مؤتمر «الجيل الرابع من الحروب» بأبوظبي: هدفها إثارة الفوضى والنزاعات
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. شهد الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي جانبا من فعاليات مؤتمر «الجيل الرابع من الحروب» الذي ينظمه مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية في مقره بابوظبي وتستمر فعالياته حتى يوم غد الثلاثاء، وافتتحه جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
وقد استهل المؤتمر أعماله بكلمة ترحيبية لجمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أكد فيها أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي من منطلَق حرص المركز على إيلاء أهمية قصوى للقضايا الاستراتيجية الكبرى التي ترتبط بأمن المنطقة والعالم واستقرارهما، خاصة في هذا الوقت الحسَّاس والمصيري الذي تمر فيه المنطقة العربية بجيل جديد من الحروب لم يأخذ بعد حقه من النقاش العلمي المستفيض حيث أصبحت مسرحاً لهذا النوع من الحروب المدمِّرة وهو «الجيل الرابع من الحروب».
وأشار السويدي إلى أن «الجيل الرابع من الحروب» مفهوم يعبِّر عن الصراع الذي يتميز بعدم المركزية من حيث تغيُّر أسس الحرب وعناصرها ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب إلى المفهوم الواسع حيث تُوظَّف «القوى الناعمة» في هذه الحروب إلى جانب الأدوات العسكرية (القوى الصُّلبة). فهناك الدولة التي تواجه ميليشيات عسكرية ومجموعات إرهابية وهناك وسائل الإعلام والقنوات التي تخدم التنظيمات والميليشيات، بحيث تعمل هذه الوسائل على إنهاك الخصم وتدميره بشكل منهجي وتعمل على تشتيت الرأي العام حتى يتمكن الطرف المسيطر على الوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تماما.
وأوضح أن هذه الحروب لا تستهدف تحطيم القدرات العسكرية فحسب وإنما تعمل على نشر الفتن والقلاقل وزعزعة الاستقرار وإثارة الاقتتال الداخلي أيضا، وفي تعريف أوضح يمكن القول إنه جيل تسخير إرادات الآخرين في تنفيذ مخطَّطات العدو.
وأكد السويدي أن الحاجة إلى دراسة مفهوم الجيل الرابع من الحروب تتعاظم بشكل كبير في ظل تغيُّر طبيعة الصراعات الدولية والإقليمية واحتدام التنافس الدولي والرغبة في الهيمنة على العالم وتضخُّم شبكة العلاقات الدولية مع ظهور فاعلين جدد يتجاوز تأثيرهم الحدود الوطنية التقليدية مستغلين تقدم وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المتطورة.
ولفت مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية النظر إلى أن «الجيل الرابع من الحروب» جعل الصراعات الراهنة التي تشهدها بعض دول المنطقة أكثر تعقيداً من ذي قبل، لأن القائمين بهذه الحروب يكونون في بعض الأحيان أطرافاً غير منظورة تسعى إلى إثارة الفوضى وعدم الاستقرار داخل الدول والمجتمعات، ولهذا كان من الضروريِّ تسليط الضوء في هذا المؤتمر على سمات هذه الحروب وأدواتها المختلفة واستشراف آفاقها المستقبلية من أجل الاستعداد الجيد لمواجهتها بشكل فاعل وبنَّاء.
وأعرب جمال سند السويدي – في ختام كلمته – عن أمله في أن تسهم نقاشات هذا المؤتمر في بلورة منظور استراتيجي أكثر وضوحا لهذا الجيل من الحروب وأن يتمخض عن توصيات ومقترحات تسهمُ في فهم أفضل وأكثر عمقاً لمفهوم «الجيل الرابع من الحروب» وبالتالي تساعد متخذي القرار على وضع السياسات والخطط المستقبليَّة المناسبة للتعامل معها.