مئات الانتهاكات.. الاحتلال يهدم 32 منشأة ويشرد 87 مقدسيا في نوفمبر
واصلت سلطات الاحتلال سياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين، ومصادر أراضيهم وإخطار الكثير من المنشآت بالهدم خلال شهر تشرين الثاني من عام 2020، فيما صادقت على بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في مستوطنات الضفة بعد مصادرة وتجريف أراض مواطنين وشق طرق استيطانية.
وذكر مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، الخميس، بأن الاحتلال هدمت نحو 32 منشأة في مختلفة المدن الفلسطينية، وخلال ذلك شرّدت 87 مقدسياً وأصبحوا لا مأوى، فيما أخطر الاحتلال بهدم 16 منشأة أخرى في تشرين الثاني.
وضاعفت سلطات الاحتلال من انتهاكاتها بحق الفلسطينيين خلال شهر تشرين الثاني، وتوزعت الانتهاكات بمختلف أشكالها على كافة المدن الفلسطينية.
337 انتهاكا
كما ردت ما تسمى بالمحكمة المركزية في القدس المحتلة، استئناف عائلات فلسطينية تسكن في مبنى في حي بطن الهوى في سلوان بالقدس المحتلة، وقررت طرد سكانه البالغ عددهم 87 شخصا، بينهم أطفال، مقيمون فيه منذ العام 1963، وهذا ثالث قرار يصدر عن المحاكم الإسرائيلية بهذا الخصوص لصالح جمعيات المستوطنين التي تسعى إلى تهويد البلدة القديمة ومحيطها في القدس.
كما رصد مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، فى تقرير له، انتهاكات الاحتلال المتعددة ضد الفلسطينيين خلال تشرين الثاني المنصرم، والتي اشتملت على الحواجز الدائمة وما يتبعها من تقطيع أوصال مدن الضفة، والحواجز العسكرية الطيارة، واغلاق طرق رئيسية وحيوية وقرى، وهدم منشآت ومصادرة أراضٍ، وسرقة اموال خاصة، والعديد اللامتناهي من الانتهاكات، وقد بلغت 337 انتهاكاً، بواقع 12 انتهاكاً يومياً.
الحواجز الإسرائيلية
وأشار التقرير إلى وجود عشرات الانتهاكات على حواجز جيش الاحتلال العسكرية الدائمة والطيارة، في مختلف أنحاء غزة والضفة بما فيها القدس المحتلة، والسفر خارج البلاد عبر معبر الكرامة، والتي تعتبر انتهاك لحق التنقل الآمن والمكفول حقوقيا.
ورصد التقرير 20 انتهاكاً نفذه الاحتلال ضد الفلسطينيين على الحواجز الدائمة و14 انتهاكاً عبر الحواجز الطيارة خلال تشرين الثاني.
ويتبع الاحتلال سياسة إغلاق قرى وفرض الحصار عليها، في محاولة لثني سكانها عن أعمال مقاومة شعبية ضده، او اجبارها على القبول بالأمر الواقع، أو لتأمين تنقل المستوطنين.
ورصد المركز خلال تشرين الثاني نحو 12 انتهاكاً تمثلت في إغلاق مداخل قرى والطرق المؤدية إليها وفرض حصار عليها.
انتهاكات المستوطنين
وأوضح التقرير، أن مجمل الانتهاكات الني نفذها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين جسدياً ومادياً، من خلال حملات تفتيش ومداهمات واعتقالات واستدعاءات طالت مئات الفلسطينيين، 63 انتهاكاً، نحو 30 انتهاكاً قام به المستوطنون ضد الفلسطينين خلال تشرين الثاني المنصرم.
وأشار مدير مركز القدس، الأستاذ عماد أبو عوّاد، إلى أنّ مسيرة الانتهاكات الإسرائيلية غير متوقفة، لكنّ خطورتها في الأعوام الأخيرة جاءت في ظل هجمة شرسة من الإدارة الأمريكية، الأمر الذي ساهم بمضاعفة هذه الانتهاكات وتشتيت الجهد الفلسطيني.
وأضاف أبو عواد، سياسة الهدم الإسرائيلية المتركزة في مناطق بعينها، تأتي في إطار سعي الاحتلال إلى تفريغ تلك المناطق، تحديداً في القدس ومحيطها، وحصر الفلسطينيين في مناطق ليس لها امتداد جغرافي يُمكن استغلاله للبناء، وهذا يتضح جلياً في إطار تحليل سياسة الاحتلال في تعاطيها مع المناطق المصنفة “ج” وفق اتفاق أوسلو.
وطالب السلطة الفلسطينية، وفصائل العمل الوطني، بضرورة مضاعفة العمل لايقاف انتهاكات الاحتلال، حيث أنّ تشتت الجهد الداخلي، وغياب الوحدة الفلسطينية، كان له الأثر الأبرز في مضاعفة انتهاكات الاحتلال، وضعف وجود ردّات فعل سوى فردية، الأمر الذي يُمهد ربما لتغوّل صهيوني كبير، وربما تطبيق سياسات أكثر خطورة، كالذهاب إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، والمزيد من دفع الفلسطينيين خارج المدينة المقدسة.
