مؤشرات ثورة الغضب ضد «رئيس الأغنياء» في فرنسا !!

يبدو أن تنبؤات السياسي والخبير الاقتصادي الفرنسي،جاك ايتالي،  مستشار الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران، بترجيح فرضية اندلاع  ثورة في فرنسا، قد أوشكت على التحقق، مع  حالة الغضب العارم الذى تشهده شرائح عدة بالمجتمع، وينذر باندلاع ثورة لا تحمد عقباها، إذا استمر الامتعاض والاحتجاج الشعبى على هذا المنوال.

 

 

 

 

 

جاك إيتالى ( خبير اقتصادى ومفكر ومسئول فرنسى رفيع المستوى، عضو مجلس الدولة، ومؤسس وأول رئيس للبنك الأوروبى للإنشاء التعمير فى عام 1991 ورأس فى عام 2008 لجنة تحرير النمو الفرنسي، ويدير مع شركاه مجموعة استثمارية)، سبق له أن توقع  خروج الشعب الفرنسى فى مايو/ أيار 2017 بثورة قد تكون عارمة ان لم يتم تغيير شامل فى النظام الفرنسى، هذا التغيير من شأنه تحقيق ديمقراطية يرتضى بها الشعب، وأشار إلى أن الفرنسيين سئموا اقتصار تولى السلطة ولأعوام طويلة على اليسار الاشتراكيين أواليمين الجمهورى للديجوليين دون تحسن ملموس لأحوالهم بل تزداد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تدهورا.

 

 

 

 

 

 

تنبؤات السياسي والاقتصادي الفرنسي، تحققت باشتعال ثورة الغضب، أو معركة «اوستيرليتس»، أو ثورة باريس، أو انتفاضة الغضب، وكلها ألقاب أطلقتها القنوات الإعلامية بمختلف انتماءاتها على الأحداث التى أشعلت باريس، بعد أن نزل عشرات الآلاف من الفرنسيين إلى الشارع ، الأسبوع الماضي، في ما اعتبروه «حفلة» تنديد بسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وانطلقت التظاهرة في باريس من ساحة الأوبرا في اتجاه ساحة لا باستيل، وضمّت عمالاً وطلاباً ونقابيين وساسة يساريين ومتقاعدين، قدّر المنظمون عددهم بحوالى 160 ألفاً، فيما قدّرتهم مصادر الشرطة بحوالى 40 ألفاً، ونددوا بسياسة ماكرون الذي يصفونه بـ «رئيس الأغنياء»… بل وذهب الرئيس الإشتراكى السابق،  فرانسوا أولاند، لتصنيف نظيره الحالى، ماكرون، ليس فقط  بـ «رئيس الأثرياء»، إنما رئيس الطبقة البرجوازية أو الأكثر ثراء.

 

 

 

 

 

وشكّلت التظاهرات التي تواصلت فيما بعد وشملت باريس ومدناً أخرى فرنسية، بينها ليون، تولون، موجة احتجاجات غاضبة، شهدت عنفا وتخريبا وتكسير وحرق لكل ما اعترض طريقهم، فضلا عن قذف رجال الأمن بزجاجات المولوتوف..ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس «ماكرون» يظهر فيها بزيّ ملوك فرنسا، ولافتات كُتب عليها «الثورة إلى أمام»، في إشارة إلى «حركة الجمهورية إلى أمام» التي يتزعمها ماكرون، وأخرى تفيد بأن التظاهرة ليست سوى البداية.. ويؤكد الزعيم اليسارى، جان لوك ميلانشون، رئيس «حزب فرنسا الأبية»، أن هناك مدّاً شعبياً معارضاً بدأ يرتسم، ودعا «ميلانشون» إلى يوم احتجاج وطني، في 26 الشهر الجاري، وتعبئة شاملة والتفاف حول عمّال السكك الحديد المضربين، دفاعاً عن القطاع العام «المهدد» بسياسة ماكرون.

 

 

 

ثورة الغضب الفرنسية العارمة تزامنت مع مرور عام على تولى الرئيس الشاب ايمانويل ماكرون رئاسة الاليزيه، فالشكوى مازالت قائمة، وأحوال المواطن لم تتحرك قيد أنملة بل زادت الأوضاع سوءا، وهاهى الاحتجاجات تجتاح البلاد وإلاضرابات العمالية تشتد وطأتها، والسكك الحديدية تشل حركة التنقلات، وخطوط الطيران تتضامن وتقل من حركة التشغيل جوا، وكذا الطلاب يعتصمون بالجامعات تارة ويُثيرون الشغب بالتظاهر تارة أخري.. ويستمر إغلاق كليات جامعية، احتجاجاً على خطط ماكرون تغيير معايير دخول الجامعات، ما سبّب فوضى كبرى لطلاب يجرون امتحانات فصل الصيف.

 

 

وانقسمت الساحة السياسية في فرنسا، بين مؤيد ومعارض، فمنهم من ألقى اللوم على قصر الرئاسة «الاليزيه»، كما هو حال الزعيم اليسارى «ميلانشون»، الذى أكد أن هذا الغضب العارم جاء نتيجة سوء الأحوال الاجتماعية المتراكمة وعدم قدرة الحكومة على تلبية متطلبات الشعب، بالاضافة الى المزيد من تدنى مستوى المعيشة، وقيام الحكومة بإصلاحات اقتصادية على حساب الطبقات المتوسطة والفقيرة والعمالية كما هو الحال فى قطاع السكك الحديدية الذى يقوم حاليا بإضرابات مستمرة.. لذا أطلق المراقبون والمعارضة على الرئيس ماكرون «رئيس الأغنياء».. بينما يرى البعض الآخر أن ما حدث من عنف وتخريب وأسلوب بربري، لا يمت بصله للديمقراطية ولا للحرية.

 

 

 

 

وفى تلك الأثناء خرج رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، مشيرا إلى حل بعض الأحزاب المعارضة، فى إشارة إلى حزب «فرنسا الأبية»، كونها متهمة بالتحريض على العنف ضد البلاد، مؤكدا انه حق يكفله الدستور!! ولكن الدوائر السياسية في باريس ترى أن هذا التصرف معاد تماما لمبادىء دولة الحريات والديمقراطية، مما فجر التساؤل الساخر: هل انقلب السحر على الساحر فى بلد الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان؟

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]