بالتزامن مع انعقاد “المؤتمر الدولي” لدعم لبنان، أعلن الإليزيه أن اللبنانيين لم ينفذوا أي من الإجراءات المطلوبة في خارطة الطريق الفرنسية ولم يتم تنفيذ أي خطوات تتعلق بمراجعة حسابات مصرف لبنان.
وأشار الإليزيه إلى أن العقوبات الأمريكية على الساسة في لبنان لن تساعد في تشكيل الحكومة.
وأوضحت باريس أن تدهور الوضع المالي سيجعل التدقيق في المصرف المركزي أكثر حتمية، مشيرة إلى انه لم يتم مراجعة حسابات مصرف لبنان.
وكان حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة قد استبق المؤتمر بالتأكيد أن البنك المركزي سيلتزم بتسليم حسابات الدولة في إطار أي تدقيق جنائي، لكن تسليم حسابات البنوك المحلية يتطلب تعديل القانون.
وقالت صحيفة “ليموند الفرنسية”إن التحقيق الجنائي للمصرف قد لا ينفذ بعد إيقاف حكومة تصريف الأعمال مهمة الشركة الأمريكية المكلفة بالتدقيق، وذلك بعد رفض حاكم المصرف لذلك بحجة سرية المصرف.
كما أشارت الصحيفة إلى أن حاكم المصرف الذي أمضى 27 عاما في منصبه يقاوم العملية كي لا يتم الكشف عن إفلاس القطاع المصرفي البالغ 68 مليار دولار أمريكي.
كما انتقد بعد السياسيين اللبنانيين المصرف المركزي، بسبب استخدام قوانين المصرف السرية لتبرير حجب المعلومات، في حين أكد آخرون أن المصرف تطور إلى دولة داخل الدولة لذلك رفض الخضوع للمساءلة.
ومن غير المتوقع أن يستطيع المؤتمر حصد أي مساعدات على عسكس المؤتمر الأول الذي جمع 250 مليار يورو رغم تاخير الإصلاحات.
الأوضاع في باريس
وقالت مراسلتنا من باريس، إن “المؤتمر الدولي” سينطلق في تمام السادسة، وصرح الإليزيه أن المؤتمر سيقوم بمراجعة وتقييم للمساعدات السابقة التي حصل عليها لبنان.
وأضافت مراسلتنا أن المؤتمر الدولي سيواصل بحث ما يمكن تقديمه للبنانيين خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأن الرئيس الفرنسي يطالب اللبنانيين بسرعة تشكيل حكومة للحصول على مزيد من المساعدات.
وقال الكاتب الصحفي أمين قمورية، إن لبنان يشارك في “المؤتمر الدولي” من دون حكومة، حيث لم تتمكن القوى السياسية من تشيكل حكومة جديدة تلبي مطالب اللبنانيين.
وأوضح قمورية أن المؤتمر لن يقدم مساعدات مالية، خاصة وأن السلطات الفرنسية أبلغت رسميا الدبلوماسيين اللبنانيين عدم انتظار مساعدات سواء مالية أو إنسانية.
كما يرى قمورية أن المؤتمر لن يقدم ولن يؤخر سوى التأكيد على أن لبنان دولة فاسلة وذلك على حد قوله.
من جانيه قال الكاتب الصحفي سمير التويني، إن “المؤتمر الدولي” سيدعو إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وأنه يأتي في إطار تقييم ما قدم من مساعدات للبنان حتى الآن.
وأشار التويني إلى أن المؤتمر الدولي سيدرس ما يمكن تقديمه من جديد، حيث من المتوقع أن يدعم اللبنانيين المتضررين من انفجار “مرفأ بيروت” الذي وقع في الـ 4 من أغسطس/ آب الماضي وتسبب مقتل المئات وتشريد الآلاف.
ويسعى المؤتمر الدولي الذي يعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة إلى جذب أرفع تمثيل ممكن بهدف التشجيع على تقديم مساعدات للاقتصاد اللبناني المثقل بالديون.
وكان ماكرون قد وعد بالمضي قدما في مساعيه للحيلولة دون انهيار لبنان بعد انفجار هائل في مرفأ بيروت في أغسطس/ آب، دمر مناطق واسعة من المدينة وزاد الأزمة المالية والسياسية في البلاد تعقيدا.
