ماجد كيالي يكتب:  زيارة بايدن.. دعم مطلق لإسرائيل ودمجها في المنطقة ومساعدات للفلسطينيين

ماجد كيالي

لا توجد مفاجأة في المواقف التي عبر عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن لدى زيارته المنطقة، سيما لدى لقائه الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أولاً: لأن زيارته تلك أتت في ظرف دولي وإقليمي صعب جدا، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا والتداعيات الناجمة عنه، سيما أزمة الطاقة، وعلى خلفية التوجه نحو الحسم، بهذا الشكل أو ذاك، في مواجهة التهديد الذي يمثله النظام الإيراني، سواء في تصاعد نفوذه في بلدان المشرق العربي واليمن، وفي سعيه امتلاك القدرة على حيازة قوة نووية. وثانيا: لأن الرئيس الأمريكي بات له في إدارة البيت الأبيض ثمانية عشر شهرا، وهو في كل تلك الفترة لم يقدم على أي خطوة يعدل فيها السياسات التي انتهجها سلفه دونالد ترامب في الشأن الفلسطيني (القدس، الاستيطان، مكانة منظمة التحرير).

الفكرة الأساسية هنا أن مواقف الإدارة الأمريكية في الشأن الفلسطيني، والشرق أوسطي عموما، تأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل، أمنها وتفوقها النوعي، ورؤيتها لمكانتها، بواقع أن أي من الرؤساء الأمريكيين الخمس، الذين سكنوا البيت الأبيض (كلينتون، بوش الابن، أوباما، ترامب، بايدن)، منذ التوقيع على اتفاق أوسلو، بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أمريكية (13/9/1993)، أي قبل حوالي ثلاثة عقود، لم يتصرف عكس ذلك.

ولنلاحظ، أن كل رئيس من المذكورين ليس فقط لم يقم بالضغط على إسرائيل لإجبارها على تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منها في عملية التسوية مع الفلسطينيين، بل إن كل واحد منهم قام بالضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على الموافقة على الاملاءات الإسرائيلية، الأمر الذي شجع إسرائيل على دفن ذلك الاتفاق على علاته، ورغم كل الاجحاف المتضمن فيه بالنسبة لحقوق الفلسطينيين.

مثلا، فقد ضغط كلنتون في عهده على القيادة الفلسطينية التي دفعها للانخراط في مفاوضات كامب ديفيد 2 (2000) للتفاوض حول قضايا الحل النهائي مع إسرائيل، قبل أن تنفذ إسرائيل الاستحقاقات المطلوبة منها في الحل الانتقالي، الذي كانت مدته انتهت في العام 1999. وفي عهده ضغط الرئيس بوش (الابن) على القيادة الفلسطينية للقبول بخطة “خريطة الطريق” (2002)، وأيضا للانخراط في اتفاق الإطار مع ايهود أولمرت في أنابوليس (2007)، ولم يفعل شيئا حين تملصت إسرائيل منهما، رغم كل ما قدمته القيادة الفلسطينية في شأنيهما.

وفي الحقيقة ولا رئيس أمريكي استطاع، مثلا، وقف الاستيطان ولو جزئياً، لا كارتر ولا بوش الأب ولا كلينتون ولا أوباما، رغم خلافاتهم مع حكومات إسرائيل وتأييد بعض مطالب الفلسطينيين.

وعودة إلى موضوعنا فإن الشغل الشاغل للرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته للشرق الأوسط، في هذه الظروف الدولية والإقليمية شديدة التوتر تنصب في اتجاهين أساسيين، أولهما: تأكيده العلاقات الاستراتيجية التي تربط الولايات المتحدة بإسرائيل، وضمان أمنها وتفوقها النوعي؛ وهو ما تم اشهاره في “إعلان القدس” الذي صدر في اختتام تلك الزيارة، مع كل ما تضمنه من دعم لسياسات إسرائيل وخياراتها. وثانيهما: دمج إسرائيل في المنطقة العربية، من مدخل اجتماع القمة في المملكة العربية السعودية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية، وقطر، والإمارات، والكويت، والبحرين، وعمان) إلى جانب الأردن ومصر والعراق، وهو سيفضي إلى تشكيل منظومة دفاعية قد يكون لإسرائيل دور متميز فيها، بحكم قدراتها، وعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة؛ وبالطبع فإن الهدف هنا مزدوج، يتمثل بدمج إسرائيل في الإقليم، وتوجيه رسالة تهديد أو تحذير إلى إيران، وطمأنة دول الخليج، مع مصر والأردن والعراق، بأن مكانتها لم تتزعزع في سلم الأجندات الخارجية الأمريكية، وبالطبع فإن التوتر مع كل من روسيا والصين، وأزمة الطاقة، تقف كمحفز في كل التوجهات الأمريكية دوليا وإقليميا وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.

هكذا، فعلى الصعيد الفلسطيني لم يكن لدى الرئيس الأمريكي ما يقدمه للقيادة الفلسطينية التي بدت في غاية في الإحراج أمام شعبها، وإزاء الخيار الذي أقدمت عليه منذ ثلاثة عقود، سوى استئناف المساعدات المالية، وبعض التحسينات في حياة الفلسطينيين (بالتوافق مع إسرائيل)، مع مجرد وعود سياسية مؤجلة ومشروطة، وهي ذات السياسة المتبعة في الإدارات السابقة.

ثمة فكرتين يمكن استنتاجهما مما حصل، الأولى، ومفادها أن اتفاق أوسلو لم ينجم عنه سوى كيان فلسطيني بمستوى حكم ذاتي، وهذا هو معنى كلام الرئيس الأمريكي عن أن الدولة الفلسطينية بعيدة، وأن الأولى تقديم تسهيلات ودعم مالي، أي أن الخيار المتاح هو سلام اقتصادي، بشرط الاستقرار والأمن لإسرائيل. أما الفكرة الثانية، فمفادها أن التطبيع، بل وانشاء منظومة اقتصادية وأمنية، تدمج إسرائيل في المنطقة لم يعد مشروطا بأن يمر عبر التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية، (وفقا لمتطلبات النظام الشرق أوسطي في التسعينيات، أو وفقا لمتطلبات المبادرة العربية للسلام 2002)، أي أن ذلك بات يمكن أن يتم من دون الفلسطينيين، في الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، سيما أن الفلسطينيين لم يعودوا يمتلكون أوراق قوة، لافتقادهم ظهير دولي وعربي، وأيضا بسبب خلافاتهم وانقساماتهم، وضعف كياناتهم السياسية.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]