تشهد سوريا والعراق تصاعدا في عمليات داعش مؤخرا، فلا يكاد يوم يمضي إلا ويعلن التنظيم الإرهابي عن عملية له صغيرة كانت أو كبيرة، من تفجيرات وكمائن واغتيالات وهجمات خاطفة، ما يلقي بتساؤل حول إمكانية أن يعيد التنظيم صفوفه في هذه المنطقة.
ووقع تفجيران انتحاريان صباح الخميس الماضي في سوق شعبي وسط بغداد، أسفر عن مقتل 32 شخصا، وإصابة العشرات.
3 عوامل رئيسية
قال علي فضل الله، الباحث في الشؤون الاستراتيجية، إن تنظيم داعش خسر 3 عوامل رئيسية، أولها خسارة البنى التحتية الإلكترونية، التي كانت تمكنه من زيادة الرعب في عملياته، بالإضافة إلى الإعلام الذي كان يضخم من عملياته الإرهابية.
وأوضح الباحث، أن العامل الثاني هو خسارة الموارد المالية الكبيرة، والتي كانت تتمثل في تحكمه في الموارد النفطية في العراق، مشيرا إلى أن العامل الثالث هو خسارة الحاضنة الشعبية في العراق.
وأكد الباحث، أن الحكومة العراقية لديها هفوات كبيرة وخطيرة جدا إذا لم تعالج فستستمر هذه العلميات الإرهابية.
الاستخبارات الأمريكية وداعش
قال مايكل معلوف، الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الأمريكية، إن الاستخبارات الأمريكية ساعدت داعش في بعض الجوانب، حيث مولت “السنة” في سوريا لمواجهة الرئيس بشار الأسد.
وتوقع معلوف، أن تزداد العمليات الإرهابية في فترة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاستفادة من تغير الإدارة الأمريكية الجديدة، كما أعتقد أن تشهد المنطقة زيادة في وتيرة هذه الأعمال الإرهابية.
وأضاف معلوف، “داعش يتنامى، ويمثل الوضع تحديا أمام بايدن، لأن داعش سيكون أكثر خطورة في بعض المناطق، كما أن تنظيم القاعدة قد ينضم لداعش، وهو ما يجعل الأمر أكثر خطورة”.
القارة العجوز
وفي السياق ذاته، يرى منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن داعش عزز من تواجده في أفريقيا، مشيرا إلى أنه نجح في تنفيذ عمليات في القارة العجوز.
وأوضح أديب، أن التنظيم لا يزال يمثل خطرا كبيرا من منطلق وجوده في أفريقيا، لافتا إلى أن تركيا تواصل دعم هذا التنظيم الإرهابي.
تنظيم دولي
وقال الدكتور علاء النشوع، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن تنظيم داعش ليس تنظيما إقليميا فقط، بل أنه مدعوم دوليا، وحاضنته في كل المناطق، ويقوم بعمليات إرهابية في عمق المدن لتوصيل رسالتين.
وأضاف “الرسالة الأولى التي يريد إيصالها أنه قادر على اختراق كل الدفاعات الأمنية في أي لحظة، وأنه قادر على القيام بأي عمل في أي وقت، وكذلك الدخول إلى العمق وسط القوات الأمنية”.
وأردف أن “الرسالة الثانية هي أنني متواجد على الأرض، ويمكنني تهديد الأمن العراقي”.
خطر كامن
وقال جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، إن أوروبا ستحاول استعادة مقاتليها بداعش من مناطق النزاع، خوفا من مقتلهم وتنظر لهم كـ”خطر كامن”.
كما أكد جاسم محمد، أن هذه الخطوات تكشف تخلي دول أوروبا عن التزامتها القانونية والأخلاقية تجاه القضية، مشيرا إلى أن العائدين من التنظيم من النساء والأطفال كسب دعاوى قضائية عن طريق المحاكم، لأن القوانين الأوروبية تنص على استعادة هؤلاء.
وفي تطور جديد، قتل 11 عنصرا من الجيش العراقي، مساء السبت، في هجوم لتنظيم داعش، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الفرنسية.
ونفذ الهجوم ليلا بواسطة أسلحة خفيفة شرق مدينة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، ويأتي بعد يومين من تفجيرين انتحاريين في قلب بغداد أسفرا عن مقتل 32 مدنيا.
ونفذ طيران التحالف الدولي ضربتين جويتين، السبت، أسفرتا عن قتل 7 عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق، وفق وكالة الأنباء العراقية “واع”.
