يحظى اليوم الأحد، السادس من مايو/ آيار، باحتفالية ذات خصوصية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بذكرى ميلاد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان..وفي ظل مناخ من احتفالات رسمية وشعبية بـ «مئوية زايد» 6 مايو / آيار 1918، وصفها الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، بأنها مناسبة تاريخية إماراتية، واحتفالية يشارك فيها كل محب للإمارات، في ذكرى مولد المؤسس،«زايد الخير والعطاء»، وستبقى الإمارات لمئات الأعوام وفيّة قويّة رائدة بفضل زايد، بإذن الله.
محمد بن زايد: وطن بناه زايد سيظل واحة أمن وكرامة
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن مئوية زايد، مناسبة وطنية تاريخية عظيمة، نستذكر فيها باني نهضتنا، الوالد المؤسس زايد.. وما تعلمناه من زايد، إرث عظيم،زادنا قوة وإرادة، ووثق مسيرتنا باﻹنجاز.. وأضاف بن زايد: إن القائد الملهم، بفكره وحكمته ورجاحة عقله،أرسى بنيان دولة قوية، وعزز حضورها عالمياً، وعلى نهجه الخير ومبادئه اﻷصيلة تمضي اﻹمارات بقيادة خليفة، متحدة تعلي من قيمة اﻹنسان وتغرس الخير في كل مكان.
مئوية زايد.. كأنها 1000 عام من العطاء والبناء
ويؤكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن اليوم «مئوية زايد» 100 سنة كأنها 1000 عام من العطاء والبناء والخير، وأن ترسيخ دولة وبناء إنسانها ورفع عمرانها هو جزء من ميراث زايد العظيم. وسيبقى شعب الإمارات وفياً لذكرى زايد ما بقيت الروح تنبض في هذا الشعب الكريم.
بناء دولة وعطاء للأمة
ويؤكد مؤرخون وباحثون، أن الشيخ زايد،ترك في أثره، دولة فتية عصرية، تضاهي أكبر الدول من حيث تقدمها ورفاهية أبنائها.. وترك ميراثا من العطاء للأمة، ودفاعا عن حريتها وسيادتها، وكان أول من استخدم سلاح النفط العربي، في مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوي الأمريكي إلى «إسرائيل» في معركة 1973، وفي محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر في الموقف الدولي لمصلحة العرب، حيث أوفد الشيخ زايد وزير البترول في الإماراتي إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول في المعركة.
الشيخ زايد: البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي
وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة 5% كل شهر..قال الشيخ زايد إن «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي»، فأصدر أوامره لوزير البترول«مانع بن سعيد العتيبي»، بأن يعلن في الاجتماع الوزاري باسمه فورا قطع البترول نهائيا عن الدول التي تساند إسرائيل، ما شكل ضغطا كاملا على القرار الدولي بالنسبة للمعركة، التي اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربي التي كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الاراضي العربية، ليؤكد للعرب أن من بين الحكام العرب هناك من خرج ليضحي في سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية.
وقد سؤل الشيخ زايد في هذا الوقت من أحد الصحافيين الأجانب «ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟» فقال إن «أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتي، وسأضحي بكل شيء في سبيل القضية العربية، إنني رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله».
كان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر في معركتها المصيرية ضد إسرائيل ، مؤكداً أن «المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة»..ووضع إمكانيات الإمارات المادية في خدمة جبهات الصراع العربي الإسرائيلي..وأمدّ مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف وتموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك دون أي مقابل.. وفي ذلك الوقت فرضت دولة الإمارات على موظفيها التبرع بمرتب شهر كامل لصالح دعم مصر.
