعدات نقدية شهرية، لكنها مساعدات تكاد لا تكفي بدل إيجار المنزل وتأمين بعض الاحتياجات.
أما صحياً، فتغطي الوكالة الأممية نسبة 25% فقط من تكلفة الاستشفاء.
وأوضح أحد النازحين في المخيم، ويدعى أبو مروان، أن المخيم به مرضى ونساء أرامل وأيتام يعيشون بدون أية مقومات للحياة، ووصل الجوع لغالبية السكان، وهناك من باتت تقتصر وجباتهم على الخبز والشاي.
وأكد أبو مروان لـ”الغد” أنه منذ قدومهم لم يقدم لهم أي مسؤول يد العون أو أتى أحدهم لمتابعة أوضاعهم أو رصد معاناتهم أو حتى يمنحهم الأمل.
وتعيش تلك العائلات تحت خط الفقر، بعضها يستفيد مما تقدمه الجمعيات والمؤسسات الأهلية، أما أمنيات البعض الآخر فلا تتعد العدل في توزيع المساعدات لا أكثر.
