ينظر كثير من المراقبين والمحللين السياسيين إلى “مؤتمر برلين” حول ليبيا الذي سينطلق غدا الأحد بحضور عدد من كبار الرؤساء، على أنه الفرصة الأخيرة من المفاوضات التي تجريها ألمانيا لحل الأزمة الليبية.
ووصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في “المؤتمر برلين” ونشر الحساب الرسمي صورا لجانب من الاستقبال لدى وصوله
كما أفادت وسائل إعلام، بوصول قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، كل على حدة، تمهيدا للمشاركة في قمة برلين.
وتسعى ألمانيا والأمم المتحدة لإقناع طرفي الصراع في ليبيا وداعميهما الأجانب للاتفاق على هدنة وآلية للمراقبة كخطوة أولى على طريق السلام.
وكانت “وكالة تاس الروسية” أعلنت مسودة المؤتمر وقالت إنه سيبحث 6 محاور مهمة أبرزها وقف إطلاق النار بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والجماعات المسلحة والمرتزقة السورييين الذين نقلتهم تركيا إلى الأراضي الليبية لمساعدة رئيس حكومة فائز السراج.
أطراف خارجية ذات مصالح
وفلتت مفاتيح حل الصراع في ليبيا من أيدي أبنائها وأطراف خارجية ذات مصالح باتت تدير سير المعارك تبعا لمصالحها، والمبعوث الأممي غسان سلامة تحدث عن مقاتلين من 10 دول، يقاتلون في ليبيا، آخرهم سوريون من المعارضة، فمن الذي يقف وراءهم ومن المسؤول عن إرسالهم لدعم طرف على حساب آخر، وماذا يريد أردوغان من الصراع في ليبيا؟
المجتمع الدولي
في السياق ذاته قال المحلل السياسي، عبد العزيز غنية، إن المجتمع الدولي لا يزال ينظر بعين واحدة ولديه ازدواجية معايير في التعامل مع القضية، مؤكدا أن الكثير من الأطراف تتدخل في إعادة صياغة القوانين الليبية.
وأضاف أن الليبيين يعلمون جيدا أنهم بين فكي رحى بالأطماع والعملاء، وأن ألمانيا مجبرة على المفاوضات مع جميع الأطراف الليبية وغيرها لمصالح مشتركة بين عديد من الدول العربية والدولية.
وأردف المحلل السياسي”«: ألمانيا تعتبر نفسها اليوم قيادة يجب أن تسعى لوضع بصمتها في المشكلة الليبية».
وقال الباحث السياسي، الدكتور عز الدين عقيل، إن هناك المئات من الفيديوهات واللقطات المصورة على منصات التواصل الاجتماعي لإرسال تركيا مقاتلين ومرتزقة سوريين إلى ليبيا.
وأضاف عقيل إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعترف مرارا بأنه لن يرسل دعما مباشرا إلى ليبيا، لافتا إلى أن السبب الرئيسي هو الأطماع التركية في “غاز شرق المتوسط”.
وأشار عقيل إلى أن من ينكر وجود مرتزقة سوريين داخل الأراضي الليبية لا يعلم وفي غيبوبة.
من جانبه قال المحلل السياسي، محمد الزبيدي، إن ألمانيا حريصة على ألا يتصدع “الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف الزبيدي، أن هناك استهتارا بـ «الكعكة الليبية».
وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن مؤتمر برلين حول ليبيا لا يسعى إلى حل المشكلة بكل جوانبها بل سيكون مظلة واقية لما سيتفق عليه الليبيون في مسارات ثلاثة سياسية وعسكرية واقتصادية.
