ماجد كيالي يكتب: الوضع الفلسطيني إلى مزيد من التعقيد

 

يتّجه الوضع الفلسطيني في الظروف الدولية والإقليمية والعربية الراهنة نحو مزيد من التعقيد، ربما أكثر من أية مرحلة مضت، إذ أن ذلك لم يعد يطاول النظام السياسي الفلسطيني فقط، ولا الحركة الوطنية الفلسطينية فحسب، وإنما هو يشمل، فوق هذا وذاك، مصير قضية فلسطين ومصير شعب فلسطين.

المعنى من كل ذلك بأن طرح حلول من نوع: إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، أو حل السلطة أو الفصل بينها وبين المنظمة، أو إعادة تفعيل منظمة التحرير أو إعادة بنائها، أو استعادة الحركة الوطنية لطابعها كحركة تحرر وطني، أو التحول من خيار الدولة المستقلة في الضفة والقطاع إلى خيار أخر، كالتحرير مثلا، أو الدولة الديمقراطية الواحدة، لم يعد يكفي، على أهمية كل واحد من الخيارات المذكورة، في التخفيف من المصاعب والتعقيدات والمخاطر، التي باتت تحيق بشعب فلسطين وقضيته، وحركته الوطنية.

هكذا ففي توصيف الوضع الفلسطيني الراهن يمكن ملاحظة عديد من المعطيات والتحولات الخطيرة، والتي يكمن أهمها في الجوانب الآتية: أولاً، إخفاق الخيارات السياسية التي انتهجتها القيادة الفلسطينية، منذ 44 عاما (1974)، والتي تمثلت بخيارات المفاوضة والتسوية والبرنامج المرحلي، المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ثم خيار السلطة (بموجب اتفاق أوسلو 1993)، والذي بات له ربع قرن.

والمشكلة هنا أن كل ذلك حصل من دون أن تهيئ القيادة الفلسطينية ذاتها، أو شعبها، لأية خيارات بديلة أو موازية، للتخفيف من تبعات ذلك على الأقل.

وعلى أية حال فإن تلك القيادة تتصرف كأنها في حيرة من أمرها، إزاء كل ما يجري، فهي لا تستطيع المضي في طريق التسوية مع إسرائيل، لأنها لا تفضي إلا إلى حكم ذاتي محدود، ولا تستطيع الخروج من إسار هذا الطريق، الذي سارت ورتبت أوضاعها عليه منذ ربع قرن، سيما مع حوالي 250 ألف موظف في السلكين الأمني والمدني، تعتمد في تغطية رواتبهم على مخرجات اتفاق أوسلو، أي على الدعم الخارجي، واتفاق “المقاصة” مع إسرائيل.

ثانياً، مشكلة القيادة الفلسطينية تكمن، أيضا، في اتكائها على كيان السلطة، في مقابل تهميشها الكيان السياسي الجامع للشعب الفلسطيني، أي منظمة التحرير، وفوق ذلك فهي تكمن في تعاطيها وكأن الشعب الفلسطيني بات مختصر بفلسطينيي الأراضي المحتلة (1967) في الضفة والقطاع، وهو نتاج قبولها حصر الصراع مع إسرائيل بتلك الأراضي، أي بمعطيات 1967، وليس بمعطيات 1948، التي نجم عنها النكبة وإقامة إسرائيل وتشريد أغلبية الشعب الفلسطيني.

وعلى العموم فإن هذه المشكلة باتت تزداد تفاقما، سيما مع تآكل مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان والعراق، بسبب ظروف تلك البلدان، وفي تراجع مكانة اللاجئين في إطار العملية الوطنية الفلسطينية، بخاصة بعد تراجع حق العودة لصالح التركيز على الحق في إقامة دولة في الضفة والقطاع.

ثالثاً، انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين القومي والديني، أكثر من أية فترة مضت، وهو ما تمخّضت عنه، أو رسّخته، نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت مؤخراً (9/4)، والتي أكدت بشكل كامل قطع إسرائيل مع خيار التسوية، وتالياً إغلاق خيار إقامة دولة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة (1967) نهائياً، سواء في ظل حزب ليكود أو غيره، ما يعني أن الخيار المطروح إما الإبقاء على الواقع الراهن (حكم ذاتي للفلسطينيين) أو قيام إسرائيل بفرض صيغة التسوية التي تتماشى مع أهوائها ومصالحها، ولو من طرف واحد.

رابعاً، الافتقاد للبعد العربي للقضية الفلسطينية، سيما مع غياب النظام الرسمي العربي، وتعدد المحاور العربية التي أضحت تواجه بعضها، على حساب مفهوم الأمن القومي العربي، وبخاصة مع نشوء مخاطر جديدة، ضمنها تدخلات دول إقليمية في الشؤون العربية، وكل تلك الأمور أدت إلى نشوء سلم اهتمامات جديد لدى الأنظمة العربية الفاعلة أو المقررة، على حساب الأولوية التي كانت، ولو شكلا، لقضية فلسطين.

خامساً، تخلّي الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل إدارة ترامب، عن دورها المعهود باعتبارها راعية لعملية السلام ووسيط نزيه وطرف محايد، وهو ما تم التعبير عنه، سياسيا وعمليا، في اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وسعيه تصفية قضية اللاجئين بطرق مختلفة، وتشريع الاستيطان في الضفة، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ووقف المساعدات للسلطة الفلسطينية، في انقلاب كامل على اتفاق أوسلو (1993)، الذي وقع في البيت الأبيض في حينه، وأنشئت بموجبه السلطة الفلسطينية.

من كل ما تقدم يفترض الاستنتاج بأن القيادة الفلسطينية وصلت إلى نهاية طريقها بالنسبة للخيارات التي انتهجتها، وأنها معنية بالتفكير بإطلاق ورشات حوار في كافة تجمعات الفلسطينيين، حول الخيارات البديلة والممكنة والمناسبة والأكثر جدوى في المعطيات الراهنة.

كما يمكن الاستنتاج بأن الفلسطينيين يمكن لهم أن يخففوا من المخاطر المحدقة بهم وبقضيتهم من خلال التركيز على إعادة تنظيم أحوالهم، وإعادة بناء بيتهم، أي المنظمة والسلطة والفصائل، على أسس جديدة، لعل ذلك يمكنهم من تجديد مسيرتهم في أية ظروف دولية وإقليمية وعربية قد تكون ملائمة لهم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]