مؤتمر لدعم استقرار ليبيا.. فرصة لإنهاء الأزمة أم محاولة لإطالة أمد الحكومة؟
تستعد العاصمة الليبية طرابلس لاحتضان المؤتمر الدولي لدعم مبادرة استقرار ليبيا، الخميس المقبل، والذي من المرتقب أن يشهد مشاركة دولية واسعة، كأول حدث من نوعه تنظمه البلاد، وتشرف عليه منذ عشر سنوات.
ومن المنتظر أن تحضر المؤتمر، كل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والدول المشاركة في مؤتمري برلين 1 و2، ودول الجوار، وعدد من الدول العربية، فضلاً عن ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية.
ويرى مراقبون، أن هذه المبادرة فرصة حقيقية للأجسام السياسية الليبية، للخروج من عصف الأزمات التي تمر بها البلاد، بحلول واقعية ومرضية لكل الأطراف.
في المقابل، يرى منتقدون أن هذه المبادرة يرجع سببها إلى تطلع الحكومة للاستمرار في عملها أطول وقت ممكن، لكون الإعلان عنها جاء مقاربًا لنهاية عمر الحكومة، واقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي المرتقب، نهاية هذا العام.
وفيما كان من المقرّر عقد المؤتمر في سرت، قالت وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، إن المؤتمر سيعقد في طرابلس، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الليبية بشأن الأسباب .
ويشير متابعون، إلى أنّ المؤتمر فقد جزءاً من أهميته، بتحويل فعالياته من سرت إلى طرابلس، بما يعنى أنّ أطرافاً ليبية مهمة لن تحضر، بالإضافة إلى قوى أخرى ترى أنّ طرابلس لا تزال تحت سيطرة الميليشيات.
في هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية في طرابلس، الدكتور مسعود السلامي، إن هناك احتفاء كبير بهذا المؤتمر، وتعويل أكبر في أن يصل إلى أهدافه.
ورأى السلامي، خلال لقاء على شاشة الغد، أن هذا المؤتمر يحمل عنوانا واسعاً حول “استقرار ليبيا”، وسيركز على المسائل الاقتصادية والأمنية وهي عنواين كبيرة كذلك، وهي أمور تحتاج لوقت طويل وهو ما يجعله غير واضحاً، إلا أن هناك آمالا بأن يصل إلى نتائج.
وتابع أنه أول مؤتمر دولي يعقد عن ليبيا داخل ليبيا ذاتها، وهو ما اعتبره مؤشرا إيجابيا، ويأتي في توقيت صعب جداً، مرجحاً أن يكون جدول الأعمال غير معد جيداً.
من جانبه، رأى الكاتب والباحث السياسي الليبي، عبدالحكيم معتوق، أن المعطيات على الساحة السياسية “مُربكة” وهو ما يجعل النتائج كما هو مُتوقع لها، مشيرا إلى أنه كان حرياً بالأمم المتحدة عقد هذا اللقاء قبل أشهر من الآن أو بعد إجراء الاستحقاق الانتخابي.
وتابع معتوق أن هناك تقارير بأن المفوضية العليا للانتخابات ستعقد مؤتمرا صحفيا على هامش هذا المؤتمر الدولي، والذي قد يحمل تأجيلا لموعد اجراء الانتخابات.
ولفت إلى أن الاستحقاق الانتخابي بل حلما لكل الليبيين لأنه سيخرجهم من الانقسام الحقيقي وينهي المرحلة الانتقالية.
وأشار معتوق إلى أن دعم استقرار ليبيا سيتحقق عندما تكون هناك مؤسسات حقيقية، ولا يوجد أي استقرار في ليبيا في ظل الانقسام، ورأى أن انعقاد المؤتمر في طرابلس يمنع مجموعات من الحضور، وبعضها يتذرع بهذا لعدم الحضور.
