اختتمت في العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأربعاء، أعمال “مؤتمر برلين2” حول ليبيا، وذلك بمشاركة أكثر من 20 دولة إضافة إلى وفد الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
والهدف من “مؤتمر برلين2” ضمان إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وسحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة وتوحيد قوات الأمن في البلاد.
وبحث المؤتمر الذي أقيم تحت رعاية الأمم المتحدة، سبل دفع العملية السياسية في ليبيا، وعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد، وضمان إجراء الانتخابات العامة كما هو مقرر لها في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وبمساعدة من الأمم المتحدة أحرزت ليبيا في العام الأخير تقدما سريعا في معالجة ما شهدته من فوضى وعنف على مدار 10سنوات حيث تم انتخاب سلطة انتقالية برئاسة محمد يونس المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيسا للحكومة، لإدارة شؤون البلاد إلى حين انتخابات مقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وكانت حكومتان متنافستان في شرق البلاد وغربها قد اتفقتا على وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة تعمل على إجراء انتخابات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
كلمة وزير الخارجية الألماني
شدد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس في ختام المؤتمر على ضرورة توحيد القوى العسكرية الليبية، مؤكدا أن سحب كل القوات الأجنبية من ليبيا يجب أن يتم تدريجيا.
كلمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قال إننا اليوم في مرحلة ما زالت حرجة ولكنها مليئة بالأمل، الآن نستطيع أن نقول بصوت واحد، لا عودة للحرب، لا للعبث بثروات ليبيا، لا للخلاف خارج طاولة الحوار.
وأضاف الدبيبة ـ خلال كلمته اليوم الأربعاء أمام مؤتمر برلين (2) إننا اليوم نراجع سويا تعهدات مؤتمر برلين الأول، وإنجازات هذه المرحلة التي هي بالفعل كثيرة، ولكنها أيضا غير كافية، فالمخاطر ما زالت تحدق بنا وبمسيرتنا للوحدة الفعلية لليبيا واستقرارها.
وأوضح الدبيبة ان ليبيا يجب أن تكون دولة ديمقراطية ذات سيادة فاعلة دوليا وإقليميا، وإنه بعد ما مضي سنة ونصف أقف الآن في هذه القاعة موكلا من الليبيين – ممثلا لحكومة واحدة – مثقلا بالمهام المناطة إلينا أعمل على وحدة ليبيا وسيادتها في ظروف غاية في الصعوبة، وفي وقت يتطلب منا مواقف حاسمة وتاريخية.
كلمة وزير الخارجية الأمريكي
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه من المهم للغاية أن تجري ليبيا انتخابات عامة في ديسمبر/ كانون الأول باعتبارها الطريقة الوحيدة لضمان السلام والاستقرار هناك.
وأضاف: “نشترك في الهدف المتمثل في وجود ليبيا ذات سيادة ومستقرة وموحدة وآمنة وبعيدة عن التدخل الأجنبي”.
وأردف: “لكي يحدث هذا يجب أن تُجرى الانتخابات العامة في ديسمبر. وهذا يعني أن هناك حاجة إلى اتفاق عاجل بشأن القضايا الدستورية والقانونية”.
سيناريوهات حل الأزمة الليبية
وقال مدير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جاسم محمد، الأطراف المعنية بالأزمة الليبية يجب أن تضمن نجاح عملية الانتخابات العامة المقررة في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وأضاف جاسم محمد أن القوات الأجنبية لا تزال متواجدة في الأراضي الليبية وباتت مصدر قلق قد تعطل الانتخابات، مشددا على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية.
وأكد جاسم محمد أن تركيا تبتز الأطراف الإقليمية، مشيرا إلى أن أردوغان يفرض وجوده على الاتحاد الأوروبي.
وفي السياق ذاته، قال المحلل والأكاديمي، عبد العزيز اغنية، إن الضغط التركي لا يزال مستمر وهناك استخفاف بالسيادة الليبية.
ويرى المحلل السياسي أن “مؤتمر برلين 2” لن ينجح، طالما أن تركيا تواصل دعم الميليشيات بالسلاح.