شهدت الجلسة الأولى لمؤتمر ميونخ للأمن، الدورة الـ 54 ..تحذيرات من مؤشرات إنزلاق العالم نحو «حافة نزاع كبير»، بحسب تعبير رئيس المؤتمر، ولفجانج ايشينجر، وأن العالم يواجه «واقعا خطيرا» من الأزمات وعدم الاستقرار والصراعات التي لم تحل بعد.. ويشارك في المؤتمر، الذي بدأ أعماله أمس، العشرات من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والدفاع ومئات من خبراء الشؤون العسكرية والأمنية.
ورغم أن جدول أعمال المؤتمر يركز على دور الاتحاد الأوروبى فى العالم، وعلاقات الاتحاد مع موسكو وواشنطن.. إلا أن مؤتمر ميونخ للأمن، أكد في بداية جلساته، على ضرورة مواجهة أعمال قطر الداعمة للإرهاب وهو ما تم مناقشاته فى جلسة خاصة ضمن فعاليات المؤتمر بعنوان «مكافحة دعم قطر وتمويلها للإرهاب»، كما شهد المؤتمر أعلان رجل الأعمال الألمانى الشهير، كارل فيرتاج، سحب استثماراته من قطر لدعمها الإرهاب فى أوروبا.
بينما قال مسؤول أمني ألماني، إن المؤتمر سيشهد اتخاذ إجراءات لوقف التعامل مع كل شركات الغاز والبترول القطرية، بعد الأدلة الدامغة التى تؤكد تمويل الشركات المباشر للجماعات الإرهابية بالمنطقة العربية ودول الاتحاد الأوروبى.. موضحا أن الأدلة والمستندات تتم مناقشتها من جانب ساسة ومسئولين أوروبيين وألمان، للوقوف على مدى حجم الدور القطرى وتأثيره فى انتشار الإرهاب فى العالم.
وتم خلال فعاليات المؤتمر عرض فيلم تسجيلي، يستعرض المراحل الزمنية لكيفية قيام النظام القطرى فى العقود الأخيرة، بتجميع الأموال التى يوجهها لزعزعة استقرار المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية، وعرض فيلم آخر يدور حول طرق التمويل المباشرة وغير المباشرة من جانب الدوحة للجماعات الإرهابية. وشدد المشاركون على انزعاجهم من إنفاق الدوحة لهذه الأموال على منابر الإرهاب والتطرف فى العالم.
ومن جانبها حثت الدكتورة نانسى أحمد، خبيرة الشؤون السياسية والاستراتيجية فى واشنطن، المجتمع الدولى على سحب حق تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 من الدوحة؛ لرعاية النظام القطرى وتمويله للإرهاب..وأكدت فى كلمتها أمام المؤتمر، ضرورة سحب البطولة من قطر وتنظيمها فى دولة آمنة تحظى بإجماع من المجتمع الدولى والدول العربية. وناشدت المجتمع الدولى بالوقوف مع الإمارات والسعودية ومصر والبحرين فى معركتها ضد الجماعات الإرهابية الممولة من قطر، وحثت الدول الأوروبية على المزيد من الضغوط ضد النظام القطرى عبر إيقاف وصول عوائد استثمار الغاز القطرى الذى تستخدمه الدوحة فى تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.
وشهدت مدينة ميونخ، أيضا، عقد المؤتمر العالمى لمكافحة الإرهاب،أمس الجمعة، تحت شعار «أوقفوا إرهاب قطر»، والذى ينظمه مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، وذلك قبل ساعات من انطلاق مؤتمر ميونخ الذى شارك فيه حكومات دول العالم.. وشارك فى المؤتمر العالمي لمكافحة الإرهاب، ممثلو المنظمة العالمية لمكافحة الإرهاب بأوروبا، وممثلو المراكز والمعاهد البحثية بعدد من الدول الأوروبية، ومنسق المنظمة العالمية لمكافحة الإرهاب، بيتر خوسيان، وتضمن المؤتمر جلستين، تناولت الأولى إشكاليات مكافحة تمويل الإرهاب،وتنعقد الجلسة الثانية تحت عنوان «قطر وتمويل الإرهاب»، ويناقش المؤتمر سبل تنفيذ توصيات المجتمع المدني الأوروبي بشأن دعم وتمويل قطر للعمليات الإرهابية، والتصدي لاستضافة الدوحة لرموز التطرف والإرهاب.
ومن جانبه أكد ولف هوفلش، المحامى الفرنسى والخبير فى الدراسات الأمنية الأوروبية، أنه تقدم لإدارة المؤتمر بملاحقة إرهاب قطر، بمذكرة تتضمن دعوى لمنع دخول أفراد بالعائلة الحاكمة فى قطر إلى دول الاتحاد الأوروبى لتورطها فى هجمات باريس الإرهابية، بالتزامن مع تحريك مجموعة من المحامين الألمان دعاوى قضائية ضد نظام الدوحة لدعمه الإرهاب فى دول الاتحاد الأوروبى. وأشار هوفلش إلى أن الدعوى التى تنظر فيها محاكم فرنسية تؤكد ضلوع أعضاء بالأسرة الحاكمة القطرية فى هجمات باريس الإرهابية التى وقعت فى عام 2015.
